هل سبَقَ لك أن سمعت المثل القديم "ما يستهلكُه عقلُكَ يتحكَّم في حياتك"؟ صحيح أنَّ الأفكار التي تمر عبر عقلك كلّ يوم يمكن أن تؤثّر بشكلٍ كبير على الطَّريقة التي تعيش بها حياتك.
الشخص الذي قد يبدو سعيدا من قبل الكثير من الناس لا يزالُ يشعُرُ بالتَّعاسة بسببِ سلبية أفكاره. بدلاً من ذلك، يمكن للشخص أن يكون مليئًا بالحبّ والسعادة حتى خلال كلّ المصاعب التي قد يواجهها. إنَّها فقط مسألة القدرة على التفكير بشكلٍ إيجابي، على الرغم من كلّ شيء قد يُعاني منه.
هناك شيء مثير للإعجاب حقًا في الأشخاص الذين يرون الجانِبَ المشرق في كلِّ سحابة مُظلمة.
ربما تعرفُ شخصًا يحملُ دائمًا الابتسامة على وجهه خلال أي تحدٍ - بغضِّ النظر عن حجم التحديات المفرُوضةِ عليه. تتساءل كيف لا يزال بإمكانه القيامُ بذلك، خاصَّة في مجتمع اليوم، الذي لم يعُد لطيفًا وكريمًا كما كان من قبل.
إذا كنت تواجه صعوبة في رؤية الأشياء الجيدة في الأشياء وفي الأشخاص من حولك، فربما يساعدك إدراك مزايا الإيجابيات في حياتك على تحفيزِك أكثر.
كيف يمكن للتفكير الإيجابي أن يغيِّر حياتك
- السعادة
الميزة الأكثر وضوحًا للتفكير الإيجابي هي السَّعادة. الأشياء الجيدة ترسُمُ الابتسامة على وجوهنا مهمَا كانت صَغيرَة.
يطاردُ الكثير من الناس أشياء كثيرة مثل المال والوظائف والهيبة والشهرة. لكنهم جميعًا يبحثون عن الشيء نفسه: السعادة.
يميل الكثير منا إلى الاعتقاد بأن فرحتنا لا يمكنُ تحقيقها إلا بعد أن نحصُلَ على تلك الأشياء التي نتوق إليها.
لكن في الواقع، يمكن للمرء أن يكون سعيدًا بالفعل بمجرَّد تغيير طريقة إدراكِهِ للحياة.
إذا رأيت كل شيءٍ بشكلٍ إيجابي، فقد تجد المَزيدَ من الأسباب لتكون سعيدًا ومبتسمًا طوال اليوم. ولكن إذا كان كلُّ ما تراه هو الغضب والحقد، فسوف يدفنك البُؤسُ أكثر.
المحزنُ أنه في كثير من الأحيان، نحن من نصنعُ مثل هذه المآسي. من خلال التركيز على الأشياء الجيدة في الحياة، ستبدأ في رؤية العالم بطريقةٍ مختلفة.
إنَّ التركيز على الأشياء الجيدة ليس مجرد طريقة رائعة لإيجاد الفرح في حياتنا، بل إنه يلقي الضوء أيضًا على النعم التي نتمتَّع بها بالفعل.
عندما نمتلئ بالسلبية، من الصَّعب أن نشعُرَ بالوفرة والتميُّز. في الواقع، نحن نميلُ إلى الاعتقاد بأنَّنا نفتقر إلى كلّ شيء - نحتاج إلى المزيد من المال، والمزيد من الوقت، والمزيد من الرَّاحة وو. في الواقع، لدى معظمنا ما يكفي لنكون شاكرين له.
تكمن المشكلة في أننا غالبًا ما نترك سلبيتنا تسرق شعورنا بالامتنان.
قد نشعر بالحسد حول ممتلكات الآخرين، ممَّا قد يؤدي أيضًا إلى الجشع. ولكن بمجرد أن نرى مقدار الخير الموجود في حياتنا الحالية، بدأنا نشعر بمزيد من الامتنان لكلِّ شيء من حولنا.
غالبًا ما تحجبُ سلبيتنا رُؤيتنا للصورة الأكبر - كلّ ما نراه هو ما نريده. وبالتالي، يجب أن نمارس الامتنان في حياتنا اليومية.
- صحة أفضل
عندما نكون سعداء وممتنِّين، تكون الصحّة الجيّدة تقريبًا نتيجة مضمُونة. هذا بسبب انخفاض التوتر والقلق الذي يحدُثُ في حياتنا.
هل يمكنك أن تتخيل أن تكون قادرًا على تحسين نفسك بمجرد تعلم كيفية التركيز على الأشياء الجيدة في الحياة؟
هناك أيضًا موضوع شائع يقول إن الأشخاص الأكثر سعادة يعيشون أيضًا لفترة أطول. أظهرت دراسة أنّ كبار السن لديهم فرصة 35٪ للعيش لفترة أطول إذا كانوا يشعرون بالإيجابية والحيوية. يوضح هذا أنه بمجرد أن نبدأ في رؤية الأشياء الجيدة في الأشياء، يمكننا أيضًا جذبُ أشياء إيجابية أخرى إلى حياتنا.
- تحمل أكبر
كل شخص يمر بأيّام سيّئة من حينٍ لآخر، والفرقُ الوحيد هو كيف يتعاملُ كل واحد منا معها.
بينما يسكن الآخرون في غضبهم وألمهم، هناك أيضًا البعض الآخر الذين يمكنهم بسهولة الوقوف على أقدامهم والانتقال إلى الخطوة التالية. هؤلاء الأخيرون هم على الأرجح أشخاصٌ واثقون وإيجابيون تجاه تحقيق النجاح.
عندما نتعلم التركيز على الأشياء الجيدة، فإننا ندرِّب أنفسنا أيضًا لنصبح أقوى عندما تأتي الأيام السيئة في طريقنا.
تعملُ هذه الأشياء الجيِّدة كمصدر للتحفيز والطاقة بالنِّسبة لنا للاستمرارِ في المُضي قدمًا بغض النظر عن مدى تعبنا أو مدى صعوبة ذلك.
الأشياء الجيدة لا تشير دائمًا إلى ممتلكاتنا - يمكنها أيضًا أن تشيرُ إلى سماتنا الجسدية وشخصيتنا وحتى معتقداتنا.
كل شخص فريد ومميّز بطريقته الخاصة. للأسف، معظمنا لا يرى سوى العيوب والضعف - ليس فقط في الأشخاص الآخرين ولكن بشكلٍ خاص في أنفسنا.
عندما نركّز على الخير، فإنَّ الأمر لا يتعلّق دائمًا بالبحثِ البعيد والشامل. في بعض الأحيان، كلّ ما يتطلبه الأمر هو نظرة جيدة إلى الداخل، ربما هناك شيء ما عن أنفسنا لم نكتشفه بعد.
- علاقات أقوى
مع كل الأشياء المذكورة أعلاه مجتمعة، نحن مستعدّون لتكوين علاقاتٍ أقوى وأعمق مع أنفسنا ومع الآخرين أيضًا.
ومع ذلك، فإنَّ أفكارنا السلبية تخلق الكثير من الحواجز.
قد نترك أفكارنا تؤثِّر على الطريقة التي نعيشُ بها حياتنا. وبسبب الأفكار وسوء التفسير، قمنا ببناء جدرانٍ عالية وعزلنا أنفُسنا عن مجتمعاتنا.
إذا تمكنّا فقط من النظر والتركيز على الأشياء الجيدة، فسنكون قادِرِين على جمع المزيد من الشجاعة لإجراء اتصالاتٍ ذات مغزى مع الآخرين.
وفيما يلي بعض الطرق التي يمكنك من خلالها البدء في التركيز على الجانب المشرق من الحياة.
6 طرق حول كيفية التركيز على الأشياء الجيدة
1- تجنب السلبية
ربما تكون هذه هي النصيحة الأكثر وضوحًا. من أجل البدء في البحث عن الخير، عليك أولاً التخلص من أيِّ أفكار أو انطباعاتٍ سلبية قد تكون لديك.
بالطبع، هذا ليس بالأمر السّهل، خاصة إذا كنت معتادًا على رؤية الأشياء من منظور سلبي فقط.
حان الوقت للنظر في ما يساهم في هذه الأفكار.
ربما تستمع باستمرارٍ إلى شكاوى صديق أو ربما تسمع فقط أخبارًا سيئة من كلّ مَن حولك. يمكن أن تكون السلبية ساحقةً للغاية وفي كثير من الأحيان، قد يكون من الصعب تجنّبها.
لكل خبر سيئ تتلقاه، حاول التفكير في شيء جيد حدَثَ ذلك اليوم. بهذه الطريقة، تعلم أنه على الرغم من وجود أيام سيئة ، ستكون هناك أيضًا أيام جيدة على طُول الطريق.
2- تعرف على ما يجعلك سعيدا
هناك بعض الأشياء التي تجعلُنا نبتسم، ولكن هناك أيضًا بعض الأشياء التي تمسّ قلوبنا حقًا.
حدد الأشياء التي تحركِّك وتلهمك في كل مرة تواجه فيها تحديًا صعبًا، فكر في تلك الأشياء التي تحبها. يمكن أن تكون مصدرًا للقوة القتالية، خاصَّة في الأيام التي نشعُرُ فيها بالاستسلام.
في كثير من الأحيان، قد لا نعرف ما الذي يجعلنا سُعَداء.
هذا لأننا سمحنا لأنفسنا بالتعرُّض للكثير من السلبية على مدى فترةٍ طويلة من الزَّمن. افعل شيئًا جديدًا وكن عفويًا، حاول التعرُّف على نفسك من جديد ومعرفة ما يرسم الابتسامة على وجهك.
وبمجرد العثور عليه، قد ترغب في تعريض نفسك باستمرار لتلك الأشياء منذ ذلك الحين لخلق السعادة والحفاظ عليها في حياتك.
3- التأمل
لقد قلنا ذلك مليون مرة ولكن في الحقيقة لا يوجد شيء مفيد مثل التأمّل اليقظ.
عندما نتأمّل، نعطي أنفسنا بعض الفراغ. كل يوم، تمتلئ أذهاننا بالعديد من الأفكارِ المُختلفة ومعظمُها قد تكون أفكارًا سلبية.
من خلال التأمل، يمكننا تنظيم هذه الأفكار والتخلّي عن الأفكار التي لا تفيدنا. من خلال القيام بذلك، يكون لدينا مساحة أكبر في أذهاننا وأرواحِنا للأشياء الأكثر أهمية.
خلال جلسة التأمل، يمكننا أيضًا التركيز على أنفسنا أكثر.
نحن قادرُون على الاستماع لأفكارنا وربما ندرك مقدار السلبية التي تحتويها.
من خلال تعلم كيف تفكر عقولنا، ربما يمكننا إيجاد المزيد من الطرق حول كيفية تدريب أنفسنا بشكلٍ أفضل للتركيز على الخير.
4- تغيير وجهة نظرك
إذا كنت تشكو دائمًا من كل الأشياء السّيئة التي تحدث لك، فقد حان الوقت لتغيير المنظور.
قد يبدأ الشخص الذي فقد وظيفته في الاعتقاد بأنَّها نهاية العالم. ولكن إذا غيَّر طريقة تفكيره، فقد يبدأ في الاعتقاد بأنها فرصة له لإيجادِ مسارٍ وظيفي أفضل.
كل واحد منا لديه مشاكل للتعامل معها كلّ يوم. لكن هذا لا يعني أننا يجب أن نعاني منهمذا دائمًا.
قد لا يكون من السهل في البداية التفكير بإيجابية، خاصة عندما لا تسيرُ الأمور كما تريد. ولكن ربما حان الوقت لأن نتعلم أن نثق في أنفسنا بأنَّ كل شيء سيكون على ما يرام طالما واصلنا المضي قدمًا.
5. حافظ على دفتر يومي الامتنان
في بعض الأحيان لا نرى مدى وفرة الأشياء الجيِّدة في الحياة. من خلال تتبعها بالكتابة، يمكننا أن نثبت لأنفسنا أنه لا يزال هناك الكثير من الأسبابِ التي تجعلنا سعداء.
عندما نواجه موقفًا صعبًا، من السهل جدًا أن نحسب كلّ المصائب التي نمر بها في حياتنا.
لكن في الواقع ، هناك أيضًا عدد مساوٍ أو ربما أكبر من النّعم في حياتنا أيضًا. نحن فقط لا ندرك عدد النعم التي لدينا في الوقت الحالي، عندما نكون أكثر عاطفية.
اكتب شيئًا جيدًا واحدًا على الأقل حدث لك كل يوم.
عندما تحافظ على هذه العادة لمدة عام، ستدرك بعد ذلك أن هناك 365 شيئًا جيدًا في العالم.
6- تعلم أن تترك
الطريقة التي نفكِّر بها تتشكّل في أغلب الأحيان من خلال تجارِبِنا السابقة. إذا كان ماضينا مليئًا بالألم والكراهية، فسيكون لحاضرنا ومستقبلنا أيضًا نفس النظرة المظلمة إذا لم نتعلم كيف نترك تلك الأفكار تمضي بعيدًا.
إذا كنت تواجه حقًا صعوبة في رؤية الأشياء الجيدة في الآخرين، فقد يعني ذلك أنك ما زلت غاضبًا، أو قد تكون حزينًا على شيءٍ ما في الماضي.
قبل أن تتمكن من المضي قدمًا، قد ترغب في معالجة هذه المشاعر التي تم حشوها بداخلك لفترةٍ طويلة. كن شجاعًا واسمح لنفسك أن تشعر بتلك المشاعر.
فقط من خلال مواجهة مثل هذه المشاعر يمكنك حلها في النهاية. بمجرد أن تتعلّم التخلي، سيكون من الأسهل عليك التركيز على الخير.
اقرأ ايضا:
كيف تكون سعيدا عندما يسير كل شيء بشكل خاطئ
إذا لم تحصل على ما تريده في الحياة، فاقرأ هذا المقال
نحن نستكشف ونقدِّم مجموعة واسعة من المحتوى لتشجيع النمو الفردي وحلِّ المشاكل.
محول الأكوادإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء الإبتسامات