إذا لم يوجد وقت من أجل القراءة مطلقـًا إخلق لنفسك وقتا للقراءة والمطالعة

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، مرحبا بكم رواد عالم تعلم ، إن العزوف عن القراءة مشكلة عويصة يواجهها المجتمع عامة وشباب الأمة الإسلامية خاصة ،ولا شك أن يكون ذلك هو أحد الأسباب الرئيسية في تأخر الأمة . فالقراءة هي مصدر الوعي في المجتمعات وهي نماء للعقول وبناء للثقافات المتنوعة وبها تحصل الرفعة والتقدم و النماء  ، إن فعل القراءة أصبح غائبا اليوم عن أمتنا ، وترى ذلك واضحا جليا في بعد الطلبة و التلاميذ والشباب عامة و نفورهم من الكتب و المكتبات ، حتى أصبحت هذه الظاهرة سمة واضحة على جيل بأكمله ,ولذلك و غيره لا بد من تشخيصها ، فما اكثر الحجج التي نتحجج بها ومن أهمها " لا أجد وقتا للقراءة ؟؟" 

القراءة - Reading

كون الجميع مشغولين جدًا هذه الأيام، وكونهم لا يجدون الوقت لأي شيء، قد أصبح “كلمة مترردة كثيرا على أسماعنا”، لكن الشكوى ذات النبرة الأكثر أسفـًا هي: “أنه لا يوجد وقت من أجل القراءة مطلقـًا” .
يقول باركس في مقاله الذي نـُشِر منذ شهر مضى ـ في جوان الماضي أنه “يجب المحاربة من أجل، بل يجب التخطيط لكل لحظة من لحظات القراءة الجادة”.

ما يجعل من الأمر معضلة أكثر هو أن مبادئ إدارة الوقت المعتادة لا تبدو كافية، فالإنترنت مليء بالمقالات السريعة المعنونة، والتي تعطي النصائح عن كيفية توفير الوقت للقراءة، مثل: “اترك مشاهدة التلفاز”، أو “احمل معك كتابـًا دائمـًا أينما ذهبت”، لكن أثبتت تلك الطرق التقليدية فشلها  في أن نستطيع توفير تلك الثلاثين دقيقة التي أفرُغ فيها للقراءة. فقط حاول أن تجلس كي تقرأ، وسوف تنهال عليك الأفكار المتعلقة بالعمل من كل حدب وصوب، أو سوف تشعر بالإجهاد الشديد فيصبح الكتاب الذي يتطلب منك جهدًا ذهنيـًا هو آخر شيء تحتاج إليه الآن.

القراءة - Reading

ويكتب باركس: أن عقول البشر في العصر الحديث “تتوق إلى التواصل مع الآخرين على نحوٍ قهريّ … فلا يصبح الأمر ببساطة أن شخصـًا ما تتم مقاطعته وهو يفعل شيئـًا، بل إن الشخص نفسه يميل في الحقيقة إلى أن يقاطعه شيء”، والقراءة العميقة لا تتطلب الوقت فحسب، بل تتطلب ذلك النوع الخاص من الوقت الذي لا تستطيع الحصول عليه لمجرد كونك شخصـًا أكثر فعالية.

القراءة - Reading

في الواقع، “أن تصبح أكثر فعالية” هو جزء أصيل من المشكلة؛ لأن التفكير في الوقت على أنه أحد الموارد التي يجب أن نستغلها لأقصى درجة ممكنة يجعلنا نتعامل مع الوقت بشكل أليف يصبح معيارنا لقضاء وقتـ مفيد على أنه ما يقربنا من أهدافنا.
ويقول جاري إيبيرل في كتابه “الوقت المقدس”Sacred Time“: إن “المستقبل يأتي إلينا مثل الزجاجات الفارغة على سير ماكينة الكاشير، والذي لا يتوقف أبدًا، بل يبدو أنه لا ينتهي”.

القراءة - Reading

ويضيف إيبيرل: “إننا نشعر بالضغط الشديد كي نملأ تلك الزجاجات ذات الأحجام المختلفة (أيام، وساعات، ودقائق) حين تمر علينا، لأنها إن مرت دون أن نملأها بمهام أنجزناها نكون بذلك قد أضعناها وأهدرناها”. ولا توجد عقلية أسوأ من تلك فيما يخص انغماسك في القراءة ونسيان نفسك فيها.
إذن فما الذي يجدي نفعـًا؟ ربما نندهش عندما نعرف أن تخصيص أوقات مقدسة للقراءة يمكن أن يكون حلاً، لكنك قد تظن أن ذلك الأمر قد يحفز العقلية التي تقتضي الفعالية؛ لكن في الحقيقة يشير إيبيرل أن تلك الطقوس تساعدنا على أن “نطأ بأقدامنا لنخرج من دائرة تدفق الوقت” كي ندخل إلى “وقت الروح” (يمكنك أن تستخدم المكان أيضـًا كجزء من طقوس القراءة، فتقرأ مثلاً على نفس الكرسي أو على نفس المقعد بالحديقة). كما تستطيع أن تقلل من قدر التشتت بأن تقرأ في الكتب المطبوعة أو في الأجهزة المختصة بالقراءة فقط*.

القراءة - Reading

أما فكرة “أن تحمل معك كتابـًا دائمـًا أينما ذهبت” يمكن أن تجدي نفعـًا فقط إذا استطعت أن تنغمس في القراءة لوقت كاف، حتى تصبح القراءة هي دائمـًا حالتك الافتراضية، والتي تخرج منها من حين لآخر؛ كي تباشر أعمالك، ثم تعود للقراءة مجدداً. ثم في يوم من الأيام سوف تشعر أنك لا تحاول “إيجاد الوقت للقراءة” بل إنك تقرأ فقط، وتحاول إيجاد الوقت لكل الأشياء الأخرى في حياتك.

مترجم عن How To Find Time To Read للكاتب Oliver Burkeman

إذا اعجبك الموضوع شاركه مع أصدقائك لتعم الفائدة