قصص واقعية ذات مغزى عميق..


اعرف من تصاحب :
قال علقمة بن لبيد لابنه : يا بني ان نَازَعتْكَ نفسك يوما إلى صحبة الرجال لحاجتك
إليهم فصاحب من إن صحبته زانك ، و إن تخففت له صانك ،و إذا نزلت بك نازلة مانك ،وإن قلت صدق قولك ،و إن صلت به شدد صولك ،اصحب من إذا مددت يدك لفضل مدها ،و إن رأى منك حسنة عدها ،و إن بدت منك ثلمة سدها ،اصحب من لا تأتيك منه البوائق ،ولا تختلف عليك منه الطرائق ،ولا يخذلك عند الحقائق.
ليس لي مال أوصي به:
خلف عمر بن عبد العزيز – رحمه الله – أحد عشر ابنا ،فأصاب كل ابن نصف و ربع دينار ، وقال لهم عند وفاته : يا بني ،ليس لي مال فأوصي فيه .وخلف هشام بن عبد الملك أحد عشر ابنا ، فأصاب كل واحد من البنين ألف ألف دينار ،فأما أولاد عمر بن عبد العزيز فما رئي أحد منهم إلا وهو غني ،و منهم واحد جهز من ماله مئة ألف فارس على مئة ألف فرس في سبيل الله تعالى ،وما رئي أحد من أولاد هشام بن عبد الملك إلا و هو فقير .
لم تطعم الإيمان حتى تؤمن بالقدر:
عن الوليد بن عبادة ،قال : دخلت على عبادة – رضي الله عنه – وهو مريض أتخايل فيه الموت ،فقلت يا أبتاه ، اوصني و أجتهد لي ـ فقال أجلسوني ،فلما أجلسوه قال : يابني إنك لم تطعم الإيمان ،ولم تبلغ حق حقيقة العلم بالله حتى تؤمن بالقدر خيره و شره ، قلت : يا أبتاه ،وكيف لي أن أعلم ما خير القدر و شره ؟
قال تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك و ما أصابك لم يكن ليخطئك ،يابني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :"إن أول ما خلق الله القلم ،ثم قال له: اكتب ،فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة " إن مت و أنت لست على ذلك دخلت النار .
جوامع الصحبة :
من جوامع لصحبة قول ابن الحسن الوراق ،و قد سأل أبا عثمان عن الصحبة :قال هي مع الله بالأدب ، ومع الرسول صلى الله عليه و سلم بملازمة العلم واتباع السنة، ومع الأولياء بالاحترام و الخدمة ،ومع الاخوان بالبشر و الانبساطوترك وجوه الإنكار عليهم ،ما لم يكن خرق شريعة أو هتك حرمة ،قال الله تعالى :"خذ العفو وامر بالمعروف" الأعراف..199
و الصحبة مع الجهال بالنظر إليهم بعين الرحمة ،و رؤية نعمة الله عليك إذ لم يجعلك مثلهم و الدعاء لله أن يعافيك من بلاء الجهل .

أين تذهبون ؟
لما تأخر رجال من فرسان الجيش الإسلامي في معركة اليرموك وفيهم أبو سفيان و جاؤوا إلى نساء المسلمين وهن وراء الصفوف – وفيهن زوجة أبو سفيان – و علمن أن هؤلاء الرجال هربوا من صف القتال ،فقلن بصوت جهوري :
أيها الرجال أين تذهبون و أنتم تهربون؟ وإللا أي جهة من جند الله تنزوون ،إن الله مطلع إلى أحوالكم فاتقوه.
ثم إن هند زوجة أبو سفيان أخذت عمود خيمة وضربت به على رأس فرس زوجها ،وقالت :يا ابن صخر ؟ ارجع إلى محاربة العدو ، واجعل نفسك فداء في سبيل الحصول على رضاء الله تعالى حتى يغفر لك ذنوبك التي سبقت منك ،واذكر تلك الأيام التي كنت تحرض فيها الناس على خلاف رسول الله صلوات الله عليه ،وساعد الكفار و المشركين على محاربته ،عندها رجع و حارب و أبلى بلاء حسنا في المعركة .
الخوف من الرياء :

قال علي بن الفضيل : اتفق أبي و ابن المبارك على باب "بني شيبة" فقال ابن المبارك :يا أبا علي ادخل بنا المسجد حتى نتذاكر ،فقال الفضيل لابن المبارك : إذا دخلنا المسجد أليس تريد أن تحدثني بغريب ما عندك من اعلم و احدثك بغريب ما عندي من العلم ؟فقال ابن المبارك :بلى ،فانصرفنا و لم يدخلا المسجد .
قال أبو سليمان الخطابي : كره من هذا التصنع و خاف الرياء ،ونحو هذا قول الفضيل : لأن يلقى الشيطان خير للقارئ من أن يرى قارئا مثله .