لماذا يجب عليك أن تجتهد لتكون متعلماً مدى الحياة ؟

يتساءلُ الكثير من النّاس عمّا يمكنهم فعله ليُصبحوا أكثر تنافسية بينما يزيدون معدّل نجاحِهم. من الطُّرق التي يتمّ التغاضي عنها في كثيرٍ من الأحيان، ولكنّها بسيطة للتحسُّن، هي من خلال زيادة معرفتك من خلال كونك ذاتي الإنطلاق.

متعلماً مدى الحياة



يُعد التعليم التقليدي المنظّم غاية في الأهمية، إلاَّ أنّ الكثير من النّجاحات مستمدّة من الأفراد ذوي الدَّوافع العالية الذين كرَّسوا حياتهم لمفهوم التعلُّم مدى الحياة. يعطِي هؤلاء الأفراد الأولوية لخلقِ الوقت في حياتِهم اليومية المزدحِمة لتثقيف أنفُسهم حول المفاهيم والأفكارِ الجديدة. يُدرك هؤلاء الأفراد أهمية إيجاد فرصٍ كثيرة في جميع مجالاتِ الحياة.

ويُمكن تحقيقُ ذلك من خلال الالتزام بمفهوم التعلُّم مدى الحياة. في سوقٍ وعالم دائم التغير، من المهمِّ أكثر من أيِّ وقت مضى أن تظل تنافسيًا وحديثًا.

إنَّ السّعي وراء المعرفة أسهل مما كان عليه من قبل، حيث يمكن للتقدم التكنولوجي أن يحوّل المعلومات على الفور إلى أطراف أصابعنا. إنه امتياز اليوم لأخذ هذه الراحة والاستفادة منها بطرقٍ مُثمرة.

أولاً وقبل كلّ شيء، يجب أن تكون على استعدادٍ لتوسيعِ عقلك. تخلّص من الافتراضات والإدانات بحيثُ يمكنك أن تكون منفتحاً، ومتقبّلا للمعلومات الجديدة. قد يتعارض هذا في بعض الأحيان مع ما كنت تعتقد أنّه صحيح. سوف تمرّ في نهاية المطاف عبر المعلُومات التي تتحدَّى نظرتك للعالم.

بدلاً من البقاء ثابتًا في منطقة الراحة الخاصة بك، استخدم هذا الوقت للتوقف والتأمُّل وإلقاء الضّوء على هذه الأفكار بطريقةٍ يمكن أن تطوِّر وتوسِّع رؤيتك.

اقرأ أيضا:

بعيداً عن التلقين المباشر.."منهج مونتيسوري ".. ماذا لو تم تطبيقه في مناهجنا الدراسية ؟

عندما تجد معلوماتٍ جديدة، خذ الوقت الكافي للتفكير في ما تؤمن به ولماذا. هل تمنعك عقليتك القديمة من التقدُّم في عالمٍ عصري؟ كن على استعدادٍ لاستجواب المعلُومات الجديدة والبحث عنها. سوف يفصلك التعمُّق أكثر عن الحشد، ويسمحُ لك برؤية القيمة في تطوير عقلٍّ مستقلّ.

حرثُ العقل قبل البحث عن المعلومات أمرٌ أساسي مثل حرثِ الحقل قبل الحصاد. إنّه ضرورة للتخلص من الأعشاب وتسميد وخلق مساحة يمكن أن تزدهر وتنمو فيها المعلومات.

بما أنَّ تربة الأرض تحتاج إلى أن تغذِّيها، فإنَّ أدمغتنا هي الإسفنجة الماصّة التي تنتظر الإطعام بأفكارٍ ومفاهيم جديدة. اسقِها يوميا لتحفيز النمو، وسوف تجني حصاد وفير من المعلومات والمعرفة.

بعد أن تمَّ إعداد العقل، فإنَّ الخطوة التالية هي التطبيق. قم بإنشاء قائمة للتعلُّم مثلما تفعل قائِمة المهام. إنّها عبارة عن أفكار ومفاهيم لديك اهتمامٌ كبير بمعرفة المزيد عنها.

هناك العديد من الطُّرق البسيطة والفعَّالة والواقعية لتنفيذ فُرص التعلُّم اليومية التي لا تُضايقُ حياتك.

بالنسبة لأولئك الذين يتعلّمون بالسّمع، تعدُّ الكتب الصوتية الطريقة المثلى لإدماج المعرفة بضغطة زرّ بسيطة. أثناء رحلتك التي تستغرقُ 30 دقيقة من وإلى العمل، يمكنك ببساطة تشغيل كتابٍ صوتي يناسبُ اهتماماتك. بدلاً من الاستماع إلى الأغاني في ساعة الذّروة، استمع إلى نقاشٍ سياسي حول الراديو الحديث. 

إنَّ تعلُّم المعلومات التي يمكنك الاستفادة منها في حياتك اليومية أمرٌ مهمٌّ للغاية لوجود رغبة متواصلة في مواصلة تعليمك. على سبيل المثال، التعلُّم القائم على المهارات لا فائدة منه إذا لم يتم تطبيقه. إّن قراءة كتاب حول صيانة السيارات لا يماثل تغيير الزيت أو الإطارات في سيارتك. القراءة عن الفنّ ليس كالتقاط فرشاة والتطبيق. إذا كان من المُمكن تطبيقُ معرفتك مباشرة بطريقةٍ وظيفية ومُمتعة، فعليك وضعُها موضع التنفيذ! يتعلَّم الكثير من الناس من خلال التدريب العملي.

خصِّص وقتًا في نهاية الأسبوع للحصول على مرشد أو حضور دورة تدريب شخصية. فصول الطهي أو اللياقة البدنية أو الفنّ هي طرقٌ رائعة للوصول إلى التعلُّم والخبرة العملية. 

فكِّر في كلّ الوقت الضائع الذي تقضيه في الإنتظار في مكاتب الأطباء، في انتظار خروج الأطفال من المدرسة.. يمكنك قراءة بضع صفحات من كتابٍ من اختيارك. 15 دقيقة بسيطة في اليوم قد تجعلك تستكملُ كتابًا جديدًا كل أسبوعين!

تُشير التقديرات أنَّ الأمريكيين يقضون 23 ساعة كلّ أسبوع في إرسال الرسائل النصية على الشبكات الاجتماعية. تخيّل قضاء ذلك الوقت كلّ أسبوع على حرفتك أو تطويرك الشّخصي. يمكنك أن تتحدَّث خمس لغاتٍ، وأن تكون نافورة للمعرفة من خلال تغيير عاداتك وعقلك.

أحِط نفسك بأفراد متشابهين في التفكير وحاول أن تأخذ شيئًا قيّمًا بعيدًا عن تفاعلاتك اليومية. كثير من الناس هم من المهنيين في مجالهم، ولديهم معلوماتٌ قيّمة ورؤية جيدة للمشاركة. إذا كانت لديك أسئلة، فاطلبها! لا تكن متفحِّماً أبداً، لأنَّ كلّ سؤال لا تسأل عنه هو فرصةٌ ضائعة!

امضِ قدماً وتحدّى نفسك اليوم. التزِم بتوسيع عقلك، واصِل تعلّمك واصبح طالبا في الحياة. استفد من العالم كصفٍّ دراسي، وبغضِّ النّظر عن حجمه أو صغره، دائمًا ما يأتي بدرس. تذكَّر أن تحرث وتزرع عقلك بحيث يكون مستعدًا للتوسع والإزهار والنّمو. ومشاركة ينبوع المعرفة.

أراهن أنك سوف تلاحظ ببطءٍ أنك لا تحقق فقط كل ما تخطِّط لتحقيقه، ولكنّك قمت بتحفيز الجُوع الدائم الذي يدفعك إلى البحث عن المزيد في حياتك الشخصية والمهنية.

اقرأ أيضا:

كيف تقوم باختيار الإجابة الصحيحة أثناء الإمتحان؟ .. إليك بعض الاستراتيجيات التي تُساعدك في ذلك

المصدر: هنــأ