القيادة الحقيقية: 9 صفات يتشاركها جميع القادة الناجحين

مهما كان الفريق الذي تحاول أن تقوده صغيراً (أو كبيراً)، هناك دائماً تحديات تجعل القيادة صعبة. ربما يواجه فريقك بعض الانتكاسات و انخفاض المعنويات. ربّما هناك أعضاء لا يمكنهم مواكبة التقدم كأيّ شخصٍ آخر. أو ربما دائماً يسيء فريقك فهم ما تقصده، مما يجعل من الصعب الحفاظ على رؤيتك وعملهم متزامنًا.

القيادة الحقيقية

القيادة لا تعني أبداً أن تكون رخياً. ولكن إذا كنت تفهم ما تعنيه القيادة حقاًّ، فقد قمت بخطوة واحدة أقرب لتصبح قائدا ناجحًا.

القيادة هي فن تمكين الآخرين للعمل على تحقيق نفس الهدف معاً.

القيادة

ليس هناك تعريف واحدٌ للقيادة و هو يختلف تبعا لنوع القائد - رئيس تنفيذي لشركة، قائد فريق رياضي، زعيم ديني، زعيم سياسي، وما إلى ذلك. ومع ذلك، عندما نتحدث عن القيادة بشكلٍ عام ، ووفقا لخبير القيادة جيمس ماكجريجور بيرنز، القيادة هي عملية حيث "القادة وأتباعهم يرفعون بعضهم البعض إلى مستويات عالية من الأخلاق والتحفيز".

القائد يخلق الرؤى ويحفِّز أعضاء الفريق على العمل معًا لتحقيق نفس الهدف.

مع قائدٍ جيد، سيندفع النّاس للنّمو وسيبذلون قصارى جهدهم للوصول إلى الهدف.

القائد هو رأس الكاريزمية لمجموعةٍ من الناس، الذي يمتلك المهارات للقيادة، يلهم ويؤثّر في الآخرين لمتابعة نموهم الشخصي وأهداف الفريق. القادة مهمُّون لأنه لهم تأثيرٌ كبير على أداء الفريق. القائد الجيد سيعظِّم من إنتاجية الفريق، يشكِّل الثقافات الإيجابية ويعزِّز الانسجام والتواصل المفتوح داخل الفريق.

القائد العظيم هو مصدر إلهام وتحفيز للفريق.

يعمل القائد الجيد جنباً إلى جنب مع الفريق عند مواجهة الصعوبات، وفي الوقت نفسه يعطيهم حرية كبيرة حول كيفية إكمال المهام. وهذا يعزِّز الإبداع ويفيد في نهاية المطاف الفريق ككل. كما أنه يضمن بيئة عمل ودّية لكلِّ عضو لتقديم المساهمات،وتشجيع الفريق من حينٍ لآخر.

القائد العظيم يعزِّز القيم من خلال وضع نماذج.

القائد العظيم هو نموذج يحتذى به بالنسبة لفريقه. فقد وضع معايير يتّبعها باستمرار من خلال سلوكياته الخاصة، مثل الالتزام بالمواعيد، والصِّدق والنزاهة، وما إلى ذلك، والتي هي مفيدة لنجاح الفريق.

جميع القادة الناجحين يتشاركون نفس الصِّفات، مهما كان نوعها.

إذا كنت تريد أن تصبح قائدًا أفضل، تعرف على الصِّفات التالية التي يتشاركها جميع القادة الناجحين.

1- كثير الرؤى.

الرؤية هي القدرة على توقُّع المستقبل ووضع أهدافٍ للفريق لتحقيقها. فالقائد يساعد الفريق على البدء والاستمرار في العمل نحو الاتجاه الصحيح، والقيام بالشيء الصحيح في الوقت المناسب. فبدون الرُّؤى، قد يصنع القائد خُططا مربكة ومضلِّلة للفريق، مما سيضُّر في نهاية المطاف بنتائج الفريق.

2- ملتزم.

الالتزام بدور القائد يعني القيادة بالنّموذج. إذا كنت عضوًا في فريق ما، هل ستكون على استعدادٍ لمتابعة قائد  يعمل بشكلٍ مختلف عن القواعد التي وضعها لك؟ من المستبعد جدًّا. يجب أن يتمتع القيادي بمعايير عالية لنفسه وأن يتحرّك باستمرار، لذلك يحترم أعضاء الفريق قادتهم.

3- فضولي.

يجب أن يكون القائد على درايةٍ بما يعمل عليه، من أجل المساعدة في حلِّ أي مشكل ينشأ. يجب أن يكون فضولياً دائما وأن لا يتوقف عن التعلُّم أبداً. وينبغي عليه أيضاً أن يعرف أعضاء الفريق جيدا بما فيه الكفاية للعمل من أجل مصلحتهم الخاصّة. 

بدون معرفة وفضولٍ قوي، من غير المحتمل أن يكون المرء قادرًا على قيادة الفريق لحلِ المشاكل.

4- واثق.

الثِّقة هي أن تكون مؤكّدا لذاتك دون أن تكون عدوانياً. يجب على القائد أن يكون حازمًا في بعض الأحيان لإظهار سلطته وثقته، لذلك فإنّ أعضاء الفريق مقتنعون باتباع أوامره وخططه. 

5- جيد أخلاقيا.

النزاهة أمرٌ لا بد منه لقائد محترم. فالقائد بدون نزاهة، الذي يقول شيئا ويفعل آخر، لا يكاد يقنع أعضاء الفريق باحترامه. وبدون الاحترام، لن يتمكن أي قائد من إقناع الفريق بفعل أيّ شيء للشّركة، وهذا يؤدي إلى عدم كفاءة الفريق.

6- مؤتمن.

يجب على القائد أن يثق بقدرات أعضاء فريقه. يتجول في الأرجاء كلّ 30 دقيقة للتحقق من تقدم الفريق. امنح أعضاء الفريق قليلا من الإيمان وفضاء للقيام بعملهم، لا أحد يريد قائداً مصاباً بجنون العظمة.

7- حاسم.

الحسم ضروري لكلِّ الأعمال التجارية وللشّركة. كفريق واحد، سيكون علينا اتخاذ قراراتٍ صعبة في غضون فترةٍ قصيرة من الزّمن تحت بيئة الضغط العالي. وهذا هو الوقت الذي ينبغي فيه للقائد أن يضطلع بدوره، وأن يستغلّ معارفه الخاصّة وربما رأي الأعضاء لاتخاذ قرارٍ قبل فوات الأوان.

8- إيجابي.

التفاؤل هو جزءٌ حاسم من القيادة. سيكون هناك أوقاتٌ يكون فيها الفريق منخفض الروح المعنوية أو يشعر بالضياع في منتصف المشروع. القائد الإيجابي يجد الإيجابيات وسط السلبيات ويشجِّع أعضاء الفريق على المضي قدمًا. أمّا القائد المتشائم في العمل لا يكاد يعتقد بأي شيءٍ جيد سيحدث في النهاية.

9- متواضع.

القائد المتواضع يستمر بمراقبة أدائه، قراراته وإنجازات الخاصة ويفكّر باستمرار ما إذا كان هناك أيّ شيء يمكن أن يفعله بشكلٍ أفضل. من خلال وجود الانعكاس الذاتي كلّ يوم، يمكن للقائد أن يفهم أكثر حول ما هو جيّد وما هو سيء فيه، ويمكن أن يُحسِّن نفسه وفقا لذلك.

ليس من السّهل الحصول على كل هذه الخاصيات في فترةٍ قصيرة، ولكن يمكنك أن تتعلّم وتتمرّن أكثر لتصبح قائداً أفضل.

القيادة الحقيقية

لتصبح قائداً جيداً، حاول أن تبدأ باتباع القادة الذين تتطلّع إليهم.

هناك دائماً شيء يمكننا أن نتعلّمه من القادة النّاجحين. اتباع واحدٍ تريد أن تكون مثله بالضبط، يمكن أن يكون بداية رحلتك إلى كونك قائد جيد.

اختر 5 قادة مفضّلين لديك واسأل نفسك لماذا لست مثلهم. هل هو بسبب مهاراتهم في التحدُّث، ومواقفهم في العمل، وثقتهم أو طريقتهم التي يمكنها أن تجعل الجميع ينصت إليهم؟

ابدأ من خلال تعلُّم الخصائص والمهارات اللازمة التي يملكها قائد عظيم، ووضعها موضع التنفيذ في المواضع القيادية من حياتك اليومية.

تذكر، يمكنك أن تتعلّم ليس فقط من نجاحهم ولكن من أخطائهم أيضاً! انظروا إلى هنري فورد. قد تكون شركة فورد للسيارات ناجحةً اليوم، ولكن "هنري" لم يقم بإنشائها دون فشل أو إخفاق. لقد فعل ذلك من خلال الانتباه إلى كلِّ خطأ صغير والعمل على حل المشكلات الأساسية التي أدّت به إلى النّجاح في نهاية المطاف.

من أجل أن تكون قادراً على تعليم الآخرين، تعلَّم شيئا جديداً حول مهارتك كلّ يوم.

تعلّم شيئا جديدا عن مهارتك، وظيفتك أو سوق العمل كلّ يوم لتجهيز نفسك أفضل لتكون قائداً عظيماً. لا تتوقف عن التعلُّم. لا تنسى أن تسجِّل ما تعلّمته عن طريق تدوين الملاحظات  في دفتر أو في تطبيق حفظ الملاحظات، لأنّه يوماً ما سيكون أعضاء فريقك بحاجةٍ إلى نصيحتك، وستكون معرفتك مكدّسة.

اسأل دائما عن ردود الفعل، القائد النّشط لا ينتظر أبداً.

واحدة من الصِّفات التي يمتلكها بعض القادة الناجحين هي أنّهم يتطلعون دائما إلى التحسُّن. بدلا من انتظار أعضاء فريقك لإبداء ردود أفعالهم حول شيءٍ ما، أُطلب منهم ذلك. ابق منفتحاً على النّقد لأنّ الجميع لديه أخطاء، وامتلك أعضاء فريقٍ صادقين تتقاسم معهم ملاحظاتٍ قيِّمة لنموك كقائد.

هل أنت مستعد لتصبح قائداً؟ توقف عن هدر الوقت و ابدأ رحلتك الآن من خلال التعلُّم من القادة الذين أنت معجبٌ بهم. تذكَّر، قد تحدث أخطاء على طول الطَّريق وهذا أمرٌ طبيعي تماماً. ثق في نفسك ولا تخف من ارتكاب الأخطاء.

اقرأ أيضا:

هل يمكن أن تؤثر شخصيتك حقا على نجاح حياتك المهنية؟