ظاهرة "الديدان الأذنية" .. لماذا تعلق بعض الأغاني في رأسك؟

كثير منا يعيش أسبوعياً هذه الحالة، فيصحو من نومه وصوته الداخلي يدندن ويغني أغنية معينة، وقد يستمر ذلك لعدة ساعات أو أيام.

ظاهرة "الديدان الأذنية"

هذه الظاهرة الغريبة أطلق عليها العلم عدة تسميات من بينها "الموسيقى المتخيلة"، "الأغاني المتطفلة" أو حتى "دودة الأذن".

ثم هل تساءلت يومًا عن السر وراء تكرارك لبعض الأغاني في عقلك بشكل مستمر وفجائي وبلا مقدمات؟ بالتأكيد تكرر هذا الأمر معك، فجأة تجد نفسك تسمع أغنية معينة، وربما ترددها بلسانك، دون أن تعرف سببًا منطقيًا لهذا الأمر.

الديدان الأذنية

الديدان الأذنية

يقول العلماء الذين يدرسون ظاهرة "الديدان الأذنية - earworms- "، والتي يقصد بها تكرار الكلمات في آذاننا بشكل غير متوقع، لقد اكتشفوا الأسباب التي تدفع ببعض الأغاني لأن تعلق في رأسك، وإنهم قد تمكنوا- خلال بحثهم ودراستهم - من إيجاد أن أغاني الليدي جاجا غالبًا ما تتكرر في عقول وأذهان الناس.

- لحن الأغنية 

وقال فريق من الباحثين من المملكة المتحدة وألمانيا إن السِّمات المحددة من لحن معين-  بما في ذلك التغيير في الوتيرة والاهتزازات الخاصة باللحن - هي المسؤولة عن كون بعض الأغاني تصبح أقرب لديدان الأذن، بالإضافة إلى أنَّ الشعبية العامة للأغنية، يبدو أن لها تأثيرًا على كم من الناس الذين سوف يكررون سماع الأغنية في عقولهم.

ونشر الباحثون هذه الدراسة في مجلة علم نفس الجماليات والإبداع والفنون، حيث وصف الباحثون كيف أنهم جمعوا أسماء أغانٍ مشتركة ومتكررة على نوعية ديدان الأذن من ثلاثة آلاف فرد، ممن جرى استطلاع آرائهم عبر الإنترنت حول هذا الموضوع. وكانت النتيجة تكوين لائحة من 1558 من الألحان والإيقاعات الجذَّابة التي ظهرت في أهم أغاني المملكة المتحدة، مع استبعاد الأناشيد الخاصة بإيقاعات وألحان الأطفال والمقطوعات الكلاسيكية.ولوحظ وجود أكثر من 400 أغنية كررها أكثر من فرد من المشاركين.

وكانت أبرز الأغاني التي ظهرت كأكثر إيقاعات ديدان الأذن في المملكة المتحدة، هي تلك الأغاني الخاصة بالمطربة ليدي جاجا والتي تقع ضمن نمط أغاني الرومانسية السيئة (Bad Romance)، والتي استشهد بها 33 شخصًا من المشاركين، ومن بين أغاني ليدي جاجا، تصدرت أغانيها أليخاندرو وبوكر قائمة الأغاني التسعة الأكثر شهرة. وجاءت أغنية "لا يمكن أن أخرجك من رأسي" الخاصة بالمطرب كايلي مينوج في المركز الثاني لهذه القائمة، لتكون الأغنية اسمًا على مسمى بالفعل.

ظاهرة "الديدان الأذنية"

- الأغاني الأكثر شعبية

وكما هو الحال مع الأبحاث السابقة، وجد الفريق أن الأغاني الأكثر شعبية، وهو أمر ربما لا يثير الدهشة، أكثر ما يجري عليه الأمر. وقال كيلي ياكوبوفسكي، المؤلف المشارك للدراسة والباحث في جامعة دورهام، إنهم وجدوا الأغاني التي كانت في الآونة الأخيرة في قائمة أكثر الأغاني مشاهدة في المملكة المتحدة، ووصلت إلى مراكز متقدمة من حيث الشهرة وظلت هكذا لفترة أطول، تعطي دافعًا أكبر كي تتحول إلى أغانٍ دائمة التعلق في عقول الناس.

ولكن المزيد من التحليلات كشفت أن ملامح معينة أيضًا لهذه الأغاني كانت أيضًا عاملًا مهمًا لتحولها إلى الديدان الأذنية. وركز الفريق البحثي على 100 أغنية من التي تتعلق بالعقول والآذان، والتي جرى مطابقتها مع 100 من الإيقاعات التي لم تُذكر من قبل المشاركين الثلاثة آلاف بأنها إيقاعات تلتصق بعقولهم. واستندت هذه المطابقة على مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك النوع ووصولها لقمة الرسم البياني للأغاني الشهيرة، مما يسمح للباحثين بأن يأخذوا في الاعتبار شعبية الأغنية واستكشاف تأثير اللَّحن نفسه.

ومن خلال الجمع بين هذه التحليلات، الشهرة ونوع وطبيعة اللحن، تحدِّدُ عادة كيفية الالتصاق برأس المستمع، فملامح الأغنية نفسها هي التي تميز الأغنية لتصبح بالفعل من أغاني الديدان الذنية.

وأضاف الباحثون "نعتقد أنه يمكن أن يكون هذا الأمر نتيجة لشيء متعلق بطبيعة دماغ الشخص التي تبحث عن المستوى الأمثل من التعقيد في اللحن، فإنه يريد لحنًا بسيطًا جدًا كي يمكن تذكره، ولكنه يريد أيضًا شيئًا يضيف القليل من الاهتمام".

في جامعة واشنطن الغربية توصل الباحثون إلى أن الألعاب التركيبية، مثل البازل أو الألعاب التي تتطلب ترتيب كلمات وحروف أو السودوكو، تساعد في التخلص من الأغاني والأصوات العالقة في الدماغ، بشرط أن لا تكون اللعبة معقدة.

مصادر: theguardian apa