كيف تستطيع أن تصبح من القراء الدائمين ، في حين أنك لا تستمتع بعملية القراءة ؟

رواد عالم تعلم ، السلام عليكم ورحمة الله ، كثيرا ما يأتيني هذا السؤال ، كيف أستطيع أن أصبح من القراء الدائمين في حين أني لا أستمتع بعملية القراءة.

القراءة والمطالعة

والحقيقة أن الإجابة ليست سهلة بقدر ما يتصور البعض ، فليس هناك زر سحري نضغطه فيصبح الإنسان قارئا في التو و اللحظة ، ولكن الأمر ليس صعبا إلى ذلك الحد أيضا ، إن توفرت الإرادة الحقيقة عند الشخض لكي يصبح قارئا ، و إن هو بالفعل حرص على إتباع النصائح السريعة المركزة التالية.

أولا : وقبل كل شيء لا تجبر نفسك على القراءة 

القراءة والمطالعة

والمقصود هنا القراءة الحرة ، أي قراءة الكتب غير مدرسية وغير مرتبطة بواجب مدرسي أو وظيفي أو ما شابه. 

هذه الخطوة هي الأكثر أهمية من بين كل الخطوات لمن أراد أن يدخل إلى عالم القراءة . 
فالقراءة الحرة تهدف ابتداء إلى المتعة ومن ثم إلى الفائدة، وهذا لا يمكن أن يتحقق بإجبار الشخص نفسه عليها، و إلا اقترنت عنده بحالة من الملل. 

إقرأ لأنك تريد ذلك وليس لأنك مجبر على فعل ذلك 

‏ثانيا : احرص على اختيار الكتاب المناسب

القراءة والمطالعة

القراء المختلفون من حولنا يستمتعون بقراءة كتب مختلفة، في مجالات مختلفة و لكتاب مختلفين، حتى في داخل كل مجال على حدة. لا يوجد هناك كتاب صالح للجميع، ولا كتاب يروق للجميع. هناك من يحب أن يقرأ في الأدب وهناك من يحب أن يقرأ في الفكر، وهناك من يحب أن يقرأ في الفلسفة وغيرها. 

وهناك من يقرأ في الأدب لهذا الكتاب وهناك من يفضل ذلك الكاتب . وهكذا دواليك.  لهذا إياك أن تعزف عن القراءة ككل ، لمجرد أنك من بعد تجربة كتاب أو أثنين وجدت نفسك لم تستمتع بما جاء فيهما، سواء من حيث المادة أو الأسلوب ، فهناك العشرات والعشرات من الأنواع والمجالات الأخرى التي قد تروق لك، لذلك لا تتسرع في الحكم، وعليك الاستمرار في الاطلاع على أنواع أخرى من الكتب. 

ويمكنك لهذا أن تسأل القراء من حولك عن الكتب التي ينصحون بها، أو حتى أن تتصفح الإنترنت وتزور المواقع و الشبكات التي تختص بالحديث عن الكتب ، وذلك للحصول على التوصيات والإرشاد حول الكتب الجميلة والممتعة . 

ثالثا : حدد الهدف الذي من أجله تريد القراءة 

القراءة والمطالعة

كل ما يربط الإنسان بهدف واضح جلي يريد تحقيقه سيكون أقرب إلى أن يحرص الإنسان على إنجازه.

احرص على تحديد الهدف الذي لأجله تريد أن تصبح قارئا، و تخيل حالتك بعد وصولك إلى تحقيق هذا الهدف، وكيف أنك ستصبح أفضل، وكن على ثقة بأن في الكتب فوائد عظيمة ستلبي أهدافك المختلفة بشكل أو بآخر.

 وكل ما أنت بحاجة له هو أن تصبر على عملية البحث عن الكتب الجيدة والمناسبة لك شخصيا، ومن ثم الإطلاع عليها وقراءتها. 

رابعا : لا تستعجل وتتسرع في عملية القراءة

القراءة والمطالعة

خذ وقتك في القراءة، ولا تعش القلق لأنك بطيء في القراءة، خصوصا بالمقارنة مع الآخرين، فهذا الأمر سيتحسن مع الأيام واستمرار القراءة دون أدنى شك.

بل الواجب عليك في الأيام الأولى من دخولك إلى عالم القراءة أن تقرأ على مهل و بعناية، و إذا شعرت بالملل، فلا تجبر نفسك على الاستمرار، بل ضع الكتاب جانبا و أفعل شيئا آخر لبعض الوقت، ثم عد إليه مرة أخرى وهكذا . 

خامسا : لا تتهيب من وضع علامات على الكتاب

القراءة والمطالعة

الكتاب ليس تحفة أثرية أو رمزية لتخاف عليها من العلامات والتجريح ، بل هو وسيلة للمتعة والمعرفة، لذلك خذ راحتك بطي الصفحات التي تريد العودة إليها، وكذلك لا تتردد بالكتابة على الهوامش بقلم الرصاص .

 أكتب ملاحظاتك وافكارك ومشاعرك حول ما تقرأ، لتصنع بينك وبين هذا الكتاب حالة من الإرتباط والشغف. 

لكن ‏تذكر : لا تفعل ذلك إلا إذا كان الكتاب ملكك طبعا . 


‏سادسا : تظاهر بأنك تعيش حالة من الشغف مع الكتب

القراءة والمطالعة

 احرص على اقتناء الكتب ، حتى و لو كان ذاك بكثرة تتجاوز قدرتك على القراءة . فإن هذه العملية بحد ذاتها تقربك أكثر من عالم القراءة .

و كذلك كن دائما ممن يزورون المكتبات للاطلاع على جديدها واقتناء الجيد والمناسب منه ، واحرص كذلك على أن يكون هناك كتاب بقربك دائما ، في حقيبتك أو في سيارتك أو قرب سريرك.

 قلب الكتب دوما وانظر في محتوياتها كلما وقعت في يدك في أي مكان، واجعل الكتاب رفيقك في السفر وفي أوقات الانتظار، وستجد أنه قد تخلقت حالة من الإرتباط بينك وبينها مع مرور الوقت .


‏سابعا: تذكر أن المقصود من القراءة الحرة هو المتعة أولا ومن ثم تأتي الفائدة

القراءة والمطالعة

 يجب أن لا تكون القراءة عملا روتينيا، وإلا تحولت إلى مجرد ممارسة ميكانيكية مملة ثقيلة على النفس ستحرم صاحبها من أية قائدة وستكون مضيعة للوقت، ولهذا عليك أن تبتعد عن كل ما يحول هذه العملية إلى مجرد فرض والتزام روتيني، وأن تحرص على جعل القراءة طقسا من طقوسك الجملية .

 و لأجل هذا احرص على توفير المكان الجميل الهادئ لممارسة القراءة، وجهزه بما تحتاجه كي تستمتع بها وتجعلها ترتبط بالذكرى السعيدة. 

كانت هذه بعض النصائح المبدئية التي رأيت عبر السنوات ان لها أثرا بالغا بالفعل على جعل الناس تقرأ, مارسها وواظب عليها وستجد بإذن الله أنك قد أصبحت من القراء خلال فترة وجيزة .

إذا أعجبك الموضوع لا تنس مشاركته مع زملائك لتعم الفائدة