ماذا يعني أن تكون قويا ؟ اليك 12 خطوة لبناء القوة العقلية

رواد عالم تعلم ، السلام عليكم ورحمة الله ، عند مواجهة الظروف الصعبة، لماذا يتعثر بعض الأشخاص وينتهجون مسارًا تدميريًا في حين ينجح البعض الآخر في مواجهة الصعوبات بل ويزدهرون بمجرد مرور العاصفة ؟
  
 
 لا أحد محصن من المرور بالشدائد، لكن بعض الأشخاص يبدو أن لديهم قدرة أفضل على التعايش مع أسوأ الحالات والتعافي منها . فكي تنمي قواك العقلية ، اتبع الاقتراحات التالية.

1/ تذكر أنك تتحكم في زمام الأمور : القوة تعني القدرة على التأثير في حياتك، في حين أن الضعف يعني العجز والتخاذل. مهما كانت ظروفك، ثمة أشياء يمكنك التحكم بها، وأشياء لا يمكنك التحكم بها. والمفتاح هو أن تركز على الأشياء التي "يمكنك" التحكم بها. 

ضع قائمة بالأمور التي تزعجك، ثم ضع قائمة بما يمكنك القيام به كي تجعل كل موقف أفضل. تقبل العناصر التي توجد بالقائمة الأولى، وركز طاقتك على القائمة الثانية.

في دراسات على أشخاص لديهم معدل مرتفع في حاصل الشدائد، لوحظ أن الأشخاص المرنين لا يجدون فقط في أي موقف جانب ما يمكنهم التحكم فيه، وإنما يشعرون أيضًا بالمسئولية تجاه اتخاذ خطوات لإصلاح الموقف، حتى إذا كانت الصعوبات التي واجهوها سببها شخص آخر. 

أما الأشخاص ذوو المعدل المنخفض في حاصل الشدائد يتجاهلون فرص اتخاذ إجراء ما وينصرفون عن الإحساس بالمسئولية على افتراض أنهم لم يتسببوا في خلق هذا الموقف، ومن ثم لا ينبغي أن يكونوا هم من يصلحوه.


2/ اختر توجهك وسلوكك تجاه الحياة : في بعض الأحيان نواجه مواقفًا نقف فيها عاجزين عن إحداث تغيير. ورغم أن هذه المواقف تكون مزعجة، فلا يزال بإمكانك التحكم في زمام الأمور لأنه مهما حدث يمكنك دائمًا التحكم في سلوكك تجاه الحياة. 

وكما يقول فيكتور فرانكل: "إننا نتذكر عندما كنا نعيش في معسكرات الاعتقال أولئك الرجال الذين كانوا يسيرون في أنحاء المعسكر يواسون الآخرين، ويعطون المحتاج آخر قطعة خبز لديهم. ربما كان عددهم قليلًا، لكنهم كانوا بمثابة دليل قاطع على أن الإنسان يمكن أن يُسلب منه أي شيء إلا آخر الحريات الإنسانية؛ حرية اختيار سلوكه في أي موقف، وأن يختار طريقته." فبغض النظر عما يحدث، كن إيجابيًا.


3/ أعد استكشاف شغفك واستمتاعك بالحياة : يرى الأشخاص الأقوياء على المستوى العاطفي كل يوم على أنه هدية، ويحاولون تهيئة حياتهم بحيث يستفيدون من هذه الهدية بالكامل.
 
  تذكر عندما كنت طفلًا وكنت تشعر بالإثارة وتستمتع بأبسط أمور الحياة، مثل اللعب بأوراق الشجر في فصل الخريف، أو رسم حيوان يبدو أقرب للطبيعة. ابحث عن ذلك الطفل بداخلك، وعد إليه، فقدرتك على البقاء قويًا عقليًا وعاطفيًا تعتمد عليه.

 4/ آمن بذاتك : لقد نجحت في كل ما واجهك في حياتك حتى الآن، ومن ثم يمكنك النجاح في ما أنت فيه الآن. وإذا استطعت أن تعيش الوقت بوقته، يمكنك أن تنجو مما تمر به أيًا كان. 

5/ لا تستمع إلى السلبيين في حياتك : سيكون هناك دائمًا من يشكك في قدراتك لأي سبب، ودورك في هذا الأمر أن لا تستمع إليهم، وفي النهاية أن تثبت أنهم خطأ، لا تسمح لهم بأن يسلبوك آمالك فقط لأنهم فقدوا ما لديهم من أمل. إن العالم من حولك يدعوك لأن تغيره، فماذا تنتظر؟

6/ فكر في المرات التي نجحت فيها : استخدم هذه النجاحات لتكون بمثابة دافع لك في حياتك، سواء أكانت تلك النجاحات هي نجاح في دراستك أو في الحديث إلى شخص مهم في حياتك أو ميلاد طفلك، دع هذه الأمور تغذي رغبتك في أن تكون شخصًا أقوى وأكثر قدرة على التكيف مع ما يدور حولك.

7/ حاول وكرر المحاولة : سيأتي عليك وقت تشك فيه في نفسك لأنك حاولت وفشلت. لكن عليك أن تفكر دائمًا أن هذا جزء من الرحلة، مجرد فصل في قصة حياتك وليس القصة بأكملها، فبدلًا من الاستسلام لأنك فشلت وتنتقد ذاتك .

 فكر بمنظور أكبر ومن زاوية أوسع، وكرر المحاولة، واعلم أن النجاح يُبنى على سلم من الإخفاقات.



8/ اختر معاركك بحكمة : هل يستحق كل أمر بسيط – كأن يطرح عليك أحد زملائك سؤالَا أو يسد سائق ما طريقك - أن يثير حنقك؟ اسأل نفسك هل هذه الأمور تهم حقًا ولماذا.
 
 حاول تحديد حياتك في عدد معين من المبادئ الأساسية التي تعني العالم بالنسبة لك ولا تقلق لما غير ذلك. وكما قالت سيلفيا روبنسون ذات مرة: "يعتقد البعض أن التمسك ببعض الأمور هو ما يجعلنا أقوياء، في بعض الأحيان يكون التخلي عنها هو يجعلنا أقوياء."

9/ تواصل مع الشخصيات الأساسية في حياتك : اقض الوقت مع أصدقائك ومع عائلتك ومع الأشخاص الإيجابيين في حياتك ومن يؤيدك. وإذا لم يكن أحد متاحًا لك، كوِّن صداقات جديدة. وإذا لم تجد أصدقاء، ساعد من يحتاجون المساعدة أكثر منك. 

في بعض الأحيان عندما نشعر أننا لا نستطيع تحسين حياتنا، نجد القوة في تحسين حياة الآخرين، وهذا أيضًا يمنحنا منظورًا آخر لرؤية حياتنا.

10/ حقق التوازن بين العمل واللهو والنشاط والراحة : يبدو هذا الأمر يسيرًا، أليس كذلك؟ هذا الأمر يغفل عنه الكثيرون لأنه صعب وليس سهلًا كما يبدو. فإما إننا نفرط في العمل بجد أو أننا نهدر الوقت ونتلكأ أكثر مما ينبغي ونتراخى حتى عن انتهاز الفرص.

 أما تحقيق التوازن المناسب بين العمل واللعب والراحة والنشاط، سيتيح لك أن تقدر كل وقت تمارس فيه نشاطًا بعينه.

11/ كن ممتنًا لما بين يديك : الحياة قاسية، لكن إذا نظرت إليها نظرة فاحصة أكثر، ستجد أن بها عددًا لا يحصى من الأشياء التي يجب أن تكون ممتنًا لوجودها. حتى إذا كانت الأشياء التي كانت تجعلك سعيدًا في الماضي انتهت، لا يزال في الحياة الكثير لتقدره.

 المتعة التي تستشعرها في العالم من حولك هي الوقود الذي يدفعك لاجتياز الأوقات الصعبة، لذا انتبه لما تملك، واستمتع به لقيمته.


 بالطبع قد لا يكون لديك كل ما تريد، لكنك على الأقل تجلس إلى جهاز الكمبيوتر الخاص بك، وتستمتع بإمكانية استخدام الإنترنت وتستطيع القراءة، بعض الأشخاص لا يستطيعون القراءة، وليس لديهم جهاز كمبيوتر، بل وليس لديهم منزل، فكر في هذا.

12/ لا تأخذ الأمور على محمل الجد أكثر مما ينبغي : كان تشارلي شابلن يعرف أمورًا عن الكوميديا، وقد قال: "إن الحياة عبارة عن مأساة عندما تتفحصها عن قرب، لكنها كوميديا إذا نظرت إليها نظرة كاملة من بعيد." 

من السهل للغاية أن يغرق الإنسان في المآسي الصغيرة في حياته التي تجعل سلوكياته وردود أفعاله على نطاق محدود للغاية، لكن خذ خطوة للوراء وانظر إلى حياتك نظرة فلسفية أكثر، نظرًا أكثر رومانسية، وسترى أن عجائب الحياة وإمكانياتها غير المحدودة وعبثية الحياة بأكملها، كافية لأن تجعلك تضحك لما تتمتع به من حظ سعيد.
 
لا شك أن الحياة تبدو ممتعة أكثر إذا لم نأخذها على محمل الجد، ونظرًا لأن المتعة والسعادة ليسا بالطبع كل ما في جعبة الحياة لنا، فإنهما جزءًا مهمًا منها، أليس كذلك؟

تذكر أن لا شيء يدوم للأبد. إذا كنت غارقًا في حالة من الحزن أو الألم لا تستطيع التحكم بها، اترك نفسك قليلًا لهذه المشاعر. وإذا كنت تمر بفترة طويلة من الصعاب، ذكّر نفسك أن هذه الفترة أيضًا ستمر. 

إذا أعجبك الموضوع لا تنس مشاركته مع زملائك لتعم الفائدة