العقل الباطن قوة خارقة في أعماق الإنسان فكيف استخدمها .. ؟


السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .. مرحبا بكم رواد عالم تعلم .. موضوعنا اليوم بمقدار ما يبدو بسيطا لكنه ذو اهمية كبيرة فكما نعلم أن العقل هو كائن عظيم طمعت فيه الملائكة والجان ، فعندما نقرأ في القرآن الكريم في سورة البقرة لما أخبر الله عز وجل الملائكة أنه سيجعل في الأرض خليفة ، قالوا ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك : يعني أشاروا الى أنهم هم من يستحقون العقل الذي على أساسه كان التكريم ثم كان الإستخلاف إذن فالعقل هو المصدر الأكبر الذي يقودنا الى النجاح والسعادة فهو مبرمج بالفطرة .
العقل الباطن

العقل في الأساس لا يعرف إلا النجاح والسعادة ، وإن تعلق الأمر بالفشل فهذا أمر طارئ عليه لا يعرفه ، فيركز عليه بينما لا يركز على النجاح والسعادة ، فالموقف السعيد نعيشه لبضع ساعات ، اما الموقف المحزن فيستمر معنا لأيام وربما لشهور " فالسعادة أمر عادي يعلمه العقل فلا يركز عليه ، والألم شيء لا يعرفه العقل فيركز عليه " . 
كذلك الأمر مع النجاح والفشل ، هذا الذي يجعل البرمجة لدى الإنسان تتجه الى الإتجاه السلبي ، تخيل معي هذه الصورة : لدينا جهاز كومبيوتر ولدينا شاشة ، نضع على سطح المكتب الملفات قيد الإستعمال والتي عليها تركيز واستعمال بصورة مستمرة ، فعندما نتعرض إلى موقف نجاح فإن العقل سيستلم رسالة عبر منافذ الإدراك " الحواس الخمس " فيستقبلها العقل الباطن فيركز عليها قليلا فقط ، لكن عندما نستلم معلومات من الخارج في حالة موقف صعب فهنا منافذ الإدراك تستلم المعلومة ثم تخزنها في العقل الباطن ولأنها شيء غير اعتيادي يركز عليها لوقت طويل ، فكأننا برمجنا على شاشة العقل ملفات سلبية أكثر من الملفات الإيجابية .نحن بحاجة الآن الى إعادة تريتيب الملفات لأن الملفات الموجودة على سطح العقل هي التي تقود سلوكنا الحالي ، كيف نتخلص من هذا الامر ؟
الحل هو أن نكتب أهم النجاحات في حياتنا ونركز عليها لمدة من الزمن " بين أسبوع الى ثلاث أسابيع" لتكون هي الملفات السطحية ونتغذى منها، فالنجاحات ليست بالضرورة أن تكون كبيرة ، فنصيحة لما اسديتها الى شخص وانتفع منها فهي نجاح ، مساعدة إنسان في قضاء حوائجه نجاح .. الى غيرها من النجاحات التي تبدو صغيرة لكنها عظيمة ..ستجدون صعوبة في كتابتها في البداية لكن إن استرسل القلم فلن يتوقف فلعل قرائتك لهذه الكلمات هو نجاح في حد ذاته .
أخيرا نذكركم بأن من بين أهم قوانين العقل الباطن " مبدأ المعاملة بالمثل " إذا انا قدرت عقلي فإنه سيعطيني قوة تتناسب مع ذلك التقدير ، إذا أعطيته تحدي فإنه سيستمتع به ومن ثمة سيمدنا بالطاقة تماما مثل " الطفل الصغير " لما يتسابق مع ابيه أو من هو أكبر منه في السن تجده يتحدى بكل ما أوتي من قوة فكلما قدرناه كلما اعطانا اكثر وأبهرنا ، ومن ذلك استطيع السير نحو هدفي بخطى ثابتة وبقدرات إضافية توصلني إلى ما اريد .

إذا أعجبك الموضوع شاركه مع أصدقائك