لعل الحديث عن الايمان وعلاقته بالسلوك يفسر لنا ظاهرة ابتعاد الفعل عن القول، والعمل عن العلم..
فكلما ضعف الايمان تمكن الهوى ،لأن مساحة القلب واحدة ،ليترتب على ذلك آثار سلبية خطيرة تزيد وتنقص بحسب درجة ضعف الايمان .
...فمن آثار ضعف الايمان :أنك قد تجد شخصا كثير الحديث عن القيم ،والمثل ،والأخلاق ،لكنه يمارس عكس مايتحدث عنه ،وفي بعض الأحيان تجده وقد اعتراه الضيق من حاله وواقعه لكنه لا يستطيع تغييره لأن هواه قد سيطر على ارادته واستولى عليها.
ومن آثار ضعف الايمان أيضا :الترخص فيما لا ينبغي الترخص فيه ،والتساهل والتباطؤ في تنفيذ أوامر الشرع ،والبحث عن الرخص و الأعذار ،وتبنى الآراء المرجوحة والضعيفة لإيجاد المبرر والمسوغ للتفلت من التطبيق الصحيح للدين.
ومن آثاره :شدة الاهتمام بالدنيا ،والحرص على تحصيلها ،وارتفاع سقف الطموحات فيها ،وانشغال الفكر بها ،مع كثرة أحلام اليقظة بالثراء والرفاهية..
ومن تلك الاثار :شدة الحرص على المال والحزن الشديد على نقصانه و دوام إحصائه،وكثرة التفكير في سبل إنمائه واستيفاء المرء لحقه المالي التام من الاخرين
وفي المقابل قد نجده يحاول التملص من أداء واجباته والتزاماته المالية كاملة تجاههم.
ومنها :ضعف الورع ،والوقوع في دائرة الشبهات ،والاقتراب من دائرة المحرمات كاستسهال الكذب وعدم قول الحقيقة كاملة ،وعدم الوفاء بالعهود والمواعيد.
ومنها كذلك :عدم الحزن على فوات الطاعة أو الوقوع في المعصية ..
يقول عبد الله ابن مسعود :"إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه ،وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا "
وفي المقابل ..كلما قوي الايمان تحسن السلوك بشكل تلقائي ،واقتربت المسافة بين القول والعمل..كيف لا والإيمان الحي يولد دائما طاقة وقوة دافعة للقيام بأعمال البر المختلفة حسبما يقتضيه الوقت والظروف..
الإيمان يدفع المرء لبذل أقصى ما يمكن بذله في سبيل رضى ربه ،فتراه حريصا على دعوة الناس آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر ..
صاحب الايمان الحي شخص إيجابي شعلة من النشاط ،لا يهدأ ،ولا يكل ،ولا يمل من فعل الخير والاحسان والمضي في سبيل الله..نجده دوما مسارعا في فعل الخيرات في كل الاتجاهات ..ينتظر أي باب يفتح أمامه للتقرب إلى الله ليلج فيه.
إذا أعجبك الموضوع شاركه مع اصدقائك
محول الأكوادإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء الإبتسامات