هل يجب أن ننام كثيراً كي نشعُر بالراحة ؟ !

نحن نقضي ثلث حياتنا في النوم ومع ذلك لا يعرف أحد ما هو النوم ،نحن نعلم أنه عادة وأنه حالة من الراحة ، لكن لا نعلم كم ساعة من النوم يحتاج كل إنسان . حتى لا نعلم إذا كان يجبُ أن تنام !


كيف تتجنب القلق بشأن الأرق ؟

هل أنت مثلي (كاتب التدوينة) تقلق عندما لا تستطيع أن تنام ؟.. إذن يهمك أن تعرف أن صموئيل أنترمير – المحمي العالمي الشهير لن يستغرق في نوم هادئ أبداً في حياته !
القصة 1 : عندما دخل سام أنترمير الكلية ،كان قلقاً بشأن مرضين. الربو والأرق ويبدو أنه لن يشفى منهما ،فقرر أن يفعلَ الآتي :
الإفادة من يقظته فبدلاً من التوتر والقلق الذين يؤديان إلى الانهيار العصبي ،كان يستيقظ ليدرُس وما كانت النتيجة ؟
بدأ يتفوق في جميع المواد ،وأصبح من ألمع الطلبة في جامعة مدينة نيويورك.
وحتى بعدماَ بدأ في ممارسة مهنة القانون ،استمر قلقه ولكنه تغلب عليه ،وكان قادراً على مزاولة عمله بنشاط مثل سائر المحامين الشباب في مجلس قضاء نيويورك .حتى إنه عمل بجهد أكثر ،لأنه كان يعملُ في وقت نومه !

كان دخل سام أنترمير ،وهو في سن الــ 21 ،خمس وسبعون ألف دولار في السنة ،كما كان المحامون الشباب يهرعون إلى المحكمة ليتعلموا طريقة عمله.
وفي سنة 1931 نال أعلى أجر يحصل عليه محام في الألم مقابل قضية واحدة : مليون دولاراً نقداً.

ومع ذلك بقي الأرق يُلازمُه – فيقرأ نصف الليل – ثم ينهض عند الساعة الخامسة صباحاً ويبدأ في إملاء الرسائل. وحين يبدأ الناس في مزاولة أعمالهم . يكون قد أنجز نصف عمل يومه وقد عاش حتى سن الــ 81 وهو الرجل الذي لم ينعم بنوم مريح طيلة حياته لكن لو قلق وتوتر بسبب الأرق ،لحطم حياته.

القصة 2 : خلال الحرب العالمية الأولى ،أصيب بول كيرن وهو جندي هنغاري في مقدمة دماغه . وقد شفي جرحه ،إلا أنه لم يعُد يستطيع النوم .
بذل الأطباء قصارى جهودهم ،واستخدموا مختلف الأدوية والعقاقير المنومة ،ولجؤوا إلى التنويم المغناطيسي – وع ذلك ، لم يتمكن بول كيرن من النوم أو حتى يشعر بالنعاس.
أجمع الأطباء أنه لن يعيش طويلاً لكنه برهن العكس. فكان يستلقي ويغمض عينيه ويستريح من دون أن ينام ،كانت حالته غامضة طبياً قضت على جميع معتقداتنا بشأن النوم .
ما هو علاج الأرق الطبيعي ؟

إن أفضل علاج للقلق هو أن تتعب جسدك بالعمل نهاراً :في العمل ،في الحديقة أو السباحة أو لعب التنس والغلف و التزلج، أو أي عمل مرهق ،فعندما يشعر الإنسان بالإرهاق الشديد ينام وسط الرعد والرعب و خطر الحرب.. يحكي الطبيب فوستر كينيدي ،طبيب الأمراض العصبية الشهير ،أنه خلال تراجع الجيش البريطاني الخامس في سنة 1918 وجد الجنود مرهقين ،حتى أنهم وقعوا أرضاً واستغرقوا في نوم عميق وكأنهم في غيبوبة ،حتى أنهم لم يستيقظوا عندما رفع جفونهم بإصبعه ويقول أنه لاحظ البؤبؤ من عيون الكثيرين كان مرتفعاً.

المصدر : من كتاب دع القلق وابدأ الحياة - ديل كارنيجي -