هيلين كيلر .. عمياء وصماء وبكماء ولكنها أنفع للإنسانية من كثير من الناس !

هيلين كيلر روائية وباحثة اجتماعية ..عمياء وصماء وبكماء ولكنها أنفع للإنسانية من كثير من الناس قرأت الكثير من الكتب في وقت الكثير من المبصرين لايقرؤون ، ألفت سبعة كتب ، سيناريو لفيلم ، العديد من المحاضرات ... تعتبر من الشخصيات العجيبة و المبهرة في القرن العشرين .. 

هيلين كيلر

عزيمة وإرادة قوية

أديبة ومحاضرة وناشطة أمريكية ولدت عام 1880، وهي تعتبر إحدى رموز الإرادة الإنسانية، كانت فاقدة السمع والبصر، واستطاعت أن تتغلب على إعاقتها ولُقبت بمعجزة الإنسانية لما قاومته من إعاقتها إنها تعتبر أعجوبة المعاقين في كل العصور. في الشهر التاسع عشر من عمرها أُصيبت هيلين بمرض شخصه الأطباء على أنه التهاب السحايا والحمى القرمزية أفقدها السمع والبصر والنطق في ذلك الوقت كانت تتواصل مع الآخرين من خلال مارتا واشنطن ابنة طباخة العائلة التي بدأت معها لغة الإشارة، وعند بلوغها السابعة أصبح لديها 60 إشارة تتواصل بها مع عائلتها.

في سنة 1890 عرفت هيلين قصة الفتاة النرويجية "راغنهيلد كاتا" التي كانت هي أيضا صماء وبكماء لكنها تعلمت الكلام. فكانت القصة مصدر إلهام لها، فطلبت من معلمتها تعليمها الكلام، وشرعت معلمتها آن بذلك مستعينة بمنهج تادوما عن طريق لمس شفاه الآخرين وحناجرهم عند الحديث وطباعة الحرف على كفها. 

لاحقا تعلمت هيلين طريقة برايل للقراءة، فاستطاعت القراءة والكتابة من خلالها، ليس فقط باللغة الإنجليزية، ولكن أيضاً باللغات الألمانية، واللاتينية، والفرنسية، واليونانية.!

بعد مرور عام، تعلمت هيلين تسع مئة كلمة، واستطاعت كذلك دراسة الجغرافيا بواسطة خرائط صنعت على أرض الحديقة كما درست علم النبات. وفي سن العاشرة تعلمت هيلين قراءة الأبجدية الخاصة بالمكفوفين، وأصبح بإمكانها الاتصال بالآخرين عن طريقها ثم التحقت هيلين بمعهد كامبردج للفتيات، وكانت الآنسة سوليفان ترافقها وتجلس بقربها في الصف لتنقل لها المحاضرات، وأمكنها أن تتخرج من الجامعة عام 1904 م حاصلة على بكالوريوس العلوم في سن الرابعة والعشرين.

وفي أوقات فراغها كانت هيلين تخيط وتطرز وتقرأ كثيراً، وتمكنت من تعلم السباحة والغوص وقيادة العربة ذات الحصانين. ثم دخلت في كلية (رادكليف) لدراسة العلوم العليا فدرست النحو وآداب اللغة الإنجليزية، كما درست اللغة الألمانية والفرنسية واللاتينية واليونانية.

ثم قفزت قفزة هائلة بحصولها على شهادة الدكتوراه في في القانون من جامعة غلاسكو باسكتلندا، ولكن حياتها بعد التخرج لم تكن سهلة وإنما كانت كفاحاً متواصلا من أجل لقمة العيش ، فقامت بعدة رحلات الى مختلف أنحاء العالم زارت خلالها المعاهد والمؤسسات التي شيدت لأمثالها من الأطفال الذين حرموا نعمة السمع والبصر ، وكانت تحدثهم بلسان معلمتها وسكرتيرتها وتحكي لهم جانباً من تجاربها الخاصة في الحياة ، وقد تفرغت في أخريات حياتها للتأليف فوضعت عدداً كبيراً من الكتب والمؤلفات كما ظهرت في فيلم يحكي قصة حياتها .. 
ومن أشهر مؤلفاتها : ( قصة حياتي ) و ( العالم الذي أعيش فيه ) و ( أغنية الجدار الحجري ) و ( الخروج من الظلام ) و ( إيماني ) و ( تفاؤل ) و ( الحب والسلام ).. وكانت وفاتها عام 1968م عن ثمانية وثمانين عاماً. ومن عباراتها الشهيرة "عندما يُغلق باب السعادة، يُفتح آخر، ولكن في كثير من الأحيان ننظر طويلا إلى الأبواب المغلقة بحيث لا نرى الأبواب التي فُتحت لنا".

واستقبلها دوايت ايزنهاور ليهنئها على اختيارها واحدة من أهم 25 شخصية من معاصريها في الولايات المتحدة عام 1952 .
سألوها يوماً : إذا أبصرت ما هو أول شئ تريدين رؤيته ؟ فقالت :" أن أرى الناس الذين ساعدوني وشجعوني برحمتهم وصداقتهم ."


مصادر :  alriyadh / almaany