كيف تتعلم الأشياء بسرعة دون أن تصاب بالجنون

بصفتنا أشخاصًا يَعملون في صناعة التكنولوجيا، نحتاج غالبًا إلى تعلُّم تقنياتٍ جَديدَة لِعملنا.

كيف تتعلم الأشياء بسرعة

مع مُرُور الوَقت وَجدتُ نفسي أُعانِي من نفسِ النقاط مرارًا وتكرارًا:

1-الجحيم التعليمي - مع كمية المعلُومَاتِ المتوفَّرة، منَ السَّهل أن تَضيعَ بسُرعةٍ كبيرة. برنامجٌ تعليمي آخر ثم درسٌ آخر وهكذا. في مرحلةٍ ما وجدت نفسي أشاهدُ فقط البَرَامج التعليمية، بدلاً من بناء أهدافِي الخاصَّة.

2- المحتوى الطويل - الدَّورات الطَّويلة رَائعة، حقًا، أنا أقدِّر الوقت الذي يَقضِيه الأشخاصُ في تلك الدورات. تكمُنُ المشكلة بالنِّسبة لي في دورةٍ تدريبية مدتها 12-40 ساعة في أنَّ الاستثمار في مرحلة البرنامج التعليمي أكثَر من اللاَّزم، بينما تريد في الواقع البدءَ في بناء الأشياء الخاصة بك بأسرعِ ما يُمكن، لأنَّ أفضل طريقة للتعلم هي تطبيقُ بذلك.

الحلّ

الحلُّ الذي أنا على وشكِ اقتراحِه يدُورُ حولَ فكرةٍ أسَاسية واحدَة: تعلُّم الفكرة العامة بسُرعة، ثم تعمَّق تدريجيًا فيها. ومن هذا المنظور، قمت ببناء الخطوات التالية:

1- حَلقَة دراسية مكثَّفة - عادةً ما أذهب إلى Youtube، وأبحث عن المَوضُوع الذي أحاول تعلُّمه. مع مُرُور الوقت، قد ترى أنك قد تعرَّفت بالفعلِ على ما تحتاجه دون إضاعةِ الكثيرِ من الوقت .

الدَّورات التدريبية السَّريعة رائعة لأنَّها تعطينا صورة كبيرة لما نُحاولُ تعلُّمه ، كذلك لا تستغرقُ وقتًا طويلاً للانتهاء.

قاعدتي الأساسية الشخصية هي اختيار دَورة مكثَّفة لا تستغرق أكثر من 5 ساعات حتى تنتهي منها. 

2- المشروع الشخصي - الفكرة واضِحة جدًا: أنت تتعلَّم بالمُمارسة. الهدفُ هو بناء المَشروعِ البَسيط الذي يختتمُ الأفكار التي تعلَّمتها في الخطوة 1. في هذه المَرحلة، كلّ ما تحتاجُ إلى الاهتمام به هو أن ترَى كيف يُمكنك بناء شيءٍ ما بمُفردك بناءً على ما رَأيتَه.

من المهمّ إنشاء مشروع مختلف عما رأيته في الخطوة 1، حتى لو كان الاختلاف صغيرًا. عندما تبني شيئًا مختلفًا، فإنَّه في الواقع يجعلُكَ تفكِّر في المواد التي تعلَّمتَها، وليس مجرد نسخِها من الفيديو.

الهدف هنا ليس أن تكون مبدعًا للغاية في أفكارِ المَشرُوع (والتي يمكن أن تكون ممتعة للغاية)، ولكن الهدف هو تطبيقُ المفاهيم والأفكارِ الجَديدة التي تعلَّمناها. تذكر: يمكنُك بناء نفسِ المشروع بالضَّبط، ولكن باستخدام تقنيةٍ مُختلفة.

3- الغوص العميق - حسنًا، لديك الآن فهمٌ عام للتكنولُوجيا. حان الوقتُ الآن للارتقاءِ في المستوى. حَاوِل بشكلٍ أساسي مَعرفة كلّ ما يُمكنك مَعرفته عن هذه التّكنولوجيا. بالنسبة لي، هذا يعني التعرف على القوة الكامِلة للتكنولوجيا بخلاف الاستخدام الأساسي لها.

بعد ذلك يمكنُك اختيارُ أيّ اتجاهٍ تريده. هذا هو الوقتُ المُناسِبُ أيضًا لتقديم "البنادق الثقيلة" مثل الدورات التدريبية التي تَستَغرقُ 40 ساعة، أو بناء مشاريع كبيرَة ومُعقَّدَة تستخدمُ هذه التكنولوجيا.

إذن هذا هو نَهجِي الشَّخصي لتعلم التقنياتِ الجَديدَة. أرغَبُ في مَعرفةِ أفكارك حولَ هذا الموضُوع، ونهجك الخاص في تعلُّم أشياء جديدة. شاركنا في التعليقات.


المصدر