ملخص سريع لكتاب من النبي إلى البخاري - أحمد صنوبر

ملخص لكتاب من النبي إلى البخاري - أحمد صنوبر

كتاب ماتع فعلا،

عبارة عن دراسة شاملة تفصيلية لانتقال الحديث عبر مراحل:

 من عَصر الصَّحابة إلى التابعين ثمَّ إلى أتباعِ التَّابعين ثمّ إلى المصنَّفات الحَدِيثية في عَصر البُخاري.

كما تعرض هذا الكتاب لسلطة النقد التي كانت حاضرة وقت ظهور الأحاديث الموضوعة والمكذوبة، ابتداء من عصر الرافضي: المختار الثقفي.

ويمكن القول بأن الأحاديث التي انتقلت بداية في عصر الصحابة بين أبو بكر وعمر وعثمان، كانت صحيحة لأنه لم يظهر من يتجرأ بعد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى ظهور الروافض والشيعة الذين ابتدأوا بوضع الاحاديث ثم تبعهم طلاب المناصب والجاه وضعاف النفوس مع أواخر القرن الأول الهجري.

وقد عرفت البصرة بانتشار الأحاديث الضعيفة والمنكرة والموضوعة مقارنة بالمدينة والكوفة والشام.

ففي المدينة والشام تركزت رواية  الأحاديث على ما يحتاجها أهلها للعمل ولم يكثروا من الروايات بغير سبب، وهذا ما فعله الإمام مالك في الموطأ حيث أورد فيه الأحاديث الفقهية التي صاغت مذهبه فيما بعد ولم يورد فيه الكثير من الأحاديث التي حدث بها أصحابه من قبل.

المهم، مع انتشار الأحاديث الموضوعة، ظهرت سلطة النقد كما أوردنا سالفا، فبدأ تمحيص الأسانيد بداية مع التابعي ابن سيرين وسعيد بن المسيب وسعيد بن حبير،

ثم انتقلت إلى تابعي التابعين أمثال شعبة بن الحجاج ويحي القطان وسفيان الثوري ممن اشتهروا بالجرح والتعديل ومعرفة الرجال وتتبع الأسانيد ونقد المتون واكتشاف حتى الأخطاء البسيطة التي تخفى عن عامة الناس،

ثم انتقلت إلى يحي بن معين وأحمد بن حنبل وابن أبي خيثمة، والبخاري وغيرهم..

فقد كانت شروط البخاري أدق وأصعب من غيره من المصنفين في تحري الأحاديث الصحيحة، وهذا عن طريق اختيار أكثر الطرق ثقة ومصداقية من الأسانيد المتوفرة، ومعرفة الزائد من المتون لدرجة أبهرت الأكابر أمثال الترمذي وابن حجر العسقلاني.

وفي النهاية نقول إن الله عز وجل خص الحديث بالحفظ مع القران، فهو يندرج أيضا تحت الذكر (إنا أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون).

فالأحاديث الصحيحة كانت معروفة لدى الناس بانتقالها عبر التابعين وطلابهم عبر مئات الأسانيد، وهذا ما سهل مهمة استخلاص الأحاديث الصحيحة واستخراج الأحاديث الضعيفة بكل سهولة مع تتبع حديث الاحاد والغريب 

ومعرفة الرجال: من قوة حفظ الراوي وصدقه وعدله، أو ثبوت حفظ في مكان وزمان دون آخر، أو ثبوت حفظه ودقته من شيخ إلى آخر، أو اكتشاف الوهم والنسيان في مرحلة ما .. وهكذا. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.


لمتابعة الكاتب والتواصل معه:

تقي الدين مدور | Facebook