أهم عادة روتينية في الصباح لا أحد يخبرك أن تفعلها

 سَواءً كان ذلك على يوتيوب، أو مِن كتب المساعدة الذاتية، أو البودكاست، فإنَّ ما يتعلّقُ بروتينِ الصّباح والحُصُول على ما تريدُه، يَتَماشَى منذُ فترةٍ طَويلة مع فِكرَة أنّ الرُّوتين الصَّباحي يَحوي مثل هذه النّصائح:

أهم عادة روتينية في الصباح لا أحد يخبرك أن تفعلها

- استيقظ الساعة 5 صباحًا

- تأمل لمدة 30 دقيقة

- خذ حمامًا باردًا

- اشرب عصيرًا

- مارس اليوجا لمدة 20 دقيقة

- اشرب كوبين من الماء الدّافئ

- خطِّط للسيطرة على العالم لمدة 30 دقيقة

- ارفع الأوزان لمدة 10 دقائق

يَستغرق من روتين الصَّباح بشكلٍ واقعي الكثير من الوقتِ الفعلي بحيثُ لا يكون لديك وقت للتبول بعد كلِّ الماء والعصائر التي كنتَ تَشرَبُها. في الواقع، بالنِّسبة للكثيرين منَّا ممَّن لديهم التزاماتُ عملٍ أو أسرية، فهذا غير مُمكن.

على الرَّغم من أنَّني نادرًا ما كنت قادرًا على تنفيذِ الرُّوتين الصَّباحي المليء بالحَيَوية الذي ترَى الكثير من الناس يقْسِمُون به، فقد جرَّبت عاداتٍ مختلفة من رُوتين الصَّباح المُعتاد. بعضُها، مثل شرب العصير والقيام ببعضِ التمارين، قد عمل بشكلٍ رائع بالنسبة لي في تكوين عادة صباحية صحيَّة، بينما لم يعمل البعض الآخر بشكلٍ جيّد بالنِّسبة لي.

أنا أحبُّ فِكرةَ الاستحمام البارد وجميعِ الفوائد الصَّحية الجسدية والعقلية التي تأتي معه، ولكن في الواقع محاولة القفز إلى حمام باردٍ في صباح الشتاء يجعلُني فقط أرغبُ في البكاء.

ومع ذلك، فإنَّ إحدى أهمّ العادات الصَّباحية التي أنصحُ بهَا عَثَرْتُ عليها بالصُّدفة. إنها ليست الفكرة الأكثر ثورية، لكنَّها شيء أراه غائبًا عن مُعظم رُوتين الصَّباح.

هذه العادة هي استهلاك بعض المحتويات التي أجد أنّها مُضحِكَة. أيّ شيء أعرفه سيَجعَلُني أضحَك أو على الأقلّ أرسم ابتسامةً على وجهي.

أعلم أنّ الكثير من عصابة الإنتاجية المتشدِّدة قد ترفضُ هذه الفكرة. إنني أدرك أن الوصول إلى هاتفي أثناء وجوده في السرير يعدُّ شيئًا من الخطيئة الأساسية عندما يوصي معظمهم بإخفاء هاتفك في مكانٍ آمن على بعد خمسة أميال على الطريق وهو في قفل مؤقَّت لا يمكن فتحه حتى الساعة 10 صباحًا.

مرة أخرى، أعرفُ أنَّ الكثيرين ممَّن يشتركون في عقلية صخبِ العَمَل يرَوْنَ أنَّ أيَّ شكلٍ من أشكال الترفيه هو مضيعة للوقت الذي يجب أن يقضيه في العمل وجمعِ المالِ، الحلو والرائع، لكنَّني لا أتحدث عن الجُلُوس لمُشاهدة فيلمٍ كلّ صباح. عادةً ما يكون مقطع فيديو على YouTube مدته خمس دقائق أو بودكاست مدته نصف ساعة يمكنني الاستماع إليه أثناء القيام بشيءٍ آخر.

جزء من السبب في أنّني أنخرطُ في هذه العَادَة هو أنَّني كثيرًا ما أستيقظُ بنوعٍ منَ الشُّعور بالحزن الشديد. فبينَمَا تعلَّمت المَزيدَ عن نَفسِي على مرِّ السِّنين، فإنَّ مُجرَّد رمي اللّحاف والاستيقاظ يمكن أن يبدو وكأنه تحدٍ هائل في بعض الأحيان.

 لقد توصلت إلى فهم كيف أنَّ الإفراط في التفكير في الأُمُور يمكنُ أن يَجعَلَني أشعُرُ بأنني أسوأ. لقد أصبحت أفضل في تحديد هذه الأفكار وعدم التعلُّق بها، ولكن الشَّيء الذي كافحت معه لفترةٍ طويلة هو الاستيقاظ والشُّعور بالرَّهبة على الفور قبل أن تخطُرَ ببالي فكرة.

نظرًا لأنَّني ربّما أعاني من الوسواس القهري، يمكنني في كثيرٍ من الأحيان أن أُصبحَ مهووسًا بالأشياء - في بعض الأحيان يكون الأمر مزعجًا، ولكنَّه في بعض الأحيان يكون رائعًا في الواقع. 

قبلَ بضعِ سنواتٍ اكتشفتُ مجموعةً الرسوم الأسترالية وأصبَحتُ على الفَور مُعجَبًا كبيرًا. أصبحتُ مهووسًا إلى حدٍّ ما وبدأت في استهلاك كل محتوياتها. في صباح أحد الأيام عندما كان أحَدَ أول الأشياء التي فعلتها هو مشاهدة إحدَى مَقَاطع الفيديو الخاصَّة بهم على YouTube، عثرت على اختراق رائِع للحياة لأشعر بتحسُّن كبير في الصَّباح. عندما كنت أضحك على نفسي، أدركتُ أنَّها طريقة سَريعَة وسَهلة لتحويلِ حالتي من الشُّعور بالضعف إلى الشُّعور بالإيجابية أكثر.

يعمل روتين الصَّباح المختلف بطرقٍ مُختلفة لأناسٍ مُختلفين. ومع ذلك، إذا كُنتَ تُعاني في الصَّباح، فإنني أوصي بشدة بالتعامل مع شيء يجعلُكً تبتَسمُ أو تضحك أولاً. على أقل تقدير، قد يجعلُ تلك الحمَّامَات البَاردَة أكثَرَ سُهُولة.!

المصدر


لمتابعة الكاتب والتواصل معه:

تقي الدين مدور | Facebook