هذه هي الأسباب الثلاثة التي تجعل الأذكياء يفضلون أن يكونوا وحدهم

 العَبَاقرة لا يتشكَّلُون في مَجمُوعَات.

إنهم يصنعون في خضَم العُزلَة، يبنُون الأفكَار بعُقُولهم في صمتٍ تام.

الأسباب الثلاثة التي تجعل الأذكياء يفضلون أن يكونوا وحدهم

لحُسنِ الحظّ بالنِّسبة لَنَا، غالبًا ما يُشاركون أعمَالَهُم الرَّائعة مع بقية العالم.

إليكُم مثالاً قصيرًا عن كيفيةِ تَطبيق مؤسِّس شركة مايكروسوفت لهذه الفِكرَة، سَأشرَحُ الأسبَابَ الثلاثة التي تَجعَلُ العَبَاقِرة يفضِّلون أن يكُونُوا بمفردهم:

بيل جيتس لا يبتكرُ أفكارًا أثناءَ تناوُل الطَّعام معَ أُسرَتِه.

يفضِّل أن يكُونَ وَحدَهُ بأَفكارِه. هذا عندَمَا يحدُثُ السِّحر الحقيقي. لذلِك، عندمَا يَحتَاجُ إلى فكرةٍ جيدة، يَحزُم أغراضه ويذهبُ إلى الغَابة. نعم أعني ما أقُوله حرفيا.

لديه منزل في وسطَ اللاَّ مكان، ويستخدمه لتوليدِ أفكارٍ لا تصدَّق. 

ويبقى فيه حتى مرور أسبُوع!.

يقرَأُ ويكتُبُ ويعلِّق ويفكِّر مِرارًا وتكرارًا. ليسَ لديه هاتفٌ أو أيّ إلهاء على الإطلاق، لذا فإن تركيزه يبقى حادًّا.

بعد قضاءِ أسبُوعٍ كامِل في منزِلِه الصَّغير، يخرُجُ بأفكارٍ كَبيرة جَاهِزَة للتَّنفيذ في كلِّ ما يفعله في الوقت الحالي.

لقد تغيَّر الزَّمن

في المَاضي قبل 300 سنة، ستقضِي وقتًا هائلاً في البحثِ عن المَعلُومات واكتِسابِ المَهَارات اللاَّزمة للقيام بشيءٍ ما.

بحلولِ الوقت الذي تخطُر فيه ببالك فكرة جيِّدة، يكون عمرك 60 عامًا.

بينما اليوم، فإنّنا نذهبُ مُباشَرَةً إلى الكَعكَة.

إذا كنت تريد مَعرِفة بعض المعلومات عن سكان إفريقيا، فقم بكتابتِهِ في متصفِّحك على الانتَرنت.

في الماضِي، سيكُون عليك شراء كتاب عن افريقيا والدعاء للحصول على معلومات ذات قيمَة حقيقيَة.

هذا يَعني أنَّه في ذلك الوقت، كانت أفضل خطة هي العمل مع الكثير من الأشخاص وجمع المعرفة بين الجميع. كان العمل الجماعي ضروريًا للغايَة لإنجازِ أيّ شيء.

فريق الرجل الواحد

اليوم، الفرقُ الفَردِية مُمكنة.

لقد وفرت الإنترنت للجميع إمكانية الوُصُول إلى كلِّ شيء. 

لهذا السبب بدأ العباقرة في العَمَلِ بمفردهم. لديهم كلُّ المعلومات الضَّرورية المُتَاحة في متناول اليد، لذلك لا يَحتاجُون إلى التعامل مع الآخرين لإنْجَازِ الأُمُور.

الآن بعد أن عَرَفنا سبَبَ إمكانية وجود فريقٍ من شخص واحد اليوم، دعنا نتعلَّم لماذا يفضل الأشخاص الأذكياء أن يكونوا بمفردهم:

1- المَلل من المجمُوعات

الأشخاصُ الأذكياء لديهم منظُورٌ مختلف لمُعظَمِ الأشياء. إنهم لا يفكِّرون بنفسِ الطريقة التي تفكّر بها الجماهير، لذا فهم يأتون بأفكارٍ فَريدَة تمامًا.

عادةً ما تكون طريقتهم في رُؤيَةِ العالم أفضَل وأكثَرَ تقدمًا من طريقة الشَّخص العادي، لذلك يشعرون بالإحباط عند محاولتهم التواصل مع أشخاصٍ آخرين.

عندما تكون المجموعة في الخطوة الأولى من بعضِ الأعمال، يكُونُ العَبقَري بالفعل في الخطوة الخامسة ويشعر بالفعل بالملل ضمنَ المجموعة.

هذا هو السَّببُ الأول الذي يَجعَلُهُم يفضِّلون أن يكونوا بمُفرَدِهِم. العملُ مع أشخاصٍ آخرين يؤخِّر تقدُّمهُم، ويكون بمَثابَة عائقٍ أمام تحسِينِهم.

عند تركهم بمفردهم، يمكنهم الطيران عاليا كما يريدون دون الاضطرار إلى التعامل مع الأفكار الأساسية والغباء في بعض الأحيان.

2- طريقتهم مختلفَة

يعرفُ الأشخاص الأذكياء أن لديهم سماتٌ مختلفةٌ عن غَيرهم. غالبًا ما يَعرفُون أن لديهم قدرات فائقة، ولا يخفُونَها.

بدلاً من مُحاولة الاندِماج في مجموعةٍ من الأشخاص، يختارون طريقتَهُم الخاصَّة. فمُحاوَلة إخفَاء الاختلافات المَعرُوفة بين العَبَاقرة وبقية النَّاس أمرٌ مستحيل.

لأنهم عادة ما يكونون مرتاحين لطريقة تفكيرهم الخاصَّة، فهم لا يَسْعَون إلى التحقُّق الاجتماعي. لذا فإنَّ كونِهم وحيدين لا يمثِّل مشكلةً بالنّسبة لهم.

كما أنَّ الخَوفَ النَّمُوذجي من الضياع لا يوجد في الأشخاصِ الأذكياء. يحبُّون ما يفعلُونه وكيف يفعلونه.

3- غالبا لا يمتثلُون للجَداول الزّمنية

يَستيقظُ الأشخاص العاديون بين السَّاعة 6 و 11 صباحًا وينامُون في مكانٍ ما بين الساعة 9 و 12 مساءً.

هذا يعني أن النشاط الذي يقوم به الناس العاديون يجب أن يتم وفقًا لتلك الجداول الزمنية.

لكنَّ الأشخاص الأذكياء عادةً ما يكون لديهم فتراتٌ زَمَنية مُختلفة جدًا عن الأشخَاصِ العاديين، ونتيجةً لذلك يُصبحُونَ أكثَرَ عُزلة.

في الواقع، أظهرت دراسة أجريت في عام 2009 أنَّ الأشخاص الأذكياء لديهم بعض الجداول الزَّمنية المَضبُوطَة. على وجه التحديد، كشفت أنَّ ما يُعرفُ بـ"البوم الليلي" (الأشخاص الذين يذهبون إلى الفراش في وقتٍ متأخر) أكثر ذكاءً من أولئِك الذين لا يفعلون ذلك.

قد يكون هذا صحيحًا، ولكن هناك المَزيد من الأسبَابِ التي تجعَلُ من الجَدَاول الزَّمنية للأشخاص الأذكياء سببًا يَدفعُهُم إلى الشعور بالوِحدَة:

إنهم يقرؤون كثيرًا، لذلك يجب أن يكونوا بمفردهم من أجلِ التركيز واستخرَاجِ أقصَى استفادةٍ من الكتب.

وقد يستيقظُون قبل أي شخصٍ ولن يتمكَّنوا من الاختلاط كثيرًا.

يبدأ إبداع بعض العباقرة عندما يحين وقتٌ متأخِّر من الليل، لذلكَ قد يستيقظون عندما لا يكون هناك أحد، وينامون عندمَا لا ينامُ أحد.

المصدر


لمتابعة الكاتب والتواصل معه:

تقي الدين مدور | Facebook