كل ما تعلمته عن الإفراط في التفكير.. إليك 5 طرق لهزمه

من هُم الذين يفرطُونَ في التَّفكير؟
الإفراط في التفكير
إنَّهم يفكِّرون في كلِّ شيء ويقضُونَ الكَثيرَ من الوَقت في التفكير أو استكشَافِ الأمور بطريقةٍ منَ المُحتَمَل أن تسبِّب مَشَاكل أو تكُون لها عواقَب وَخيمَة. لا يُدرِكُ الأشخاص المفرطون في التفكير أفكارَهُم فَحَسب، بل يُكرِّسُون أيضًا الكثير من الوقت في مُحاولةٍ لفهم أُصُول أفكارِهم ومَعَانيها وآثارها التي تستَمرّ في التدفُّق داخِل أذهَانهم.

غالبًا ما يشكِّك المفكِّرون المفرطون في عملية التفكير الخاصَّة بهم. إنَّهم يميلون إلى النِّضال أو قد يكون لديهم تَسَامُح مُنخفِض مع الأفكار غير المقتضبة وغير المَرْغُوب فيها التي هم على درايةٍ بها وحتى يعرفون أحيانًا أنَّ هذه الأفكار لن تحقِّق أي نَتَائج إيجَابِية.

يفكِّر المفكِّرون المفرطون في أسوأ الأشياء التي يمكنُ أن تَحدُث ويمكنُ أن يَعْلَقوا في حالة من التردُّد ممَّا يعني أنَّهم يجدُون صُعُوبة بالغة في اتخاذِ القَرَارات حتى أبسَطِها. مثلا، يُمكن للمفكِّرين من النّساء أن يفكِّروا في آلام المخاض وعدم الراحة التي يمكن أن يسبِّبها الحمل مما يؤدي بهم إلى التوقف وعدم التَّخطيط للولادة.

هل المُبَالغة في التفكير سَامَّة؟

يمكنُ أن يتحوَّل الإفراطُ في التفكير إلى سُلُوك ضَار في العَلاَقة لأنّهم قد يَعتقدُون أنهم يعمَلُون على حلّ مُشكلة ما، ولكن لا يُؤدّي الإفراطُ في التفكير فقَط إلى إنتاجِ حلول، بل يؤدي أيضًا إلى تفاقُم المُشكِلة. إنَّها حَقيقة أنّ الإفرَاط في التفكير يَستَهلك الوقت والطَّاقة اللذين يُمكن أن يَستخدِمهما فردٌ معيَّن في حلِّ المُشكِلة. إنَّ الإفراط في التفكير يُضعِفُ بشدة قدرات حلِّ المشكلات ، مما يجعل من الصعب اتخاذ إجراءات ملمُوسَة بشأنِ حلٍّ مُمكن ويمكنُ أن يُصبح هؤلاء الأفرادَ أكثَرَ تَشاؤمًا بشأنِ المستقبل.

يمكن للمفكِّرين بسُهُولة دفع شركائهم بعيدًا في العلاقة. قد يلجَأُ الأشخاص المفرطون في التفكير للحصول على المساعدة في كثير من الأحيان، لكنَّهم يَميلُونَ إلى مُشَارَكة تَعَاسَتِهم لدرجةِ إثَارَة الغَضَب.

كيف يتفاعل الناس مع الافراط في التفكير؟

في البداية، قد يكون الأشخاصُ من حَولِهِم مُتعاطفين ولكن بعد فترةٍ من الوقت، قد ينزعجون عندما يبدو أنَّ الأشخاص المفرطين في التفكير لا يتخذون أبدًا خطواتٍ واضحة لحلِّ المشكلات، ولو استمعت إليهم باهتمام وأعطيت ملاحظات أو نَصائح بنَّاءة.

5 طُرق للتغلب على عادة الإفراط في التفكير

1- انظُر إلى الأشياء من وجهة نظرٍ مُختلِفَة

يمكن أن يُساعد النَّظر إلى العالم من وجهة نظرٍ مختلفة الأشخاص الذين يُفرطُون في التفكير. يجب أن يتذكَّروا أنَّ عواطفهم يمكن أن تتداخَلَ مع قُدرتهم على النَّظر إلى المواقف بمَوضُوعية. يمكن أن يساعد التراجع والنظر في الأدلَّة في تحليلِ ما إذا كان هذا الفكر بِعينه صحيحًا أم لا. وهذا بدَورِه يمكن أن يَجعَلهم مُنتجين من خلالِ النظر إلى الصورة الأكبر.

2- العيش في الحاضر

السَّكن في الماضي لا يُساعد على الإطلاق. بالنِّسبة للأشخاص الذين يفرطُونَ في التفكير، فإنَّ الإفراط في التفكير بالنِّسبة لهم يمكن أن يُصبحَ عادة مُزمنة لدَرَجة أنهم لا يستطيعون حتى إدراكها عندما يفعلُون ذلك. يمكن أن يكُون العيش في الحاضر دون القلق بشأنِ الأذى والتجارب المَاضية مفيدًا. الابتعادُ عن التجارب السيئة السابقة، بدلاً من التركيز على ما كان يمكن فعله ، والتركيز على ما يمكن فعله ومُحاولة التوصُّل إلى نتيجةٍ لحلِّ المشكلة من خلالِ العيشِ في الحاضر يمكنُ أن يُساعدَ الشَّخص المُفرطَ في التفكير.

3- ركز على أن تكون لطيفًا مع نفسك

يمكن أن يكُون قبُولُ الذات والطيبة مع الذّاتِ مفتاحًا للإفراط في التفكير. يجبُ تجنُّب أيَّ فكرة تحطُّ من قدر الذات، كما أنَّ تبني الخوف يمكن أن يقطَعَ شوطًا طويلاً نحو الحدِّ من عادة الإفراطِ في التفكير.

4- احتفظ بدفتر يومياتٍ عن إنجازاتك

يجبُ على المفكِّرين الزَّائدين أن يتبَنُّوا بوعيٍ طرقًا جديدة للابتعاد عن عَادة الإفرَاط في التفكير. يمكنُ أن يُساعد الاحتفاظ بدفتر يوميات / دفتر مُلاحظات لتدوينِ الإنجازات منَ الأسبُوع أو الشَّهر المَاضِي على فَهم نَجَاحِهِم والاعتِزازِ به. 

يمكنُ أن تُساعِدَهم هذه الإدخَالاَتُ في الدّفتر على التفكير وتعلُّم كيفية فهم أنفُسِهِم وخدمة الآخرين ومسامَحَتِهم والتحرُّك نَحوَ المقرَّبين منهم بدلاً من الابتعاد.

5- اطلُب المُسَاعَدة

كبَشَر، قد تكُونُ لدينا أفكارٌ تدُور باستِمرَار داخِلَ أذهَانِنَا طَوَال اليوم، وهوَ أمرٌ طَبيعِي تمامًا. يمكن أن تتداخل بعضُ الأفكار حولَ مَوقفٍ ما مع الأفكَارِ المتعلِّقة بموقفٍ أو حادثة أُخرى، ولكن عندمَا يعُود الناس مرارًا وتكرارًا إلى تلك الأَفكار التي تحفِز المَشَاعر القوية، فقد يتحوَّل ذلك إلى تفكيرٍ زائد. يمكنُ لقسم صغير جدًا من الأشخاص تصنيفُ أفكَارِهم بشكلٍ مَلمُوس بنَجَاح حتى لا يتحوَّلُوا إلى الإفراطِ في التفكير. 
لكن غالبية الناس سينخرطون في النهاية في الإفراط في التفكير في موقفٍ أو آخر. لا يتعيَّن على المفكِّرين الزائدين الذَّهاب بمفردهم في رحلتهم نحو التغلُّب على هذه العادة. يُنصح بالسعي للحصول على مساعدة خارجية من معالج مؤهل إذا أصبَحَت هذه السِّمة لا تُطَاق.


لمتابعة الكاتب والتواصل معه:

تقي الدين مدور | Facebook