3 أسباب نفسية لضعف قيمتك الذاتية

 يعدُّ تدنِّي قيمة الذات أحد أكثَرِ المشكِلات شيوعًا التي يواجِهُها الناس اليوم ولكن لا تتم مناقشتُها جيدًا.

3 أسباب نفسية لضعف قيمتك الذاتية

لسوء الحظّ، فإنَّ العديد من النَّصائح والحيل التي تسمَع عنها لتحسِين تقديرِ الذات إمَّا أنها ليسَت مفيدة حقًا أو حتى تجعَلُ الأُمُور أسوأ. على سبيل المثال، مجرَّد التمرُّن على عباراتٍ إيجابية غير واقِعِية عن نفسك أو المستقبل - شكلٌ من أشكالِ "الإيجابية السامة" - يمكن أن تجعلَكَ تشعُرُ بالسُّوء على المدى الطويل.

إذا كنت تريد حقًا أن تشعُر بتحسُّن حيالَ نفسِك، فأنت بحاجةٍ إلى معَالَجَة المُشكِلات الأسَاسِية التي تؤدِّي إلى تدنِّي قيمة الذات في المَقَام الأول.

يرى الطبيب النّفسي nick wignal أربع محركات نفسية أساسيةٍ لتقدير الذَّات وهي الأكثر شيوعًا. اعمل على معالجة هذه الأمور وسترتفع قيمتُكَ الذاتية باذن الله.

1- الحُكم على الذّات

تخيَّل أنه طوال اليوم، كل يوم، يتَّبعك قزمٌ صغيرٌ غاضب لا يفعل شيئًا سوى انتقادك وإهانتك وإخبارِكَ كم أنت عديمُ القيمة.

الآن، اسمع، لا شيء يقوله هذا القزمُ الصغير هو في الواقع صحيح عنك، لذلك لا تقلق، كيف ستشعر إذا كان عليك أن تعيش مع شخص يحبطك باستمرار، يومًا بعد يوم، في العمل، في المنزل، وفي سريرك الساعة 2:00 صباحًا عندما لا تستطيع النوم؟

رهيب جدا، أليس كذلك؟

حسنًا، هذا هو بالضَّبط ما يفعله معظم الأشخاص ذوي القيمة المُنخفضة لأنفسهم! إنهم ينتقدون أنفُسَهُم باستمرار ويحكُمُون على أنفسهم في رُؤُوسهم. يقولون لأنفُسهم بأنّهم لا قيمَة لهم وكيف أنَّ كل شيءٍ سيء. 

سواء أكنت تُؤمن حقًا بمحتوى نقدك الذاتي أم لا، فإنَّ النَّشاط الذي تَقُومُ به هو قتل تقديرك لذاتك.

إذا كنت ترغبُ في تحسين تقديرك لذاتك، فمن الضَّروري أن تتوقَّف عن النقد المُفرِط وإصدار الأحكامِ على نفسِك في رأسك. يمكن أن يكون الحديثُ السلبي مع النفس عادة صَعبة بشكلٍ خاص للتخلص منها، ولكنَّها في نهاية المطافِ تبقَى عادة. وأنت تعلمُ أنّه يمكن كسْرُ العَادَات.

اعمَل على استبدال حديثِكَ السّلبي مع نفسك بالتعاطف مع الذَّات، وستجد أنَّ قيمتك الذاتية ستتحسَّن بشكلٍ كبير.

"الكلمات مهمَّة. والكلمات الأكثر أهمية هي تلك التي تقُولُها لنفسك".

2- التماس الطمأنينة المُزمنة

واحدة من أسوأ العادات التي يتَّبعها الأشخاص ذوو القيمة الذاتية المتدنِّية هي البحث عن الطّمأنينة المُزمِنَة.

البحثُ عن الاطمئنانِ يعني الاعتماد على الآخرين ليشعُرُوا بتحسُّن.

على سبيل المثال:

تشعُرُ بالقلق حيَالَ مقابلة عملٍ قادمة، لذلك تتَّصل بصديقِك على أملِ أن يُخبرك أنَّ كل شيء يسير على ما يرام.

تشعُرُ بالغَضَب حيال شيء حدَثَ في العمل اليوم، لذا فأنت تشكُو لزَوجَتك وتتوقع أنها ستؤكّد مدى فظاعة رئيسك في العمل وتجعلكَ تشعُرُ بتحسن.

السَّبب في أن السعي وَرَاء الطمأنينة هو عادة سيئة عندما يتعلَّق الأمر بتدنّي قيمة الذات هو أنها تدمِّر ثقتك بنفسك العاطفية.

الثقة العاطفية هي القدرة على تحمُّل المَشَاعر الصعبة دون محاولة تفاديها أو التخلّص منها.

عندما تُحاولُ باستمرار الهروب من مشاعِرِك المؤلمة أو "إصلاحها" - بما في ذلك عن طريق السعي وراء الطمأنينة بجعل الآخرين يخفِّفون من حدتها - فأنت تعلِّم عقلك أن المَشَاعر الصعبة خطيرة وأنه لا يمكنُك التعامُلُ معها.

الآن، فكِّر في الأمر: ما مِقدار التقدير الذاتي الذي يمكن أن تشعُرَ به إذا كنت تعلِّم عقلك باستمرار أنك غير قادر على التعامل مع المَشَاعر الصَّعبة بمُفرَدك؟

عندما تَستَعينُ بمصادر خَارجِية لتشعر بتحسُّن، فإنك تقتل ثقتك بنَفسِك، وبالتالي تقتل إحسَاسَكَ بقيمتك الذاتِية.

من أفضل الطَّرق لتحسين قيمتك الذاتية أن تتعلَّم كيف تتحقَّق من صحَّة مشاعرك وتتقبَّلها بدلاً من مُحاولة التخلُّص منها دائمًا.

3- الخوف من أن تكون حازمًا

التواصل السّلبي هو عندما تكون مهتمًا جدًا بالآخرين وما يريدون، بحيث لا تتحدث عن نفسك وتعبِّر عن رغباتك واحتياجاتك بوُضُوح.

التواصل العدواني هو عندما تحاول الحصول على ما تريد بطريقة وقِحة أو غير مُحتَرَمة أو مُؤذِية تمامًا للآخرين.

يتعلّم الكثير من الناس - وخاصة النساء - أنه يجب عليك دائمًا إرجاء أو تنحية رَغَباتك واحتياجاتك جانبًا من أجلِ إسعادِ الآخرين. اجمع هذا مع الخوفِ الطبيعي من الصِّراع الذي يعاني منه الكثير منا، وستحصل على الكثير من الأشخاص الذين يخشون أساسًا أن يسألوا عما يريدون أو يقولون "لا" لما لا يريدون.

باختصار، إنَّهم يخشَون التواصل بحزم، للتعبير عن أنفُسهم ورَغَباتهم بطريقةٍ صادقة ولكن أيضًا تحترم الآخرين.

الآن، فكِّر في هذا الموقف من منظورِ عقلك:

- ماذا تعلِّم دماغك إذا كنت دائما تُعطي الأولَويَة للآخَرين على نَفسِك؟

- نعم، أنَّ الآخرين أكثر أهمية منك!

إذا كنت تُعامل نفسك باستِمرار على أنك أقلّ أهمية من الآخرين، فلا تَتفَاجَأ إذا بدأت تشعُرُ بهذه الطريقة.

الحلّ هو ممارسة التواصل بحزم.

هذا يعني أن تكون مستعدًا للتعبير عمَّا تريده بالفعل ووضع حدودٍ صحيَّة لما لا تريده. وعلى الرغم من أنَّ هذا قد يبدو صَعبًا للغاية إذا كنت عبَارة عن مِمسَحة للأرجل طوال حياتك، إلا أنَّ هذا لا يجعَلُ الأمر أقلّ أهمية.

إذا كنت تريد أن تشعُر بتحسن حيال نفسك، فأنت بحاجة إلى الدِّفاع عن نفسك.

وأفضل طريقة لبدءِ الدفاع عن نفسك هي أن تتعلَّم كيفية التواصل بحزم وكيفية وضع حدود صحية.