4 عادات للأشخاص المتوازنين عاطفيا

هل تمنَّيت يومًا أن تَجدَ توازنًا أكبر في حياتك العاطِفِية؟ أو ربما تُعاني من تيار لا نهاية له من الحديثِ الذاتي السّلبي الذي يجعلُكَ تشعر باستمرار بالقلق أو الاكتئاب أو الذنب؟

4 عادات للأشخاص المتوازنين عاطفيا

إذا كان الأمرُ كَذلِك، فمنَ المُحتَمَل أنك سمعت شيئًا عن الذَّكاء العاطفي. إنَّها فكرَةٌ جذابة للغاية - إذا فهِمنا المزيد عن أنفسنا وكيف تعملُ العواطف، فيُمكننا تحسينُ كلّ شيء من الحالة المزاجية السيئة وأنماطِ التفكير السّلبية إلى الإنتاجية وجَودَة علاقاتنا.

ولكن ها هي مشكلة الذَّكاء العاطفي: إنها مجرد أفكار - والأفكار ليست كافية لإحداثِ تغيير حقيقي.

لكي تتغير حقًا وتنمو لتصبح شخصًا مرنًا وناضجًا عاطفياً وقويًا عقليًا، فإنََّ المَعرِفة مهمة ولكنها ليست كافية ...

- أنت بحاجة للعمل.

- أنت بحاجةٍ إلى التمرين.

- أنت بحاجة إلى عادات.

- أنت بحاجة إلى لياقة عاطفية.

فكِّر في الأمر:

لن تؤدِّي قراءةُ أفضلِ الكُتُب عن الجري في سباقات الماراثون في الواقع إلى إنهاء سباق الماراثون ما لم تتدرب وركُض الأميال. الشيء نفسُهُ ينطبقُ على صحَّتنا العقلية والعاطفية. عليك أن تقوم بالعمل إذا كنت تريد أن تنمو وتُصبح أقوَى. عليك أن تبنِي لياقَة عاطفية.

فيما يلي 4 من أكثر العاداتِ فاعلية لبناءِ اللياقة العاطفية وأن تُصبح نسخة أكثر مُرُونة وقوة عقليًا وعاطفية من نفسك. هذه عادات أمارسها بنفسي وأوصي بها لعملائي في عملي كطبيب نفساني.

1- استخدم تدريب الانتباه لبناء المرونة العقلية

إذا سبَقَ لك أن علقت في دوامة القلق، فأنت تعلم مدى صُعُوبة إعادة توجيهِ أفكارك واهتمامك بعيدًا عن القلق والعودةِ إلى الواقع. وينطبقُ الشيء نفسه على دواماتِ الاجترار - انتقاد نفسك بلا نهايةٍ بسبب أخطاء الماضي وإخفاقاتك المتصوَّرة كَشَخص.

عندما يعلقُ انتباهك في نمطٍ من السلبية، فإنَّ مَشَاعرك وحالتك المزاجية :

تستحوذ على مدى فظاعة خطابك القادم؟ استعد لإثارة القلق.

تحكي باستمرار وتعيد سرد قصة كيف ظلمك زوجك بعد العشاء الليلة الماضية؟ استعد للوقوع في الغضب والاستياء.

كيف نفكِّر بشكل اعتيادي يحدِّد كيف نَشعُرُ عادةً.

تمارسُ أنماط التفكير السلبي جاذبية قويَّة لجذبِ انتباهنا، وهذا هو السَّبب في أنه من السهل جدًا الانزلاق إليها والوُقُوع فيها. من أجل مقاوَمة الانجذابِ لأنماطِ التفكير السّلبي، يجب أن تقوي قدرتك على التحول والتركيز والتحكّم في انتباهك.

الأفكار تأتي وتذهبُ في أذهاننا، وليس هناك الكثير ممَّا يمكننا فعلُهُ لتغيير ذلك. لكن ما يمكننا التحكّم فيه هو اهتمَامنا.

إذا تمكَّنت من أن تصبح أقوى وأكثر مهارة في إدارة انتباهك - التركيز على الأشياءِ المُفيدة والمنتجة وتجنُّب الأشياء غير المفيدة والمزعجة - فسوف تتحسَّن حالتك المزاجية بشكل كبير.

هناك العديد من أشكالِ تدريب الانتباه، أبسطها وأقواها هو تأمُّل اليقظة. للبدء، خصِّص خمس دقائق كل يوم لتقوية عضلات انتباهك:

- اجلِس في مكانٍ مريح وأغلق عينيك.

- ركِّز انتباهك على الإحساس بالتنفُّس. حَاوِل الحفاظ على تِركيزِك هناك - على الشعور بالتنفس.

حتمًا، الأفكار أو العواطف أو الذكريات أو الصور أو الضوضاء الخارجية أو الأحاسيس الجسدية الأخرى سوف تتطفَّل على وعيك. اعترف ببَسَاطة أنّ انتباهك قد تم تشتيته مؤقتًا وأعد انتباهك بلطفٍ إلى أنفاسك.

هذا كلّ شيء!

إذا كنت تريد أن تكون أكثر اتزانًا في مزاجك وعواطفك، فيجب أن تبني عضلة انتباهك.

2- التمرُّن

لا يُمكنك فصل نفسك العقلية والعاطفية عن نفسك الجسدية. إنَّ عقلك وكلّ ما بداخله - الأفكار والعواطف والذكريات وما إلى ذلك - يعيش في جِسمك ويعتمِدُ عليه.

إذا كان جسمُك لا يعمل بشكلٍ جيد، فلا عقلك يكون كذلك أيضًا.

الأشخاص الذين يُمارسون الرياضة بانتظام ويعتنون بأجسادِهِم يكونون أكثر قدرة على تنظيم وإدارة المشاعِرِ الصَّعبة والحالات المزاجية وأنمَاطِ التفكير من أولئِك الذين لا يمارسونها.

بالطبع، لا يزال الأشخاصُ الذين يمارِسُون الرياضة يقعون في حالةٍ مزاجية سيئة ويقلقون ويصابون بالاكتئاب. لكن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لها تأثيرٌ وقائي قوي على صحتنا العقلية والعاطفية.

ابحث عن أي شكل من أشكالِ التمارين التي تستمتع بها وخطِّط لممارستها بانتظام.

3- تحدَّث إلى نَفسِك. كثيرا.

نعم، لقد سمعت ذلك بشكلٍ صحيح: يعدُّ التحدث إلى نفسِكَ علامة جيدة عندما يتعلق الأمر بالرفاهية العاطفية.

كما ناقشنا أعلاه، نوبات من المشاعر السلبية والمزاج السّيئ هي نتيجة لأنماطٍ خفية ولكنها قوية من التفكير المعتاد. وما يجعلُ عادات التفكير مثل القلق والاجترار قوية للغاية هو أنها تعملُ في كثير من الأحيان على الطيار الآلي، خارج وعينا الواعي.

كلما طَالت مدة بقاء أفكارِكَ السِّلبية دون أن يلاحظها أحد، زَادَت المشاعر السلبية التي ستولدها.

من ناحيةٍ أخرى، كلَّما زاد إدراكك لأنماطِ تفكيرك السلبية، زادت قدرتك على نزعِ فتيلها وقلَّت المشاعر السلبية التي ستولدها.

وهنا يأتي دور التحدث مع نفسك ...

يساعدُكَ التحدث إلى نفسك على أن تصبح أكثر وعيًا بأفكارِك. يسمحُ لك بوضع مسافة بين أفكارك وبين نفسك.

تساعدك هذه المسافة على منحِك منظورًا جديدًا للعاداتِ العقلية التي تقُود مَشَاعرك. وكلما كانت وجهة نظرك حول أفكارِكَ أفضَل، كان من الأسهل فكّ الارتباط بها أو تغييرها.

إليك ميزة كبيرة أخرى للتحدث إلى نفسك: لا يمكنك التحدُّث بأسرعِ ما يمكنُ أن تتخيَّله.

إذا قيدت سرعة تفكيرك على سرعة الكلام، فلن يولِّد عقلك سوى جزءٍ بسيط من المشاعر السلبية في نفس الفترة الزمنية.

"الكلمات مهمة. والكلمات الأكثر أهمية هي تلك التي تقولها لنفسك ".

- ديفيد تايلور كلاوس

4- الراحة

النَّوم الكافي والراحة ضروريان للصحَّة الجسدية والعقلية مثل التمارين الرياضية.

إليك مثال: إذا كان عليك التخمين، متى يكونُ الأزواجُ أكثر عُرضَة للدخول في شجار: 11:00 صباحًا أم 11:00 مساءً؟

أعتقد أنَّ الإجابة واضحة جدًا: من المرجَّح أن تكون المشاجرات والجدالات أكثر احتمالًا في المساء.

لماذا؟ لأنه بحلُولِ الوقت الذي يحلّ فيه المساء، نكون قد استنفدنا طاقتَنا.

نحن ببساطة لا نعملُ بشكل جيد عندما نكون مرهقين - جسديًا أو عقليًا أو عاطفيًا.

يصبح كلّ شيء من التحكم في الانفعالات وتنظيم المشاعر إلى التواصُل أكثر صُعُوبة عندما نكون متعبين.

لحماية نفسك من آثار الإرهاق المزاجية، التزم بالعادات الجيدة للنوم والرَّاحة باستمرار:

- استيقظ في الوقت نفسه كل يوم.

- لا تنم حتى تشعر بالنعاس حقًا.

- ممارسة الرّياضة بانتظام.

- خذ فترات راحَة متكرِّرة، خاصّة أثناء العمل الشاق.

- خصِّص وقتًا لتكون بالخارج وفي الطبيعة.