4 تذكيرات عندما تشعر بأنك لا تفعل شيئًا جيدا بما فيه الكفاية

 الشّك الذاتي هو حقًا أحدُ أكثر التجارب تعقيدًا. الحياةُ صَعبَة بالفِعل بمَا فيه الكفاية، ولكنَّ الشُّعور بأن هناك شيئًا خاطئًا في الأساسِ يجعل من المُستَحيل عليك تجاوُز بعض الأيام، ناهيك عن الازدهار.

4 تذكيرات عندما تشعر بأنك لا تفعل شيئًا جيدا بما فيه الكفاية

ربما كنت تواجه هذا الآن؛ تشعر أن لا شيء تفعله جيد بما فيه الكفاية. الحياةُ التي تريدها بشدَّة هي شيءٌ يمكنك تخيّله، لكن يبدو أنك تخطُو ثلاث خطواتٍ إلى الوراء مع كلّ خطوة تحاولُ المضي قدمًا فيها.

إنه أمرٌ مُرهق. أنا أفهمُك. لقد كنتُ هناك بالفعل. في واحدة من أضعفِ اللَّحظات في حياتي، مررت بالانفصال، وطُردت من وظيفتي، وشاهدتُ صحّتي العقلية تتلاشى بين يدي، كل ذلك في غضون شهر. شعرت أنني لم أكن جيدة بما فيه الكفاية بكلّ معنى الكلمة.

ولكن الآن بعد أن أصبحتُ على الجانِب الآخر من هذا الشكّ الذاتي المنهك، أدركتُ بعض الأشياء حول عدمِ الشعور "بالرّضا الكافي".

لذلك أريد أن أتحدَّث عن بعضِ التذكيرات التي أتمنى أن تكون مفيدَة لك. لأنك لست مضطرًا للعيش إلى الأبد مع عبء الاعتقاد بأنك لست كافيًا. يمكنك أن تزدهر، تمامًا كما يفعلُ الأشخاصُ من حولك.

ولكن للقيام بذلك، عليك أن تتذكَّر بعض الأشياء وإجراء بعضِ التغييرات.

لا يوجد قانون محدَّد لما هو "كافٍ".

أهم تذكير لكل هذه الأمور هو أن فكرة "يكفي" فكرة نسبية. لا يوجد قانون يحدِّد ما هو كافٍ وما هو غير كافٍ. لقد قرَّرتَ بنفسك ما الذي يشكّل "كافيًا".

قد يعتقد جارك أنَّ كونك "كافيًا" يعني الظُّهور كأم محبة، ومع ذلك قد تستيقظ كل يوم معتقدًا أنه يجب عليك تثبيت عرضك التقديمي التالي في وظيفتك. بالطبع، كلاهما شيئان يجب أن تفخَرَ بهما. لكن كلاهما أفكارٌ مختلفة تمامًا عن النجاح.

خلال تلك اللَّحظات التي تشعر فيها أنَّ كل من حولك يقُولون، "واو، يا له من فشل" عندما ينظرون إليك، ذكِّر نفسك أنهم ليسوا كذلك. تعيش معاييرك في رأسك، وليس معايير أي شخص آخر.

قد تضرّ توقعاتك أكثر من المُساعدة.

ليست توقعاتك لما هو "كافٍ" توقعاتك فحسب، ولكنها قد تؤذيك تمامًا.

على سبيل المثال، ربما تتوقَّع من نفسِك أن تكُون مثاليًا في الحياة. لا يمكنك السماح لنفسك بالفوضى. إذا كان الأمر كذلك، فهذه بعض توقُّعات الدور العلوي.

الحَقيقَة هي أنّه لا يوجد أحدٌ كامل. هذا التوقّعث سيجعَلُك تشعُرُ بالفَشَل. الأمرُ نفسه ينطبق على التوقُّعات الأخرى غير الواقعية.

قيمتك لا تحدِّدها أشياء خارجة عنك.

كنت أعتقد أنني بحاجة إلى الحصول على وظيفة ذات رَوَاتب عالية لأُظهر للجميع في حياتي ذلك. 

فعلت الشَّيء نفسه مع الملابس التي كنت أرتديها والأماكن التي سافرت إليها، لقد اهتممتُ كثيرًا بما يعتقده الناس عني. نتيجة لذلك، شعرت أنَّ قيمتي كانت متوقِّفة على كل هذه الأشياء خارج من أنا حقًا.

هناك مشكلتان في طريقة التفكير هذه. الأولى هي أنَّ بناء قيمتِك على جوانِب لا يمكن السيطرة عليها في حياتك أمرٌ غير مستقر بشكل لا يصدق. والثانية هي أنه عندما تعتقد أن قيمتك يمكن أن تتقلّب، فأنت تهيئ نفسَكَ للشُّعور بأن ما تفعله ليس كافيًا.

كما ترى، قيمتنا كأشخاص متأصلة. بالتأكيد، يُمكنُك الشُّعور بمَشَاعر حولَ هذه المواقف، لكنها لا تحدد استحقاقك.

هذه وظيفة داخلية.

عقلك قوي. كن حذرًا حول ما هي الأفكار التي تكررها.

إذا كنت تكرّر في ذهنك باستمرار أن لا شيء تفعلُهُ جيّد بما فيه الكفاية ، فمن المؤكَّد أنك ستصدّق ذلك. عندما تتكرّر رسَالة مرارًا وتكرارًا، فمن المرجّح أن يظنّ من يسمع الرسالة أنّها صحيحة.

صدق أو لا تصدق، هذه هي الطريقة التي يعملُ بها غسيلُ المخّ. مجرَّد سماع رسالة متكرِّرة سيجعلُ الصلاحية الذاتية للرسالة أكثر صحة.

مع ذلك، فإنَّ أذهاننا قوية بشكلٍ لا يصدق. بمجرد أن تُؤمن بشيءٍ عن نفسك وكأن لا شيء تفعله جيد بما فيه الكفاية، تبدأ في التصرف بطرقٍ تؤكِّد هذا الاعتقاد.

لذلك لا تفترض أنَّ أفكارك غير ضارة. قد تكون العقبة التي تمنعُك من اتخاذِ الخُطوة الأولى نحو تغييرِ حياتِك للأفضَل.

قد تكون هذه علامة لتجربة شيءٍ مُختلف.

المقارنة هي الأسوأ. توقف عن فعل ذلك.

بالنسبة لي، قارنتُ نفسي مع كلِّ من حولي في علاقاتٍ أكثر سَعَادة أو من كان أكثر نجاحًا مني حتى أدركت مدى إلحاق الضَّرر بصحَّتي العقلية.

لن تصدق أبدًا أنك كافٍ إذا قارنت من أنت الآن بحياةِ الجميعِ من حولك. ليسَ ذلك فحَسب، بل إنها علامة غير واقعية بجنونٍ لتحديد مدى جودة أدائك.

خذ مهنتي في الكتابة المبكّرة كمثال. كنت أغرق نفسي في الشكّ الذاتي بمقارنة نفسي بكتَّابٍ آخرين. لكنها لم تكن مقارنة عادلة لأنَّ هؤلاء الأشخاص كانوا يكتبُون في حياتهم المهنية لسنوات.

حقًا، لا فائدة من المُقارنة. بالتأكيد، يمكنُك التعلُّم من الأشخاصِ المَوجُودين في المكان الذي تريد أن تكون فيه، لكن المقارنة لن تُؤذيك إلا إذا أردت التعلّم دون تريكِ المَشاعر السّلبية.

حاول التركيز على كل ما لديك بدلاً من التركيز على ما لا تملكه.

هناك ظاهرة تسمى التحيُّز السّلبي. تستوعبُ أدمغتُنا جميعَ الأشياء السَّيئة في الحياة بسُهُولة أكثر مما تفعل بالنّسبة للجيّدة منها. الأمرُ نفسه ينطبق على طريقةِ تفكِيرنا في أنفسنا.

قد يكون من المُغري التركيز على كلّ الفوضى أو الإخفاقات، لكن هذه التجارب لا تحدِّد هويتك. في الواقع، هي ليسَت سوى جزء صغيرٍ من حياتك وجزء أصغر حتى مما له مغزى.

أنت مليءٌ بالسِّمات الإيجابية الأخرى مثل كونك أخًا رائعًا أو أن تلعب كرة القدم بشكلٍ رائع أو أنّك أب أو أمَّا رائعة أو.... لذلك عندما تبدأ شُكُوككَ الذاتية في التهامِك، فإنَّ الأمر يستحقُّ التوقف لتذكّر كلِّ شيء يسيرُ على ما يرام بالفعلِ في حياتك.

لديكَ القُدرة على اختيار الطَّريقة التي تَرَى بها حياتك. يمكنك أن تَعتقد أنَّ أفعالك وخياراتك ليست كافية، أو يمكنك رؤيتها كدروسٍ وكيف يفترض أن يكون البشر: غير كاملين.

في كلتا الحالتين، اعلم أنَّ بذل قصارى جهدك في الأشياء هو شيءٌ تفخَرُ به. لسوء الحظّ، لا يوجدُ عدد كافٍ من الناس يمنحُون أنفُسهم الفضل لمجرَّد بذلِ الجهد. قد لا تتمكَّن من التحكم فيما إذا كانت الأمور تسير على ما يُرَام، ولكن يمكنك التحكم في الجهد الذي تبذله.


المصدر