الأشخاص ذوو الإنتاجية العالية يسألون أنفُسَهم هذا السّؤال الأوحد

يعرّفُ العديد من الأشخاصِ الإنتاجية على أنّها تخصيص ساعات عمل أو القيام بالعمل ببساطة. على الرغم من أنّ كونك منتجًا لا يتعلّق كثيرًا بالعمل الذي تقُوم به، بل يتعلَّق بالنتائج التي تُنتِجها.

الأشخاص ذوو الإنتاجية العالية

في كثيرٍ من الأحيان، الأشخاص الذين يبذلُوُن قصارى جهدهم ليسوا من يحقِّقون أكبر قدرٍ من الإنجاز. غالبًا ما يكونون أكثر تركيزًا على عدد الساعات التي "يقضونها" أكثر من تركيزهم الفعلي على تلك الساعات.

فالنجاح ليسَ بهذه الصعوبة، إنّه ينطوي فقط على اتخاذ عشرين خطوة في اتجاه واحد. وللأسف معظم الناس يتّخذُون خطوة واحدة في عشرين اتجاهًا.

يعدُّ اتخاذ خطوة واحدة في عشرين اتجاهًا علامة واضِحة على أنَّك لا تعرفُ حقًا ما تفعلُهُ أو إلى أين أنت ذاهِب. عندما لا تعرِفُ إلى أين أنت ذاهب، يمكن أن يبدأ كلّ شيء في الشُّعور بالإِلحاحِ والأهمّية.

عندما تشعُرُ بأنّ كل شيء عاجل ومهم، ينتهي بك الأمرُ إلى الانجراف في كلّ اتجاه، والذي لا يجعلك في الواقع أقرب إلى النجاح.

وبالتالي، فإنَّ الأشخاص الأكثر إنتاجية يسأَلُون أنفُسهم سؤالًا واحدًا يضمَنُ أنهم دائمًا ما يركِّزون على الأمُور الأكثر أهمية. ها هو السّؤال:

"ماذا علي أن أفعل ولماذا؟"

إذا كنت لا تأخذ الوقت الكافي لترتيبِ أولوياتك كلّ يوم، فيمكنني أن أضمَنَ أنك لستَ فعالاً بالقدر الذي يُمكنُ أن تكون عليه.

بالطبع، هناك دائمًا العديد من الأشياء التي يُمكننا القيامُ بها، لكن كوننا منتجينَ حقًا يعني أن نسأل: "ماذا أفعل؟"

إنّه سؤالٌ جَوهري. إنه إدراك أنّ العالَمَ مليءٌ بالخياراتِ والإمكانيات، لكن معظمها مجرَّد خياراتٍ سيئة. 

إذن، كيف تبدو هذه الممارسة في الواقع؟

حسنًا، أينما تريد أن تذهب، هناك طريق. هناك مجموعة معينة من الإجراءاتِ والأنشطة التي ستقودُكَ أقرَب إلى النهاية التي تُريدها.

على سبيل المثال، كتابة المقالات هي ما ينقل حقًا المدون الطَّموح إلى حيثُ يريد أن يكون. رفع الأثقال وتناول الطعام بشكلٍ صحيح هو كيفية بناء العضلات. في معظم الأحيان، أي شيءٍ آخر هو مجرّد زغب.

وبالتالي، فإنَّ مسؤوليتك هي تحديدُ ما يدفعُكَ نحو النهاية المرجوّة ثمّ القيام بهذه الأشياء فقط.

قد يبدو هذا مثل "قاعدة 80/20" لأنها في الأساس كذلك. 80٪ من نتائجك ستأتي من 20٪ مما تفعله. كلما زاد وضوحك في 20٪ من الأنشِطة التي تحرك نتائجَك حقًا، ستكون حياتك أسهل.

كيفية البحث عن 20٪ وإزالة الباقي

إذا زَرَعتَ قطعة من الفراولة في الفناءِ الخلفي لمنزلك، فستتحوّل بعض النباتات بسرعة كبيرة إلى نباتات كثيرة. 

على الرغم من أنَّ ما يفاجئُ العديد من البستانيين الجُدُد هو أنَّ هناك أيضًا عشبًا يمكن أن ينمو ويحاكِي نباتَ الفراولة.

من خلالِ المظهر، يبدو أنَّ لها نفس الخَصَائص مع أوراق وأزهارٍ مُتشَابهة. على الرغم من مدى اهتمامك بها، إلاَّ أنَّها لن تنتج أي فاكهة أبدًا.

في الواقع، إنه يخلق الوهم بأنَّ حديقتك تنمو وتزدهر، ولكن في الواقع، ليس لديك سوى مساحة ضائعة.

إذن ، السؤال هو: ما الذي تركِّز عليه حاليًا في حياتك ولا ينتج أيّ فاكهة؟

ما الذي يملأُ حديقَةَ حياتِك ولكنّه في الحقيقة ليسَ أكثَر من عشبةٍ ضارّة؟

إذا تخلصت منه، فكم يمكن أن تكون حياتك أفضل؟ 

قانُون الحصاد سارِي المفعُول دائما. ما تزرعه، يجب أن تحصده. علاوةً على ذلك، فإنَّ ما تزرعه باستمرار في العملِ الإضافي يؤدّي في النهاية إلى حصادٍ مضاعف أو أسي".

إذا كنت تريد نتائِج مُختلفة، فسيتعيَّن عليك اقتلاعُ سلوكياتك الحالية وزرعِ بذورٍ مختلفة في حياتِك اليومية. لكلِّ عمل نتيجة. حدِّد العواقب التي تريدها، وشكِّل أفعالك بما يُناسبك.

ختاما

ما هو موجودٌ حاليًا في حديقة حياتك، إذا كنت صريحًا فعليك أن تقُومَ باقتلاعه؟

ما هي البذور الجديدة التي يجبُ غرسها؟

كيف يمكنك التأكد من أن ما يهمّ حقًا يحصل على التغذية والاهتمام الذي يحتاجُه؟


المصدر