ماذا تفعل (ولا تفعل) عندما تضربك المشاعر غير المريحة

لا أشعر بالرِّضا، لكن لا بأس.

ولا يعني (بالضرورة):

لقد فعلت شيئًا خاطئًا.

أنّني على الطريق الخطأ.

ماذا تفعل (ولا تفعل) عندما تضربك المشاعر غير المريحة

من المُحتَمَل جدًا أن يكُون شُعُورك بعدمِ الراحة لا يشير إلى أيّ من هذه الأشياء (هذا ممكن - لكن هذا ليس هو الهدف في الوقت الحالي).

وهذا بالتأكيد لا يعني أنَّ هناك أيّ خطأ فيك كشَخص.

هذا يعني فقط أنك تشعُرُ بعدمِ الارتياح الآن.

في كتاب "فخ السعادة ''، يسْرُدُ المؤلف البريطاني وطبيب الأسرة، روس هاريس، 9 مشاعر إنسانية أساسية ويدعو قرَّاءه إلى الحُكم على المشاعر التي يشعُرُون بأنّها إيجابية وأيها سلبية: الخوف، والغضب، والصَّدمة، والاشمئزاز والحزن والشعور بالذنب والحب والفرح والفضول.

يكتب: "يميلُ معظم الناس إلى الحُكم تلقائيًا على المشاعر الستة الأولى على أنها" سيئة "أو" سلبية "والأخيرة على أنها" جيدة "أو" إيجابية "". ويشير إلى أنَّ السَّبب يعود إلى حدٍّ كبير إلى القصص التي توصَّلنا إلى تصديقها حول العواطف. إنَّ حكم العقل على انزِعاجنا العاطفي يُضاعف من الشُّعور.

ويترتَّب على ذلك أنه كلّما تعمقت في استكشافِ عدم الراحة أو الحكم السلبي، وكلَّما طالت مدة تحمُّلك لنمطه الطبيعي وحركته، كلما كان التحوُّل أسرع وكلما كنت أكثر وضوحًا بشأنِ أفعالِك التالية. اجلِس معه بدلاً من تجنُّبه، مع الحرص في نفسِ الوقت على عدم التفكير فيه - لأن ذلك سيجعله يدُوم لفترةٍ أطول من الطبيعي، أو المخاطرة بأخذ نفسك في دوامة هبوطية.

من الواضح أنَ الإدارة السَّليمة لمشاعر المرء تكمُنُ على طولِ مسارٍ متوسط ​​متوازن معقَّد (وبالتالي ليس بسيطًا أو سهلًا)، ممَّا يتطلب حكمًا ثابتًا وتعديلًا مستمرًا.

بمرور الوقت، طوَّرتُ طريقةً لاستكشافِ الانزعاج باستخدام 5 خطواتٍ بسيطة كلما شعرتُ بعدم الارتياح الشديد. على نحو مفضَّل، أفعلُ ذلك على الفور، وإلاَّ عندما أتذكر ولا تزال المشاعر أو التجربة جديدة. لا يستغرقُ الأمر سوى لحظة، على الرغم من أنَّ الشعور بعدم الراحة قد يستمرُّ بعد ذلك، إلا أنَّه من المحتمل أن يفقد قبضته وبعضًا من حدَّته. لقد طورت هذه "الطريقة" بمرور الوقت ولكني أرغبُ في مشاركتها معك لتجربتها، خاصة لأنها غير معقَّدة للغاية. بالتأكيد أنها تعملُ بشكلٍ جيد بالنسبة لي. أتمنى ان تكون كذلك لك أيضا.

1- إذا لزم الأمر، أُخرِجُ نفسي منَ الموقف الذي يبدو أنه يسبِّب هذه المشاعر،

2- أحدِّد أنفاسي وأضعُ انتباهي على إيقاعها، بينما أُحاول أن أشعُر بما أشعُرُ به في جَسَدي. أفعلُ هذا لمدة دقيقة أو دقيقتين (أو أكثر إذا شعرت بذلك) وبعد ذلك،

3- أحضر قلم وورقة وأكتب. قد أكتُب عمَّا أشعر به أو لا، سأكتب كل ما سيأتي في تلك اللحظة، حتى أشعر بالتوقف،

4- أقوم ببعض تمارين التنفُّس البسيطة لمدة 10 دقائق. يُمكنك العُثُور على التعليمات على موقع يوتيوب. اجعلها بسيطة للغاية،

عندها فقط آخذ عزائي إذا كنت ما زلت أشعر أنني بحاجة إلى واحدة ( آيس كريم ، أو مكالمة هاتفية مع صديق أو أكمل عملي، أو أذهب في نزهة على الأقدام).

ربما أكون قد ما زلت أشعُرُ بهذا الشُّعُور الفظيع، لكنني بدأت في الانتقال إلى الحَركَة، وسيقوم جسدي / عقلي بالباقي. هناك جزءٌ منا يمكنه الآن معالجة المشاعر والتجربة.

النتيجة؟

قد أحصل على رؤى، قد لا أفعل. قد أشعُرُ بالتحسن بسرعة كبيرة، وقد لا أشعر بذلك. قد لا أفكر أبدًا في هذا "الأمر" مرة أخرى، أو قد أحتاج إلى تكرار عملية الخطوات الخمس البسيطة.

هذه الخطوات ليست حلًا سريعًا أبدًا. لا يوجد شيءٌ من هذا القبيل - ليس حقًا. لكن مع هذه الخطوات الخمس، لن تحتاجَ إلى أيّ اختصارات. أنت قوي بما يكفي لتكون مع مشاعرك والاهتمام بها، دون السَّماح لها بالسيطرة عليك. ولديك كلّ الأدوات المطلوبة، ولا تحتاج إلى أن تكلفك سنتًا (حسنًا، ربما بعض الأدوات الثابتة وتلك الآيس كريم ...).

إذن من أنا لأخبرك بهذا؟

سؤال جيد.

بصرف النظر عن كوني كاتب، أنا مستشار خط مساعدة معتمد ومدرب إبداع، والأهم من ذلك - لقد مارست نصيحتي الخاصَّة بشكلٍ أكبر يوميًا لمدة عقدين على الأقل. لقد جربت مزايا هذا النَّهج في حياتي اليومية. إنها تمكِّنني من الحُصُول على المزيدِ من المغامرات لأنَّني لا أشعر بالحاجة إلى محاولة تجنب الشُّعور بعدم الارتياح من المَشَاعر "السلبية". وهذا يجعل الحياة أكثر ثراءً. كما أنه يمكّنني من الاستفادة من حكمتي وسلطتي في كثير من الأحيان، حيث تقودني هذه الخطوات الخمس بعيدًا عن استجابة الهروب أو القتال (أو التجميد)!

المصدر