هذه السُّلوكيات الخمسة السامة تمنعك من الاستمتاع بالحياة

كم مرة وَقَعتَ في حبِّ أفكارِكَ السلبية؟ تشكُو وتلُوم نفسَكَ والآخرين على مِحنَتك؟

هذه السُّلوكيات الخمسة السامة تمنعك من الاستمتاع بالحياة

بمجرد أن ندخل في عقليةٍ سلبية، من الصَّعب جدًا الخروج منها. إنها شرِّيرة. نقضي وقتًا أطول في التفكير في الخطأ الذي حدث أكثر من فعل أيِّ شيءٍ لإصلاحه. نحن نفرط في التفكير. نشعُرُ بالقلق. نغرق في السلبية، ونقعُ في الفخ ونصبح عُميانًا عن كلّ شيءٍ آخر.

يبدأ مَسَارُ أفعالنا بمَوَاقفنا. لا تؤدِّي المواقف السلبية إلى إعاقةِ فُرصنا في النجاح فحسب، بل إنها تضرّ أيضًا بصحتنا العقلية واستقرارنا. الكلمات لها قوة. قلها، وستكون كذلك. صدقها، وستصبحُ كذلك.

فيما يلي أكثر 5 سلوكيات سامة شيوعًا تمنعُكَ من الاستمتاعِ بالحياة على أكملِ وجه. إذا تعلَّمت التعرف عليها وتجنّبها، فستجد نفسَكَ أكثر سعادة واستقرارًا عاطفيًا.

1- أنت تعيش في وهم من يجب أن تكون

لا يُمكنك تغييرُ الماضي. بغضِّ النظر عن مَدَى تفكيرِك في الأمر، فقد فاتَ الأوانُ بالفعل.

هناك أشياء كثيرة نتمنَّى لو فعَلنَاها أو قلناها في موقفٍ معيّن. من السَّهل جدًا الوقوع في حلقة، وتكرار هذا السيناريو وتخيُّل ما سيحدث إذا قلت أو فعلت الأشياء بشكلٍ مختلف. نجد أنفسنا نتحدث إلى صوتٍ وهمي في رُؤُوسنا ونعيد إحياء المواقف المجهدة أو المؤلمة، في محاولة لمعرفة سببِ السَّير في هذا الطريق. نسألُ أنفسنا ما الذي كان يجب علينا أن نفعله بشكلٍ مختلف؟ كيف يمكننا تغييرُ النتائج؟

"الأمس تاريخ، والغد سر، واليوم هبة من الله، ولهذا نسميها الحاضر."

لكن لا يوجد شيءٌ يمكننا فعله الآن لتغيير ذلك. لا يَسَعنا إلاَّ أن نأمل في أن نفعَلَ ما هو أفضل في المُستقبل. لا فائدة من العيشِ مرة أخرى في المحادثات مع الناس والندم على عدم قول كل ما أردناه. 

حاول التركيز على حاضرك. ماذا يمكنك أن تفعل الآن لتشعر بتحسُّن الآن؟ بدلاً من فقدانِ طاقتك في محاولة تغيير الماضي، ركِّز على ما يمكنك فعله الآن أو ما ستفعَلُهُ بعد ذلك.

إذا كان عقلك عنيدًا جدًا ويحاولُ إعادة إنشاءِ المحادثات، فَحَاول فعلَ شيءٍ لإلهائه. افعل شيئًا يتطلب انتباهَكَ الكامل حتى لا يكون لعقلك وقتًا للتفكير فيما كان يجب عليك فعله. جرِّب قراءة كتاب أو الجري أو تشغيل بعض الموسيقى. كل ما تستمتع به سوف يفي بالغَرَض. 

2- لا تأخذ استراحة لتشعر بتحسُّن

انت إنسان. من حقِّك أن تشعر بالحزن والمرض والغضبِ والانزعاج والكسل وخيبة الأمل. المشاعر السّلبية صحيحة. لكن إذا سمحت لها بالسَّيطرة على حياتك، فقد تثصبحُ خطرةً فعلًا.

أنا لا أقُول أن هناك دائمًا سببًا لأن تكون كسولًا، ولكن لا بأسَ من الإبطاء عندما تمرّ بأوقاتٍ عصيبة.

من المهمّ أن تأخذ استراحة من أي شيء أو أي شخص يجعلك تشعُرُ بالسوء. استرح، تخلص من السموم، انشط، وعُد أقوى.

3- تركِّز على عقلك وتنسى جسدك

أحد أكبر الأخطاء التي نرتكبُها عند التعامل مع المشاعر هو التركيز على أذهاننا أولاً وفقط. لكن لا توجد طريقة يمكننا من خلالها التمتع بعقلٍ سليم إذا لم نعتني بأجسادنا أولاً.

أجسادنا هي المعبد. إذا لم نعتزَّ بهيكلنا، فلن تستطيع أرواحنا أن تصفَى إلى أقصَى حدّ.

عامل جسمك كما تُعامل منزلك. اجعله نظيفًا وقويصا وآمنًا.

حافظ على نظام غذائي صحي. الغذاء هو وقُودُنا. تؤثِّر جودة الطعام الذي نتناوله تأثيراً مباشراً على أداء عقولنا وأجسامنا. لا بأس بتناول الوجبات السريعة من حينٍ لآخر، لكن لا تجعلها عادة. حاول تقليل تناول السُّكريات والدهون.

الرياضة. تكفي بضع دقائق كلّ يوم لتنشيط جسمك والحفاظ على عملِ التمثيل الغذائي. حاول الالتزام بممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل من 3 إلى 5 أيام في الأسبوع. لست بحاجةٍ إلى أن تكون رياضيًا، فقط حافظ على نشاطِ جِسمك.

التأمّل. ابحث عن مساحةٍ ووقتٍ لتطوير رُوتين للاسترخاء. 3 إلى 10 دقائق يوميًا تكفي لإيجاد التوازُن وتحرير الضَّغط.

4- أنت تحتفظ بتوقعات عالية للغاية عن نفسك

شيء واحد هو أن تكون طموحًا، وشيء آخر هو أن تكون مثاليًا وأن تسعَى بلا نهاية إلى الذَّات المثالية. الأول يدفعك للأمامِ نحوَ أهدافك، والثاني يمنعُك من تجربةِ أيِّ نجاح والاستمتاع به على الإطلاق، وهو الجانبُ المظلمُ منه.

نحتاجُ جميعًا إلى أن تكون لدينا توقُّعات عالية لأنفسنا وللآخرين. لكن احرِص على عدم التعايش باستمرارٍ مع تلك التوقعات العالية جدًا. الحياة أكثر تعقيدًا مما نتخيَّل، وهناك العديد من الأشياء التي لا يمكننا السَّيطرة عليها. في بعضِ الأحيان يتطلَّب الأمر القليل من الحظ الجيد، ولا يمكنُنا توقُّع كل شيء.

نحن بحاجةٍ إلى فهم حدودنا. خلاف ذلك، سوف نُدفَع، نُدفَع، نُدفَع حتى نتحطَّم. هذا هو الخطر. يمكن أن تؤدِّي التوقعات العالية للغاية إلى العملِ المفرط وزيادة القلقِ والتوتر والإرهاق.

نظرًا لأن لدينا توقعات كبيرة لأنفسنا، علينا أيضًا أن نكون مستعدين عقليًا وجسديًا للفشل وخيبة الأمل. نحن بحاجةٍ إلى قبول أنه ليس كلّ شيء تحتَ سيطرتنا وأنَّ الأُمُور في بعض الأحيان لن تسيرَ كما خطَّطنا.

لتجنب الإرهاق أو الاكتئاب من عدم تلبية توقعاتك، حاول تحديد أهدافٍ قابلة للتحقيق. إذا كنت تواجه صعوبة في تحديد حدودك، فاطلب النَّصيحة من شخص تثق به ويعرفُك جيدًا. ضع أهدافًا عالية ولكن واقعية، وكن دائمًا على استعدادٍ للفشل. إذا كان الفشل شيئًا تخافه، فقم بإعداد خطة (ب). سيعطيك هذا الشعور بالسَّيطرة الذي تحتاجُه.

5- أنت تعيد توقع عودة شيء ما

أنت لا تدين لأحد بأيِّ شيء. ولا أحد يدين لك بأيّ شيء في المقابل.

أعط، لأنك تريد. أعط، لأنه يجب عليك. أعط، لأنك تستمتع به. لكن لا تتوقَّع عودة أي شيء.

إذا كنت في كل مرة تقدم فيها نصيحة أو تحبّ أو تساعد، تتوقع الحُصُول على شيءٍ ما، فسوف ينتهي بك الأمر بالإحباط.

لتجنُّب توقع الحصول على شيءٍ ما، لا تعطي إلا عندما تجد هدفًا فيه. اعط لأنك تريد أن تتعلم شيئًا جديدًا. لا تعطي 100٪ في كل مرة، أعط بشكلٍ أصغر. امنح 30٪ واعرف ما إذا كان الأمرُ يستحقُّ العطاء.

إذا كنت تريد علاقةً صحيّة مع عملك أو عائلتك أو أصدقائك أو شخصٍ آخر مهمّ لك، فتوقف عن افتراضِ أنهم مدينُونَ لك بشيء. توقَّف عن قياس مقدار ما يقدِّمه لك الآخرون. توقف عن التنافس حول من يعطي أكثر. توقف عن أخذ الأشياء كأمرٍ مسلَّم به.

اعتزّ بكل شيء تحصل عليه، وكن ممتنًا فقط.

افكار اخيرة

الشيء الوحيد الذي يمنعك من السعادة هو أنت. يمكن أن تكُون مواقِفك ومُعتَقدَاتك الدافع أو العائق أمَامَ تحقيقِ أهدافك.

لا تدع هذه العادات الخمس السَّامة تعرقلُ هدفك في الحياة. يجبُ الاستمتاع بالحياة، على أكملِ وجه. يُمكنك العيش بشروطِك الخاصة. يمكنك تذوُّق الحياة على حقيقتها.

فقط امتلِك القُدرَة على تغيير الطَّريقة التي تَتَعاملُ بها مع الحياة. نعم، أنت فقط.