لأكُون صريحًا، عادةً ما أرتعشُ كلَّما رأيت مقالةً إنتاجيةً أخرى. لكن هذا يجعلني أنقُرُ على أي حال، ما المشكلة في ذلك؟
أعتقد أنه على الرَّغم من أنَّ ثقافتنا الحالية تتحرك بسرعةٍ كبيرة للغاية بحيثُ يتعذَّر على أي شخص منا مواكبة ذلك (إنه يجعلنا جميعًا مرضى!)، على الرغم من كل ثقافة الصخب السامة التي تسبِّب الإرهاق، علاوة على كلّ ذلك، نعلم جميعًا أننا ما زلنا نستطيعُ أن نكونَ مُنتجين.
هناك القليل من الصوت أو التنبيه بالداخل يدفعُنا جميعًا لمُواصلة العملِ نحو تحقيقِ بعض القيم أو الهدف الجدير الذي نضعُه في الاعتبار. الحقيقة هي أنَّ العمل شيءٌ جيد. إنه يجلب لنا الكثير من الإنجاز في الحياة. إدمان العمل يجلبُ الموت. لذا فإنَّ التمييز بينَ العمل وإدمان العملِ أمرٌ بالغ الأهمية.
قبل أن نتعمّق، هناك تحذيرٌ آخر. يحتاجُ أيّ شخص منتج أن يتعلّم أنه لا يوجد إنسانٌ خارقٌ بانفرادِه. هذا أمر بالغ الأهمية. قد تكون رائد أعمال منفردًا أو مالكًا لنشاط تجاري صغير، ولكن من المهمّ إنشاء مجموعة دعم أو مجموعة شبكات يمكنك من خلالِها النمو. مع أخذ ذلك في الاعتبار، إليك سبع نصائح جديدة حول كيفية عيش حياةٍ أكثر إنتاجية.
1- احصل على رؤية واضحةٍ لسبب وجودِ كل شيء، بما في ذلك نفسك.
تبدأ الإنتاجية الدائمة والشاملة برؤية واضحة. احمل قطعة من الورق في محفظتك بغَرَضِ تدوينِ سبب وجودك على هذه الأرض.
كلنا متعطِّشون لهذا الغرض. إنه متأصّل في حمضنا النووي، وهذا شَيءٌ جيد. دعُونا نواجه الأمر، العدمية ليست متعة. اكتشف النهاية التي من أجلها خلق الله العالم، والنهاية التي من أجلها خلقك الله.
إنَّ الحصول على رؤيةٍ واضحة لسببِ وجودك سيبقيك على المَسَار الصَّحيح.
2- تذكّر أننا جميعًا مبدعون.
بعد ذلك، ضع في اعتبارك أننا جميعًا مبدعون. لا يقتصر هذا على الفنان أو المبدع بيننا. لا، كبشر، نحن جميعًا مبدعُون.. المهندس يبني منزلا، الاقتصادي يقرأ الأسواق المالية، الطاهي يخبز كعكة، البواب ينظِّف الحمّام.
لكي تعيشَ حياة أكثر إنتاجية، ابحث عن متعةٍ هائلة في إبداعِ الأشياء.
لا تتجَاهَل التأثيراتِ الإبداعية الصَّغيرة التي تُحدثُها على الحياة كلّ يوم.
3- اكتشف الفرق بين الكسل والراحة.
من النصائح المهمَّة لعيش حياةٍ أكثر إرضاءً وإنتاجية هي اكتشافُ الفرق بين الكسل والراحة.
قد يبدو هذا توازنًا صعبًا ودقيقًا لتحقيقه فكريًا، لكنَّ الحيلة ليست المبالغة في التفكير في هذا الأمر.
أعتقد أنه حدسي، حيثُ تعرف في حدسك عندما تبدأ في التأرجح من "الراحة" إلى "الكسل".
في المرة القادمة التي تشارك فيها في نشاط ترفيهي، اسأل نفسك هذا: "هل أفعل هذا لإعادة شحن بطاريتي العقلية والبدنية، أو لأنني أشعُرُ بالملل أو أتجنَّب شيئًا أعلمُ أنني بحاجة إلى القيام به ؟ "
إنَّ اكتساب هذه الفطنة والوعي سيجعلُكَ في النهاية أكثرَ إنتاجية بطريقةٍ صحيَّة.
4- لا تترك الكمال يشلّك.
هذا فخّ مُميت نقع فيه جميعًا في وقتٍ أو آخر. أصبَحنَا مهوُوسين بالتخيل حول إكمال مشروعٍ ما إلى الكمال، لدرجة أننا صرفنا الكثير من الطَّاقة على تخيّلِنا المثالي. لذلك ينتهي بنا المطاف بالإرهاقِ الذِّهني بدون سبب.
اقرأ هذه الكلمات من أرنولد توينبي، المؤرخ البريطاني:
"كلّ عملٍ بشري غير كامل، لأنَّ الطبيعة البشرية كذلك، وهذا النقص الجَوهَري في الشؤون الإنسانية لا يُمكنُ التغلب عليه بالتسويف."
- أرنولد توينبي
التَّسويف هو أحد الآثار الجَانبية السيئة للكَمَالية. اخلط القليل من الخوفِ من الفشل وستحصُل على الوصفة المثالية للشلل، وهو عكس الإنتاجية الصحية.
فكيف لا تشلّ بالكمال؟ اصنع سلاَمك مع النُّقص والمحدُودِية. إقبله. وذكّر نفسك أنَّ مشروع غير كاملٍ أفضل من عدم وجود مشروع على الإطلاق.
اقرأ أيضا:
5 أسباب لتتوقف عن مطاردة "الكمال"
5- تصرَّف على الفور بمجرَّد أن تشعر أنَّ عقلَكَ مناسبٌ لاتخاذ الإجراءات.
تأتي الأفكارُ الجوهرية إلينا في أكثر الأوقاتِ غير المناسبة ... اكتبها! احمل معك دفتر ملاحظاتٍ لالتقاط أفكارك ليلاً أو طوال اليوم. قد يأتي مصدرُ إلهامنا لزيارَتنا في أي وقت.
إنَّ التعود على اتخاذ الإجراءاتِ بمجرَّد وُصُولك إلى نقطة خاتمة في عقلك سيؤتِي ثِماره. واحذر من الاستمرار في اجترار القرار في عقلك حتى تصاب بالشلل بسبب الكمال والخوف مرة أخرى.
في المرة التالية التي فكرت فيها بمسؤوليةٍ في مشكلةٍ ما، فكّر في الإيجابيات والسلبيات وربما طلب المشورة من صديق أو صديقين حكيمين، اتخذ إجراءً بعد ذلك. لا تؤجّله أكثر من ذلك. ستجلب هذه العادة المزيدَ من الإنتاجية إلى حياتِك.
"تصرف على الفور بمجرد أن ينضج عقلك بالبصيرة." - أرنولد توينبي
6- الضربات الصغيرة الثابتة بفأسٍ حاد جيد ستسقط بالتأكيد الأشجار الكبيرة جدًا.
نصيحَة الإنتاجية هذه مشجِّعة. إنها نصيحة تمسُّ الحاجة إليها في ثقافة الإشباع الفوري اليوم. كن على علم وتأكد من أنَّ الجهد المتَّسق مع مرور الوقت سيتضَاعف، ويحقِّق نتائج مذهلَة على المَدَى الطويل. الضّربات الصغيرة الثابتة ذات الفأس الحاد ستؤدي بالتأكيد إلى قطع الأشجار الكبيرة جدًا.
من الأهمية بمكان عند التعامل مع المَشَاريع الجديرة بالاهتمام، والمَشَاريع التي قد تُخيفك قليلاً، أن يكون لديك هذا التحوُّل في العقلية. ركِّز على العملية والعمل، وكن على ثقةٍ من أنَّ المردُود سيكون لا يصدق.
7- كن متحمسًا لما هو قادم.
أخيرًا، من أجل أن تعيشَ حياة أكثر إنتاجية بسهولة، كن متحمِّسًا لما ينتظرنا! انسَ ما يكمن خلفك، واضغط للأمام نحو هدفِك.
هذا تحول بسيطٌ آخر في العقلية يمكن أن يجعَلَك تمضي قدمًا نحو أهدافك.
حان الوقت لترك الماضي في الماضي، وترك المستقبل لأنه ليسَ موجودًا بعد. كلّ ما لدينا حقًا هو كيف نتصرَّف في الوقت الحاضر، من لحظة إلى أخرى. إنَّ التحمس للإمكانيات التي تنتظرنا سيُساعدك على أن تصبح أكثر مُرُونة وقابلية للتكيف وإيجابية بشكلٍ عام!
لذلك تذكر، لكي تعيش حياة أكثر إنتاجية وإرضاءً، ضع هذه المبادئ في الاعتبار:
اقرأ أيضاً:
سر الإنتاجية الصامت لا أحد يتحدث عنه
محول الأكوادإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء الإبتسامات