هكذا يؤدي النظر إلى الآخرين بازدراء إلى تدمير ثقتك بنفسك

هل سبَقَ لك أن وَجدتَ نفسَكَ تفكِّر في أنك فوقَ الآخرين؟ هل تميلُ إلى الاعتقاد بأنَّ الآخرين أسوأ منك أو تجد خطأ في الأشخاصِ من حولك؟ إنه خطأ فادح! يمكن أن يؤدي النظر باستخفافٍ إلى الآخرين إلى تدمير قيمتك الذاتية.

يؤدي النظر إلى الآخرين بازدراء إلى تدمير ثقتك بنفسك

إذا كنت تفكّر هكذا، فأنت، للأسف، تقتُلُ احترامَكَ لذاتك! ولكن كيف؟

فيما يلي خمس طرق يدمّر بها النظر باستخفاف للآخرين ثقتك بنفسك:

1- لا تركز على نفسك

التركيزُ على النظر إلى الآخرين بازدراءٍ يعني أيضًا أنَّ انتباهك ينصبُّ على الآخرين بشكلٍ عام. يمكن أن يتسبَّب ذلك بسهولة في فقدانِ أيّ شخص الاتصال بمن هو.

أن تكون واثقًا أفضل من أن تكون أنانيًا قليلًا عن نفسك. يعني ذلك قضاء الوقت في التركيز على هويتك، وإدراك نقاطِ قوتك وضعفك، وجعل نفسِك تشعُرُ بالرِّضا عن نفسك وبشكل عام. لا يمكنك فعل ذلك إذا كان انتباهك مشغولًا جدًا بالتركيز على الآخرين بشكل عشوائي.

2- تحصُلُ على نظرة منحرفة للآخرين

لا تعدّ المقارنة الاجتماعية شيئًا سلبيًا بطبيعتها إذا كنت تفعلُها بشكلٍ صحيح. إنَّ تعلم تدوين الملاحظات بشكلٍ معقول عما تقدره أو تحترمه في الآخرين يمكن أن يُلهِمك للقيام بعمل أفضل والتغيير بشكلٍ إيجابي.

بالطبع، المشكلة هي أنَّ النظر إلى الآخرين باحتقار ليس الطريقة "الصحيحة" للقيام بذلك. هذا يعني أنك لا تجد سوى الخطأ في الأشخاص الآخرين، ولا يمكنك التعلم مما لا يعجبك فيهم.

كثير من الناس الذين يسعَونَ إلى المُقارنة الاجتماعية يتعامَلُون معها بهذه الطريقة أو بطريقة سامَّة، ويسعون فقط للحصول على تعزيزاتِ احترام الذات. المشكلة في ذلك أنهم يفعلون ذلك عن طريق التشويه لاكتساب تفكير إيجابي غير أصيل. هذا يعني أنهم:

- يقُومون بإجراء مقارناتٍ اجتماعية تصاعدية، حيث ينظرون إلى الآخرين، لتبرير أدائهم الضعيف: "إنهم أفضل كثيرًا في هذا مني لأنهم كانوا يتدربون لسنوات، فبالطبع، أنا لا أفعل ذلك جيدًا ! "

- يقثومون بإجراء مقارناتٍ اجتماعية نزولية، حيث ينظرون إلى الآخرين "باحتقار"، ليشعروا بأنفسهم أفضل: "أنا لا أفعل ذلك بشكلٍ سيء في الواقع، انظر إليه - إنه أسوأ مني بكثير!"

- تجنَّب تمامًا إجراء أيّ مقارنات أو إجراء أنواعٍ معيَّنة من المقارنات.."أيا كان من يهتم بما أفعله، فلا يهمّني حتى!"

هذا شكلٌ من أشكال الإنكار النفسي. إنه يحرف الواقع لصَالحك ولكنه يجعلُك تعتمدُ على هذا الانحراف، ويشكل دوامة هابِطة شريرة. تبدأ في الحاجة إلى هذه المقارنات المتحيّزة لتشعر بالرضا عن نفسك، لأنك لم تحاول العثور على الثقة بطرق أكثر إنتاجية.

3- أنت تحدِّد نفسك وفقًا لمعايير الآخرين

معايير الناس الآخرين خاصَّة بهم. عندما تنظُرُ إلى الآخرين بازدراء، فأنت تقُوم بأعمال المقارنة، لكن هذه المقارنة تعني أنك تركِّز على كيفية تصرفهم لأنفسهم. قد لا يبدو الأمر كذلك، لكنَّك تربطُ معاييرهم بمعاييرك.

خذ على سبل المثال وسائل التواصل الاجتماعي. تكشف معظم الدراسات أنَّ رؤية شخص ما يقوم بعمل جيد أو يحقِّق شيئًا ما على وسائل التواصل الاجتماعي غالبًا ما يقلل من احترام الذات والتفكير الإيجابي، حتى لو كنت تشعر أيضًا بالسعادة لهذا الشخص. لذلك عندما ترى شخصًا يعمل بشكل جيد على وسائل التواصل الاجتماعي وتنظر إليه باحتقار، فمن السهل جدًا الوقوع في هذا الفخِّ.

4- لا تقبل نفسك

في حين أنه من الجيّد والصحّي اتخاذ قراراتٍ بشأن من تريد قضاء وقتك معه ومن لا تريده، إلا أنَّ هناك حدًا يجب رسمه في تحديد ما إذا كان شخص ما "جديرًا". في كثير من الأحيان، تكون هذه الأنواع من الأفكار والإخفاقات بمثابةِ إسقاطٍ لمشكلتك في قبول نفسك.

قبُول الذات هو مفتاحُ الثقة بالنفس. لا يهم إذا كنت تقبل الآخرين أم لا - كل ما عليك أن تكون في سلامٍ مع نفسك ومن أنت.

5- أنت لا تفكر في ما الذي يجعلك من أنت

تأتي الثِّقة بالنفس الحقيقية من القُدرَة على حبِّ جميعِ أجزائك وقبولِها على حقيقتِها. إذا كنت تحطّ من قدرِ الآخرين، فإنك تنسى أن لديهم عواملهم الخاصة التي تجعلُهُم ما هم عليه، تمامًا كما تفعل أنت. لسوء الحظ، غالبًا ما يعني هذا أيضًا أنك لا تفكر فيما يجعلك فريدًا! على سبيل المثال:

كيف تتوقف عن النظر إلى الآخرين بأربع طرق:

1- استخدِم التعاطف وليس الحكم

إهانة الآخرين يعني الحُكمَ عليهم. ليس من غيرِ المألُوف أن يكون حكم شخص ما تلقائيًا أو استجابةً سريعة. صحيح أنه في كثير من الحالات، يجب تعلّم القدرة على التعاطف الإيجابي إذا لم تكن موجودة وراثيًا منذ البداية. ولكن ليسَ هناك وقت أفضل من الآن لبدء التعلم!

مفتاح ذلك هو إدراك أنك لا تعرف قصّة شخص ما. أنت لا تعرف ما الذي يمرُّ به، أو ما يشعُرُ، أو ما يعتقده عندما فعل شيئًا غريبًا أو غير عادي. تحتاجُ إلى استبدال تلك الأفكار بأفكارٍ أخرى عن طريق اللحاق بالأحكام وإيقافها. فيما يلي بعض الأمثلة على عبارات الاستبدال التعاطفي:

التعاطف: "قد يمرون بمرحلة صعبَة، أو ربما يعانون من حالة طبية، أو ربما لا ينصب تركيزهم الرئيسي على أنفُسهم في الوقت الحالي. "

التعاطف: "تختلف سرعات وأنماط التعلُّم لدى الأشخاصِ المختلفين. ربما لم يتمّ شرح ذلك لهم بطريقةٍ يفهمونها! يجب أن أتحدث معهم عن هذا ".

2- تحفيز الآخرين

بدلًا من البحث عن أسبابٍ للسُّخرية من الآخرين، ابحث عن أسبابٍ تدفعُك للآخرين. بعبارة أخرى، ابحث عن الخير في الناس! ابحث عن الأشياء التي تُعجبك فيهم والتي تعتبر إيجابية عنهم، ثم استخدم هذا كمصدر إلهامٍ لدفع نفسِك إلى الأمَام. ستجد أنك تعيشُ حياة أكثر إشراقًا عندما يكون لديك هذا المنظُور، وهذه علامة على تقديرِ الذات العالي. على سبيل المثال:

- قم بتدوين المهارات القيادية لمديرك، الذي عادة ما تنظر إليه بازدراء لكونه صارمًا.

- امدح أفضل صفات صديقك واطلب التعلّم منه بدلاً من الاستهزاء بنقاط ضعفه.

3- توقف عن اعتبار الاختلافات أشياء سيئة

الناس مختلفون وفريدون. العالم مليء بأفراد ليسُوا مثلك. هذه مجرد حقيقَة من حقائِق الحياة، ولا يعني ذلك أنهم أفضل منك أو أسوأ منك أو حتى يتطلب الأمر المقارنة معك.

التنوع شيءٌ جميل، وسيكون العالم مملًا بشكلٍ رهيب إذا كان الجميع متشابهين. حاول تعلم واستيعاب هذه الحقائق:

* ما يصلح لشخص ما لن يصلح لشخص آخر.

* يستجيب الناس للأحداث والظروف بطرق مختلفة.

* عدم القدرة على فهم وجهة نظرٍ شخص ما لا يجعل وجهة النظر هذه سيئة.

* التفرد ليس هجومًا شخصيًا عليك.

* الاختلافات ليسَت علامة على وُجُود خطأ ما.

4- كن لطيفا مع نفسك

في نهاية اليوم، غالبًا ما تكون الطريقة التي تتحدَّث بها عنِ الآخرين وتنظُرُ إليهم بمثابة إسقاطٍ لكيفية التحدث عن نفسك ونظرتِك إليها. لذلك إذا وجدت نفسك دائمًا تحطُّ من قدر الآخرين، فمن المُحتَمَل أنك تحطُّ من قدر نفسك - وتستحقّ أفضل من ذلك!

تعلم أنَّ تعيد تَركيزَ الطريقة التي ترَى بها نفسك والآخرين في نفس الوقت من خلال أن تكون أكثر تعاطُفًا مع نفسك. غيّر طريقة تفكيرك وتحدَّث عن نفسك. وهنا بعض الأمثلة:

-التفكِير السلبي: "قد أكون مروعًا في هذا، لكن على الأقل هم أسوأ مني."

* إعادة التركيز على التفكير: "لدي نصيبي العادل من العيوب ونقاط الضعف، وكذلك هم. لدينا أيضًا نقاط قوتنا حيث يمكننا أن نتألق! "

- التفكير السّلبي: "أنا شخص كسول. لحسن الحظّ، ما زلت أقوم بعمل أكثر منهم ".

* إعادة التركيز على التفكير: "لقد كنتُ أعاني من صُعُوبة مع هذه المهام وأحتاجُ إلى معرفة السبب وراءَ ذلك. هل أنا مُرتبك؟ هل أحتاج إلى استراحة؟ ربما هك كذلك أيضًا!"