ألغاز كلّ يوم التي تُواجهك: متعة أم مَصَادر للقَلَق؟

 أثارت خُطُوط الضوء التي تمرّ عبر السحب أعلاه إحساسًا كبيرًا بالرَّهبة بداخِلي. ثم، بعد هذا الشعور الأولي، بدأ التفكيرُ العميق. ماذا وراء الغيوم؟ ما هو شكلُ النّظام الشمسي حقا؟ هل السّماء هناك بالفعل؟ هذه بعض الألغاز الضخمة التي يمكن أن تسبِّب القلق لمن يشعر منا بالحَاجَة إلى المَعرفة.

ألغاز كلّ يوم: متعة أم مَصَادر للقَلَق؟

هناك باحثون كرَّسوا حياتهم كلها لكشفِ مثل هذه الألغاز. لم يقدموا بعد أدلّة كافية لإقناع الجماهير. لذا، تستمر الألغاز.

في بعضِ الأحيان تتطوَّر الألغاز بطريقةٍ مُمتعة. إنَّها تجعلُنا نقول هممم ... ونطردُها أو ننظر إليها عندما يكون لدينا الوقت. لكن بالنِّسبة للبعض منا، فإنها تؤدِّي إلى حاجةٍ ملحَّة (وغالبًا ما تكون غير ضرورية) إلى المعرفة. تدفعثنا إلى استهلاكِ المعلومات في محاولات لا هوادة فيها لحلِّ اللّغز في أذهاننا.

حاجتي إلى معرفة

في معظم الحالات، لدي حاجة ماسَّة للمعرفة. على سبيل المثال، أرسل لي صديق أمس رسالة نصية حول السفر إلى إحدى البلدان المفضّلة لدي. لقد كشفت عن حقيقة تاريخية لم أكن على علم بها تمامًا. على الرغم من أنني كنت في منتصف مشروع عمل، بدأتُ في البحث.

يعلمُ الجميع في حياتي أنَّني أحد الأشخاص الذين يحتاجُون إلى المَعرفَة. في بعضِ الأحيان، لن يكون للمعلومات التي أطلبها أيّ تأثير على قراراتِي وأفعالي. أشعُرُ فقط بالحاجة إلى المعرفة بمجرد أن يظهر لي شيءٌ ما على أنه لغز - شيء لا أعرف إجابته.

المشكلُ أنّ الألغاز باقية في ذهني حتى بعد حلّها. أحيانًا أستمرّ في التفكير في وجهات نظر متعدّدة وأحاول أحيانًا معرفة كيف فاتتني المعلومات في المقام الأول. هل تشعر بهذه الطريقة عندما يظهر شيء ما على أنه لغزٌ في ذهنك؟

السيناريو أعلاه لديه حلٌّ سريع جدا. كانت هناك حقائقُ تاريخِية يمكنني البحث عنها في فترةٍ زمنية قصيرة نسبيًا. مثل معظم الأحداث، هناك جوانبُ عديدة للقصة. كانت الحسابات من وجهاتِ نظر مختلفة إلى حدٍّ كبير متاحة بعد أن تجاوزت العناصِر الأولى في بحثي. كان هناك الكثير من المعلومات لوضع هذا اللغز في ذهني.

ماذا لو لم نكن نعرف؟

هناك العديد من المواضيع التي لا تزال لغزًا للجميع تقريبًا. علينا أن نقبَلَ عدم معرفة كل شيء ببعض الموضوعات مثل النظام الشمسي، والسماء، والأوبئة، واللقاحات. يمكننا أن نجدَ كمية هائِلة من المعلومات. يمكننا العثور على معلوماتٍ من مََصادر موثوقة ومن مصادر غير موثوقة تقدم معلوماتٍ متناقضة.

لهذه الأسباب، علينا أن نجد طريقة لنكون على ما يرام مع هذه الأنواع من الألغازِ العالقة في أذهاننا دون حلّ. حتى لو بحثنا على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، فغالبًا ما تظل لدينا أسئلة. الحلّ هو عدم الاستسلام بالكامِل وعدم المعرفة. من المفيد رسم خط لحماية صحتنا العقلية وإنتاجيتنا العامَّة مما يمكن أن يصبح هاجسًا غير صحي لحلِّ مثل هذه الألغاز.

خدمة احتياجاتنا

إنَّ امتلاك عقلٍ فضولي يمكن أن يخدمنا جيدًا في نواحٍ كثيرة. لكن الأسئلة العالِقة المحيطة بالغموض يمكن أن تقدِّم نفسها على أنها قلقٌ في بعضِ الأحيان. يمكنها أيضًا أن تقُودَنا أحيانًا إلى الشعور بالإرهاق لأننا نضغط على أنفسنا لمعرفةِ هذه الأشياء. بعبارةٍ أخرى، لا تخدمنا الحاجة إلى المعرفة جيدًا دائمًا.

7 نصائح حول "الحاجة إلى معرفة" لأشخاص مثلي

فيما يلي بعض الاقتراحات للجلوس بشكلٍ مريح مع عقل هادئ إلى حدٍّ ما حتى عندما تكون هناك ألغازٌ لم يتمّ حلها تحاول التذمر منا والتنافس على انتباهنا.

1- كن على علم بالأفكار التي لديك. حدِّد ما تفكر فيه، عندما تفكّر فيه، وكيف تجعلنا الأفكار نشعر أو نتصرف. يمكن أن يساعدنا هذا الوعي في إدارة أفكارِنا بشكلٍ أفضل.

2- نقدر قوة عقولنا ونشكرها لكونها فضولية للغاية. إنها تّخدمنا جيدًا في نواحٍ كثيرة. اعترف حتى ببعض الطُّرق المحددة.

3- عزز التفكير الإيجابي حول الألغازِ من خلال التأكيد على أننا سنعرفُ كلّ ما نحتاج إلى معرفته ويمكننا اكتشافُ المزيد عندما نحتاجُ إلى ذلك.

يمكننا أن نمنَحَ أنفسنا وقتًا محددًا للنظر في أمرٍ يُزعجنا حتى لا يتم مقاطعتنا في الوقت الحالي.

4- نذكر أنفسنا أنه عندما نشعر بالارتباك، يمكننا أن نقع في أنماط التحيّز التأكيدي. ثم ننتبه فقط للحقائق والتفاصيل التي تؤكد ما نعتقد بالفعلِ أنه صحيح. يجب أن نجري بحثنا بعقلٍ هادئ حتى نكون أكثر موضوعية.

5- قيم الحاجة إلى المعرفة. هل نحتاج حقًا إلى معرفة المزيد لإبلاغ قراراتنا وأفعالنا أم أننا نريد فقط أن نعرف؟ يمكن أن يؤدي اتخاذ هذا القرار إلى تقليل الإلحاح الذي يثير القلق حول لغز معين.

6- أكد أنَّ كلّ شيء على ما يرام، حتى بدون معرفة شيء ما بشكلٍ صحيح في هذه اللَّحظة (وربما حتى أبدًا ... أعلم أن هذا امتداد للبعض منا).

7- أكد أنك تعرف الكثير ولا أحد يعرف كلّ شيء. هذا يترُكُ عُقُولنا ترتاح.