3 أسباب رئيسية بأن السعادة ليست الهدف الصحيح

لقد توصّل المُجتمع إلى وصفة للسّعادة مقبولة بشكلٍ عام. تتضمّن الصيغة الحُصُول على المال (كلما كان ذلك أفضل)، والجمال، والشهرة، وأماكن لطيفة للذّهاب إليها، وأشياء ممتعة للقيام بها، وتقدير، وأشياء للتباهي. القائمة لا حصر لها.

السعادة

ولأنَّ القائمة لا تنتهي، فإنَّ السَّعادة هدفٌ متحرك يجعلُنا مشغُولين دائمًا. بغضِّ النظر عن مقدار الأموال أو الدرجات العلمية أو المساعدين أو الأدوات التي يمتلكها الأشخاص، فإنَّ الإجابة المفضَّلة لدى الجميع على السؤال "كيف حالك؟" يبدو أنه "أوه، مشغولٌ جدًا"، أليس كذلك؟ و "مشغول" لا تنطق أبدًا بنبرة صوت تقول "سعيد".

نحن نكرِّس حياتنا الثّمينة لمطاردة شيءٍ من شأنه أن يُراوغَنا دائمًا، ولكن لا نقضِي وقتًا كافيًا في التفكير في الصّورة الكبيرة، حقيقة أننا كبشر مخلوقاتٌ معقَّدة وأنَّ تلبية احتياجاتِنا المادية أسهل بكثير من تلبيةِ احتياجاتنا الرّوحية.

إنَّ أرواحنا تتوق إلى ما هو أكثر بكثير من السعادة. نحن نتوق إلى المعنى والغرض والتماسك. السعي وراء السعادة لن يفي بهذا الشَّوق. فيما يلي بعض الأسبابِ التي تجعلُ من المهم تأطير السعادة في ضوء حاجة الإنسانِ إلى الغرض.

1- السعي وراء السعادة يحدّ الأفكار.

لقد توصلت إلى اعتبارِ مُلاحَظة الوالدين الشائعة "أريد فقط أن يكون طفلي سعيدًا" على أنها لا معنى لها. بصفتي أحد الوالدين، كنت أقول ذلك أيضًا.

ولكن بعد ذلك يبدأُ أطفالنا في الانحراف (ودائمًا ما ينحرفُون) عن المَسَار الذي توقّعنا منهم أن يسلُكُوه ونلقي بالقناعة خارِج النافذة. سواء كانوا ينحرفون عن الاختيار (لأنهم يريدون أن يكونوا نحاتين، على سبيل المثال) أو بدافِع الضَّرورة (مثل عندما يكون لديهم احتياجاتٌ خاصة)، فإنَّنا نجد أنفسنا نبذُلُ قصارى جهدنا لجعلهم يصحِّحون المسار.

لا نحاول جاهدًا تقييد حياة أطفالنا لتتوافق مع الوصفة الثابتة للسعادة، بل نفعلُ ذلك لأنفسنا أيضًا.

نظرًا لأن وجهة السعادة ثابتة في أذهاننا، فإنَّنا لا نفكّر بشكل كافٍ في كيفية تفاعلنا مع ما يحدث لنا بالفعل - والكثير منه خارج عن إرادتنا - أو على مُثُل مستقلة عن الإنجاز.

هل أفكارك مدفُوعة بالسعي وراء مُعادلة سعادة خارجة عن إرادتك إلى حدٍّ كبير؟ إذا كان الأمر كذلك، فسوف تشعُرُ بخيبةِ أمل.

2- السعي وراء سعادتنا الفردية يمكن أن يؤدّي إلى الأنانية.

نظرًا لأننا نفرط في التركيز على الإنجازاتِ المُترَاكمة، فإنَّنا غالبًا ما نضحّي بقيمنا - أي إذا كنا قد أمضينا وقتًا في تحديدها.

نميل إلى أن نصبح أنانيين.

الأنَانية هي نقيضُ السَّعادة. كما قال الدالاي لاما، "إذا كنت تريد أن يكُون الآخرون سُعَدَاء، فعليكَ أن تتَعاطَف. إذا كنت تريد أن تكُون سعيدا، مارِس الرَّحمة.

كيف يُمكننا إعطاء الأولوية للتَّعاطف والحبِّ والخدمة عندما نكون مُنشَغلِين بالسّعي وراء صيغةٍ معيّنة للسعادة؟

3- التركيز على السَّعادة يجعلُ الحياةَ ضَحلة.

التركيز على السَّعادة يمنعُنا من إيجاد - أو على الأقلّ من السّعي الجاد - بعض المعاني أو الحقيقة في وجودنا البشري المعقّد وفي المجتمع البشري.

يقول جون (المعروف أيضًا باسم سافاج) في تُحفة عالمٍ جديد شُجاع من تأليف ألدوس هكسلي عام 1932، "أفضل أن أكون غير سعيد على أن يكون لدي نوع من السعادة الكاذبة التي أعيشها هنا". في عالم هكسلي المرير ، كان جميع المواطنين سعداء بشكل مصطنع وسطحي من خلال المخدرات والترفيه.

يفهم جون أنَّ التَّعاسة لا تقلّ أهمية عن السّعادة. في رواية برادبري، تمنعُ السَّيطرة على المعرفة الناسَ من طرحِ الأسئلةِ على أنفسِهم، بينما تقصر وسائل الإعلام مدى انتباههم وتهدئهم في شعورٍ ضحلٍ بالسَّعادة.

إنَّ البحث عن المعرفة والحقيقة، مهما كان مؤلمًا، لا ينبغي أبدًا لومه باسم السَّعادة. البشر لديهم إمكاناتٌ عاطفية أكبر من هذه السَّعادة الضحلة.

الأمرُ ليس بهذه البساطة، إنها رحلة الحياة. ويزدادُ الأمر تعقيدًا مع تقدُّمنا ​​في العمر ونبدأ في قياسِ أنفسنا باستمرار ضدّ الآخرين.

المصدر