7 عادات يومية لتطوير الذكاء العاطفي

لماذا تريدُ تنمية الذَّكاء العاطفي؟ ربما يكون ذلك لأنك تريد أن تكون متحكمًا حقيقيًا في حياتك. بعد كلّ شيء، نحن نتحكم في ثلاثة أشياء فقط في الحياة: أفكارنا وسلوكياتنا ومَشَاعرنا.

7 عادات يومية لتطوير الذكاء العاطفي

أهمّ هذه الثلاثة هي مشاعرُنا لأنها تحرك أفكارَنَا وسلوكياتنا. في الواقع، حوالي 80٪ أو أكثر من قراراتِنا وأفعالِنا تأتي من مشاعرنا وعواطفنا. ومع ذلك، فإنَّ مَشَاعرنا هي أيضًا الجزءُ الأصعَبُ بالنِّسبة لنا للتحكم فيه نظرًا لأنّ لدينا أقلّ تأثير مباشر على عواطِفِنا.

يتطلّب التحكّم في عواطفك تطوير ذكائِك العَاطفي وتسخيره، وهو القدرة على إدراك مشاعرك ثم إدارة تلك المشاعر. 

من خلالِ اتباع العادات اليومِية الموضَّحة في هذه المقالة، والتي تستنِدُ جميعها إلى البحث في علم الأعصاب وعلم النفس، ستطوِّر مهارات الذكاء العاطفي وتحكم بشكل أفضل في نفسك وحياتك.

1- تأخير إظهار المشاعر

هل سبَقَ لك أن تفاعلت بتهوُّر خلال موقفٍ متوتر وتمنّيت لاحقًا أن تعود بالزمن للوراء؟ ماذا عن النّدم على شيءٍ قلته في خضمّ لحظة؟ سواءً كانت ردُودُ الفعل الاندِفاعية هذه نادرةُ الحدوث أو شيئًا ما يحدُثُ لك طوال الوقت، فهناك الكثير من المزايا لتكون قادرًا على تأخير إظهارِ مشاعرك.

لكن أولاً، لنتحدث عن كيفية عملِ عقولنا ونظام التفكير لدينا. يتوافقُ نظام الطيار الآلي مع عواطفنا وحدسنا، بينما يعكس النِّظام المتعمد تفكيرنا العقلاني.

نظرًا لأنَّ نظامنا المتعمد بطيء، فإنَّ تنشيطَهُ يستغرقُ وقتًا والتفكير في نوعِ الأخطاء التي يمكن أن يرتَكبَها نظام الطيار الآلي. لمُعَالجة هذا الأمر، تحتاجُ إلى تطوير عادة يومية تتمثّل في العد حتى 10 قبل اتباع السلوكيات والقرارات التي تحرِّكها المشاعر. سيَسمَحُ هذا لنظامك المتعمّد بالتشغيل والتعامل مع مشاعرك قبل إظهارِ مَشَاعرك.

ببساطة فهم كيفية عمل هذين النظامين وأخذ بعضِ الوقت قبل التفاعل سيسمَحُ لك بأن تكون أكثر تحكمًا في عواطفك.

2- الكتابة اليومية

تدوينُ أفكارك ومَشَاعرك بانتظام مفيد لتنميةِ الذَّكاء العاطفي. تدوين اليوميات هو أيضًا فعل رعاية ذاتية يعزِّز الإبداع والوعي بالذات. أظهَرَت الأبحاث أيضًا أنَّ المطالبات اليومية أو الأسئلة الإرشادية البَسِيطة لمساعدتك على البدء مفيدة لتحفيز التفكير.

بينما لا توجد قواعد دقيقة لتدوين اليوميات، اجعل من المعتاد القيام بذلك يوميًا. قم بتطوير نشاط يوميات صباحي أو مسائي يتضمّن ثلاث عادات تتعلق بالذكاء العاطفي:

- تدوين يوميات عن نفسك ومشاعرك في الوقت الحالي.
- تدوين ما تعلمته عن مشاعرك خلال اليوم الماضي.
- تدوين اليوميات حول المكان الذي ترغبُ في التركيز عليه في تطوير ذكائِك العاطفي، بما في ذلك القدرة على معرفة وإدارة مشاعرك بمرور الوقت.


التأمُّل هو طريقة أخرى لتحسين الذكاء العاطفي. بينما يميلُ مُعظم الناس إلى ربط التأمل بالروحانية، يمكن للتأمل بناء مساراتٍ عصبية جديدة، والتي قد تُساعد في إدارة التوتر والعواطف. 

على وجه الخُصُوص، يمكن أن يُساعِد التأمل أيضًا الأشخاص الذين يُعانون من المعايير التقليدية حول العواطف وصعوبة التعبير عن مشاعرهم. أظهرت الدراسات أن التأمل ساعد الرجال على الانخراط في مشاعرهم بشكل بنّاء.

أوصي بتطوير هاتين العادات اليومية للتأمل:

1- ما لا يقلُّ عن 10 دقائق من تأمّل زازن (العقل الفارغ) - يهدف هذا النوع من التأمل إلى تصفية الذهن وتهدِئته. للقيامِ بذلك، ادخُل في وضع الجلوس القرفصاء. بعد ذلك، تنفّس، أفرغ عقلك، وحاول ألاَّ تفكّر في أيّ شيء. سيساعدك زازن Zazen على بناء الانتباه والتركيز، والذي يمكنُك استخدامه بعد ذلك لجذبِ المزيد من الاهتمام لمشاعرك.

2- لا يقلُّ عن 5 دقائق من التأمُّل المحبّ واللطف - سيُساعِد هذا النَّوع من التأمُّل في إدارة مشاعرك تجاه الآخرين ويجعلُ هذه المشاعر أكثر ثراءً وإيجابية. من خلالِ ممارسة هذا، يمكنك تقوية علاقتِك ومشاعر اللطف تجاه أحبَّائك وحتى معارفك. يمكن القيام بذلك من خلال تخيُّل الأشخاص الموجودين في حياتك، والتركيز على هؤلاء الأشخاص، والتفكير في أنَّ هؤلاء الأشخاص يُرسِلون ويتلقَّونَ الحب والعطف منك.

اقرأ أيضا:

4- الصلاة

ربما تكون قد سمِعتَ عن فوائدها الصحّية العديدة، لكن دعني أوضِّح كيف لها تأثيرٌ كبير على الذّكاء العاطفي. تعلمك الصلاة أن تكون حاضرًا ويحثك على أن تصبح مدركًا لذاتك، مما يتيح لك التعرف على مشاعرك بسهولةٍ أكبر. هذا يترجم أيضًا إلى إدراك الجسم والقدرة على إدارة جسمك.

غالبًا ما تظهر العواطف جسديًا، لذا سيساعدك وعي الجسد على أن تكون أكثر وعيًا بمشاعرك، وتكون قادرًا على التمييز بين هذه المشاعر، والتحكم فيها بشكل أفضل.  

غالبًا ما تقودنا عواطفنا إلى الاتجاه الخاطئ بسببِ البُقعِ الذِّهنية التي تسمَّى التحيّزات المعرفية. هذه أخطاء خطيرة في الحكم يمكنُ أن تَجعلَك تتَّخذ قرارات سيِّئة في حياتك الشخصية والمهنية.

أنت بحاجة إلى تجاوز هذه النقاط العمياء المزعجة من خلال تقييم ومعرفة أي منها مناسب لك. 

5- العلاقة مع الآخرين

بينما ستسمَح لك العادات الخمس الأولى في هذه القائمة بالتفكير والتقييم داخليًا، يجب أيضًا أن تفكِّر بنفس القدر في كيفية ارتباطك بالناس.

لإدارة مشاعرك بشكلٍ أفضل، امتلِك عادة يومية لتقييم مشاعرك عندما تتفاعل مع أشخاص آخرين. توقف مؤقتًا وفكّر وحدّد ما يُمكنك معرفته عن نفسك أثناء هذه التَّفاعلات. 

بتجهيزك بالمَعلُومات التي تعلَّمتها عن نفسك، خطِّط لكيفية تفاعُلك مع الآخرين في المستقبل. تذكَّر أن تستمرّ في تأخير إظهار مشاعِرِك للآخرين، خاصّة في البداية، لتتعلَّم كيفية إدارة نفسِك بشكلٍ جيد.


كثير من الناس يستمعونَ دون سماع ما يقال. هذا ينطبقُ بشكلٍ خاص على العديد من الحجج عندما يتبنّى الناس موقفًا قتاليًا ويقضون وقتهم في صياغة استجابة في أذهانهم بدلاً من الاستماعِ حقًا إلى الشَّخص الآخر.

بدون مهارات الاستماع الصَّحيحة، لا يمكن تكوين أو توظيف ذكاء عاطفي، وستظلّ معظم النزاعات دون حل.

عند التحدُّث مع الآخرين، استمع بنشاط بدلاً من مجرد فكرة لاحقة أو كطريقة لتمضية الوقت حتى يحين دورُك في الكلام. بدلاً من ذلك، استمع للتأكد من أن لديك فهمًا جيدًا لما يتم مناقشته.

عند حلّ الخلاف، يساعدك الاستماع النشط على تحديد كيف يُمكنك المُسَاهمة في حل المشكلة. هذا لأنه يمنحُك الوقت لتوضيح أيّ نقاط محيّرة بالإضافة إلى توظيف ذكائك العاطفي لمساعدتك على التوصّل إلى استجابةٍ مناسبة.

7- استخدم أسلوب اتصال حازم وتعاوني

بينما يمكن ممارسة كل عادة على حدة مع نتائِج جيِّدة، إلا أنني أقوم بتجميع هذه القائمة من خلال تسليط الضوء على أهمية طريقة حازمة وتعاونية للتَّواصل. هذا لأن العادات الستّ الأولى تعمل جميعها بانسجام لتسمح لك بأن تكون أكثر حزمًا ومباشرة.

ضع في اعتبارك كلّ ما تعلمته عن نفسك، وتحيّزاتك، وكيف تتفاعلُ مع الآخرين. بعد ذلك، قم بتطوير عادة الحزم - وليس العدوانية - وأن تكون أكثر مباشرة عند التواصل. يتيحُ لك ذلك التعبير عن آرائِك بشكلٍ أوضح، وبالتالي تشجيعُ الآخرين على التواصل معك بوضوح أيضًا.


فكرة أخيرة: بغضِّ النظر عن أسباب رغبتك في صقل ذكائك العاطفي، فأنت ستستفيد فقط من المحاولة.

إنّ تبني هذه العادات اليومية هو مفتاح تطوير الذكاء العاطفي، وهو بوابتك للسيطرة الحقيقية على حياتِك.

اقرأ أيضا: