كيف تتوقف عن الهروب من المشاكل الصعبة في الحياة

يُمكن أن يكُون العالم بالتأكيد مَكانًا صَعبًا. تتحرّك الأشياء بوتيرةٍ أسرَع من أيّ وقت مضَى ويبدو أنّ المشاكل تنشأُ من أيّ مكان.

كيف تتوقف عن الهروب من المشاكل الصعبة في الحياة



نحن نخُوض الكثير من المَعارك كلّ يوم، ويمكن أن يكون من السّهل جدًا التغلّب عليها. يمكن لهذه المشاعِر أن تجعَل الشّخص يهرب من المشاكِل التي يواجهُها.

للأسَف، إذا حاولت باستمرار القيام بذلك، فسوف تضيِّع حياتَك كلّها تهرُب من مشاكِلك. في النهاية، سوف تلحقُ بك بالرَّغم من ذلك.

لذا، كيف يمكننا مواجهة مشاكِلنا بفعَالِية والتحرك نحو حياةٍ لا نخافُ منها؟ إليك طرق كيفية التوقف عن الهُرُوب من مشاكلك.

1- تقبَّل التحدي

قد يبدو الأمر غير بديهي، لكنّ احتضان مشاعِر مثل الانزعاج والمُعاناة يمكن أن يكون خطوة مهمَّة لتعلم كيفية التوقُّف عن الهروب من المشاكِل.

والغرض من ذلك هو أنَّ معظم الأشياء الجيّدة في الحياة ستسبِّب لنا حتمًا بعضَ المُعاناة. 

تجربة الحبّ العميق والتواصُل في العلاقات تُجبِرنا على مواجهَة المشاكل والضُّغوط التي تأتي قبل تطويرِ ذلك الارتباط.

يتطلّب الحصول على اللّياقة البدنية الالتزام بالأنظِمة الغذائية ومُمارسة الرّياضة بانتظام.

تُجبرنا الرّغبة في الحُُصُول على ترقية على العمل بجدٍّ أكثر من الأشخاص الذين نتنافس معهم لإثبات أننا الشّخص المناسب لهذا المنصب.

تأتي معظم الأشياء المكتسبة على حسابِ نوع من المعاناة. إذا كنّا سنُواجه المشاكل التي تواجهنا في طريقنا إلى النّجاح، فسيتعين علينا أن نشعُر بالراحة حيال الانزعاج والتحديات التي تسبّبها لنا.

سوف يرتبط أيّ نوع من التغيير تقريبًا بنوعٍ من التحدّي الذي سيتعيّن علينا التغلّب عليه.

2- استخدِم الدَّعم الاجتماعي

هذا مورد غير مستغل غالباً - شبكتنا الاجتماعية.

هل تشعر بالوحدة الآن؟ هل تشعر أن لا أحد يهتم، وأنّه لا يوجد أحد حولك على استعداد لمساعدتك؟

أضمن أن هناك شخصًا سيكون أكثر من سعيد لمساعدتك في هذا التحدي.

تذكّر أنّنا نواجه الكثير من المشاكِل كلّ يوم. لا يوجد سبب يجعلك تشعر أنّك بحاجة إلى حلّها كلها بنفسك. يمكن أن يقُودك ذلك إلى الشُّعور بالإرهاق، ممّا قد يدفعك إلى البدء في الهروبِ من مشاكلك.

لذا، ابحث عن الدعم من العائلة أو الأصدقاء أو المجتمع. افعَل ما تراه مناسبًا حتى تحصل على الدّعم الذي تحتاجه لمواجهة هذه المشكلة.

3- ضع خطة

إذا كنت تسألُ نفسك عن كيفِية التوقُّف عن الهُرُوب من المشاكل، هناك شيءٌ واحدٌ يجب التفكير فيه هو ما إذا كانَت لديك خطّة أم لا. هل فكّرت في كيفيةِ مُعالجة المشكلة؟

غالبًا ما نهرب من مشاكلنا لأنَّنا لا نعرف كيفية حلها. ومع ذلك، لمجرّد أننا لا نعرف كيفية مواجهة المشكلة في الوقت الحالي، ويبدو الأمر مربكًا، لا يعني أنه لا يمكننا قضاء بعض الوقت في معالجتها والتوصُّل إلى حلّ.

يعدُّ قضاء بعض الوقت في التعرف على المشكلة وكيف تغلَّب عليها الآخرُون في الماضي طريقة رائِعة للبدء. أينما تذهب للحُصُول على معلومات، تأكّد من أنّ مَصَادرك دقيقة.

بناءً على هذه الجلسات، يمكنك البدء في إنشاءِ الأهدافِ وتجميع خطّتك. يمكنك إنشاء سلسلة من الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتطوير مسار عملٍ يساعدك على التغلب على المشكلة وتحقيق النجاح الذي تبحث عنه في نهايةِ المطاف.

لا تستهِن بالدور الذي يمكن أن يلعَبَه تحديدُ الهدف هنا. يمكن أن يبقيك متحمّسًا ويمنحك شيئًا للعمل عليه في كلِّ مرحلة من رحلتك.

إذا كنت ترغب في معرفة المزيد حول تحديد أهداف فعالة، فراجع هذه المقالة:



كيفية وضع أهداف قصيرة الأجل لحياة ناجحة للغاية


4- قم بتدقيق دائِرة أصدقائك والأقرب إليك

صدق أو لا تصدق، إنَّ دائرتك الاجتماعية عاملٌ كبير. وبالتالي، من المهمّ مراعاة ذلك عندما تُحاول تعلم كيفية التوقّف عن الهروب من المشاكل.

هناك الكثير من الأشخاص السلبيين والسامين، قد يقوّضون جهود الآخرين ليصبحوا ناجحين، ربما لأنهم يريدون إبقاء الجميع في مستواهم. من الصعب حقًا قول نيتهم​​، لكنهم موجُودون هناك.

لهذا من المهمّ جدًا مراجعة دائِرتك الاجتماعية بانتظام، وخاصّة الأشخاص الذين تقضي معهم مُعظم الوقت. عندما تحاول التغلب على نوعٍ ما من المشاكل، من المهمّ التأكد من إحاطة نفسك بالأشخاص الذين سيساندونك ويساعدونك في حلّ هذه المشكلة.

إنه أمرٌ مُؤسف، ولكنك قد تلاحظ أن الكثير من أصدقائك المقربين لا يضعون دائمًا اهتماماتك في الاعتبار. قد يضعون أولويات رغباتهم باستمرار على رغباتك.

ربما بدلاً من تشجيعك على الدراسة، يشجعونك على الاحتفال معهم قبل أسبوع من الاختبار.

ربما بدلاً من الالتزام بنظامك الغذائي وممارسة التمرينات الرياضية عندما تحاول إنقاص الوزن ، فإنهم أكثر قلقًا بشأن انضمامِك إليهم ليلة الجمعة من أجل ألعاب الفيديو والبيتزا.

علينا أن ندرك أنَّ تحسين الذات والتغلب على التحدّيات سيكون دائمًا أمرًا صعبًا. إذا كان الأمر سهلاً، لكان الجميع يفعل ذلك. لو كان الأمر سهلاً، لما قرأت هذه المقالة.!

الحقيقة هي أنه لن يدعمك الجميع خلال هذه الرحلة، وعندما تبدأ في التخلي عن هذه العلاقات أو إبعادها عنك، قد يشعر الأشخاص الذين تتخلى عنهم وكأنّك تطردهم بشكل غير عادلٍ من حياتك. قد ينزعجون منك لهذا. ولكن تذكَّر أنك تفعلُ ما هو أفضل لنموّك الشخصي.

ولا يتعلّق هذا بطردِ الأصدقاء أو الأشخاص الآخرين في حياتك لمجرّد أن أفعالهم وأهدافهم لم تعد تتماشَى مع أفعالك. يتعلق الأمر بإبعاد نفسك عن الأشخاص الذين قد يقوضون تقدمك نحو هذا الهدف. أنت تقلّل من قدرتِهم على التأثير في تقدمك على هذا المسار.

هذا هو السبب في أنّه غالبًا ما ينتهي بنا الأمر إلى تجاوز العلاقات القديمة.

5- جهّز نفسك لمواجهة المشكلة

كلّما أجريت تغييرًا ذا معنى في الحياة، من المهم إدراك أنه إذا كنت ترغبُ في التغلب على المشكلة ، فأنت بحاجةٍ إلى الاستعداد بشكل مناسب. 

يجب أن تكون الشخص الذي يقرّر إجراء هذا التغيير أيضًا. هذا هو السبب في أن محاولة إقناع أحد أفراد الأسرة بإجراء تغيير، مثل الإقلاع عن التدخين ، نادرًا ما يعمل. لأن التغيرات الهامة في الحياة مثل هذه، لكي تحدث بشكل فعال، يجب أن يكون مرغوبًا فيها من قبل الفرد الذي يقوم بالتغيير. إذا لم يرغبوا حقًا في الإقلاع عن التدخين، فمن المحتمل ألا يفعلوا ذلك.

إذا لم تكن على استعداد لإلزام نفسك بمواجهة المشكلة والتغلب عليها في نهاية المطاف، فمن المحتمل أنك لن تفعل ذلك. تحتاج إلى إجراء هذا التغيير في حياتك أكثر مما تريد بمواصلة الهروب من المُشكلة.

عندما تتخذ هذا القرار، أدرك أن لديك القوة والمُرُونة للتغلب على المشكلة.

6- الهروب ليس حلًا طويل الأمد

ربما يكون هذا هو الجزء الأكثر أهمية في تعلم كيفية التوقّف عن الهروب من المشاكل.

من المسلَّم به أنّ الهُرُوب ليس حَلاً طويل المدى. وبغضّ النظر عن مدى السرعة أو مسافة الركض، في نهاية المطاف، ستلحقُ بك المشاكِل وستضطرُّ إلى مواجهتها، سواء أحببت ذلك أم لا.

الهروب من المشاكِل عبارة آلية حِماية. لكنّ الجري لا يحمِينا حقًا من أي شيء.

الهروب من مشاكلنا يوفّر فقط راحة مؤقّتة من الضّغط الذي توفره مشاكلنا. لا يحل أي شيء. إنه يسمح لك فقط بالابتعاد عن المشكلة، ممَّا يُجبرك على مواجهتها في وقتٍ لاحق.

لهذا من الأفضل أن تتعلم فقط كيفية تطوير المهارات التي تحتاجها لمواجهة مشاكلك. ستشعر بتحسن كبير في حياتك وستبدأ ثقتك في الزيادة عندما تبدأ في فعل ذلك.

حتى تكتسِب الشجاعة لمواجهة كلّ ما تهرب منه، لن تَختَفي مشاكلك فقط. ستجدُ نفسك باستمرار تكافح من خلال مواقف مماثلة مرارًا وتكرارًا. يتطلَّب التحرُّر من هذه الدورة جهدًا واعيًا منك.

ولا بأسَ إذا فشلت عدَّة مرات خلال هذه العملية. ربما ستفشل. ولكن مع كلّ محاولة لمعالجة المشكلة، ستتعلّم وتنمو بشكل أقوى. في النهاية، ستكون أكبر من مشاكلك.

عندما تصل إلى تلك النقطة، تصبح حراً حقاً. لم تعد مجبرًا على الركض والاختباء من مشاكلك لأنك تعلم أن لديك المهارات والقدرات للتغلُّب عليها.

المصدر