كيف تعرف ما إذا كنت ترقى إلى مستوى إمكاناتك؟

إذا كُنت لا تَرقَى إلى مُستوى إمكاناتِك، فستَعرف.

كيف تعرف ما إذا كنت ترقى إلى مستوى إمكاناتك؟

ستعرفُ ذلك حتى إذا حاولت أن تفعل كلّ ما في وسعك لتجنّب معرفته. ستعرف لأنك ستقضي الكثير من الوقت في محاولة إقناع نفسك بأنك تبذُل قصارى جهدك. ستعرف لأنك ستجد نفسك تُدرج الحَقَائق والأرقام لإثبات أنّك فَعلت ذلك.

تخرّجت من الجامعة - كان هذا أكبر إنجاز كان يمكن أن أفكِّر فيه قبل سنوات.

لقد بذلت الكثير بالفعل، ولم أظنّ أبدًا أنني سأستطيعُ ذلك.

سافرت إلى هناك.

لقد دفعت ذلك الثّمن.

... وأيّ شخصٍ سيقول هذا يكفي.

وفي لحظة امتنانٍ عابرة، ستقدّر ما قمت ببنائه. لثانية وجيزة، هذا الشعور الفاتر بالامتنان سيبدّد استيائك، وستنسى حزنك لبعض الوقت.

ولكنّه، سيعود.

هناك فرق بين العمل الجيد لنفسك والقدرة على تحقيقِ إمكاناتك.

عندما ترقى إلى مُستوى إمكاناتك، ستُغلق بِئر شوقك العميق.

لا أحد يستطيع رسم هذا الخطّ لك. لا أحد يستطيع أن يخبرك أنّ هذا هو كامل طاقتك. لا أحد يمكنه تحديد النجاح الذي يجب أن تبلُغه.

عليك أن تعرف ذلك بنفسك.

وماذا لو كنت تعرف بطبيعتك أنك غير سعيد؟ 

هذا يعني أنك لم تصِل هناك بعد.

عندما كبُرنا، تعلمنا كيفية تعريف "أن تكون على ما يرام" على أنه استقرار.

ولكن بمُرُور الوقت، نُدرك أننا لا نعرف ما الذي نريده من الحياة، لذا فإنّنا نعلّق أنفسنا بعلامات النجاح. نحول هذه العلامات إلى أهداف. 

نحن نبني حياة تهدئ مخاوف نفُوس طفولتنا. بصفتنا أشخاصًا بالغين، نجد أننا ما زلنا معلّقين على عجلات التدريب.

ببطء، ندرك أننا نريد بدء هذا العمل. نريد التأثير على مجتمعنا. نريد السفر. نريد الشفاء. نريد أن نتحرّر.

في أعماقنا، لكلّ منّا رؤية لمدى عَظَمة حياتنا. عندما نقول أننا "لا نعرف ما نريد"، فإننا نعني حقًا أننا نخشى الاعتراف بما نريد، ومواجهة هذه الرُّؤية وجهاً لوجه.

لمتابعة الشيء الذي تخشاه أكثر من السعي إلى تحقيق أقصى إمكاناتك.

للوصول إلى نهاية حياتك ومعرفة في أعماقك، أنك عِشت بشكلٍ كامل وعميق قدرَ المستطاع - سيكون ذلك بالوُصُول إلى أقصى إمكاناتك.

إنّ العيش بطريقةٍ تجعلك تتنفّس مع الإثارة والسلام التام في كلّ مرة يعنِي الوُصُول إلى أقصى إمكاناتك.

لمتابعة ما يجعلك تنبُضُ بالحياة - بغضِّ النظر عن مدى سَخَافة أو غباء أو صغر أو ما قد يعتقدُهُ شخصٌ آخر - سيكون بالوصول إلى أقصى إمكاناتك.

لسوء الحظّ، لا توجد طريقة أخرى للشّبع.

الجشعُ خفي من هذا القبيل. نحصُلُ على شيءٍ ونريد شيئًا آخر، وهكذا دواليك، حتى نصل إلى نقطة الانهيار.

ما يفشل معظم الناس في إدراكه هو أننا نريد المزيد فقط عندما لا نتابع ما نحتاجُهُ بالفعل.

عندما ترقى إلى مُستوى إمكاناتك، ستغلق بئر شوقك العميق. سوف تشعُرُ بالشبع. سوف تنامُ في الليل متحمسًا للاستيقاظِ في اليوم التالي. ستعيشُ في مكان يجعلُك تشعر بأنك الأفضل والأصدق.

لن ترغب بالعالم بعد الآن، لأنك ستحصل على القطعة الصغيرة الوحيدة التي تريدها حقًا.

إنها ليست مسألة ما إذا كنت سترتقي إلى مستوى إمكاناتك، إنها مسألة متى ذلك.!

المصدر