أنا أعشقُ الكتابة. الكتابة هي كلُّ ما أفكّر فيه حالياً وكلّ ما أريدُ القيَامَ به. أنا أكتب لنحو 4 ساعات في اليوم، كلّ يوم. يوميا تقريبا من 800 إلى 1500 كلمة. مقالات يومية أنشرُها على منصّات مثل الأراجيك، مدونات الجزيرة، ساسة بوست، وإذا لم أنشُر على إِحداها أنشرُ على موقعي الشخصي، شَرط أن أكون محظُوظًا لعدم ظهور أيّ أمر طارئ أو سفر مفاجئ.
من الجيّد التخصّص في الكتابة، ولكنّي لا أهتمّ بالفعل، أكتب في كلّ شيء. أكتب كلّ يوم لعملي الشخصي، ثم أكتب في اللّيل للاسترخاء، وتنظيم الأفكار في عدة مجالات. وأكتب أحياناً في وقتٍ متأخّر من المساء.
بالنِّسبة للكثير من الناس - أو لكثيرٍ من الكتّاب - يبدو هذا العدد خُرافياً، يجب عليك أن ترتعبَ منه. طبعًا أخي القارئ هذا الأمرُ لن يأتي بين عشيّةٍ وضُحاها ولكن، يمكنني أن أعطيك ثلاثية حول كيف تُصبح كاتبًا في عامٍ واحد، وهي:
- إقرأ كثيرا.
- فكّر كثيرا.
- أُكتُب كثيراً.
استغرق منّي الأمرُ وقتًا لفهم أنّ الكتَابَة يمكنُ أن تكون خُطوَة عملية إبداعية بدلاً من مجرد خطوة فنية أو صُحُفية. الكتابة هي مسألة رسم وبناء وترتيب وتنظيم ما في عقلك.
بمجرّد أن فهمت ذلك، وكلّما قرأت أكثر فأكثر، بدأت أشعر بسُرورُ امتلاء رأسي بالأفكار: تلك اللَّحظات الرائعة عندما يكون لديك فِكرة نظيفة وحيَّة وتصيح في داخلك: إنّها هي، لقد حصلتُ عليها. تلك اللّحظة رائِعة، لأنّ الحُصُول عليها هي الطَّريقة الوَحيدَة لإضفاء الشّكل المميّز عليها.
بمجرَّد حصولِك على فِكرةٍ ما، عليك الآن إخراجُها. حتّى إذا لم تكن كامِلة، فقد منَحتَ نفسك الإذن لتحويلِها إلى شيءٍ مُثير للاهتمام. هذه هي الكتابة. الكتابة هي كيف تُكمل أفكارك.
أنت تكتُبُ الآن. الكتابة مشاهدة، الكتابة استمتاع، الكتابة تَفَكُّر، الكتابة حياة.
أنا أحتفظ بقلم وورقة معي في كثيرٍ من الأحيان. فأحياناً أُضطرُّ للتوقُّف على جانب الطريق لتدوين فكرة لاحت فجأة في رأسي، لأنّي في بعض الأحيان كانت تأتيني أفكارٌ رائعة بحقّ، بينما لا أتمكّن من تدوينها بسبب موضعي، وهنا كنت أنزعجُ بشكلٍ كبير، لذلك فإنّ الاحتفاظ بقلم وورقة يُساعدك بشكلٍ كبير على تنظيم الأفكار يوميًا.
وعندما أكون في مكانٍ ما لا يُمكنني الوُصُول إلى قلمٍ وورقة، كما هو الحال في الحمّام، أحاول حفظ رأس فكرة وفهرستها في عقلي في عبارة من كلمتين أو ثلاث، وأقوم بتكرارها وكأنّني أقرأ تعويذة ما من التعويذات، حتى أستطيع تذكّرها بعد انتهاء الحمّام بشكلٍ جيّد.
بعد ذلك، لا أكُون بحاجةٍ إلى الكثير من الكلِمات لتدوينِ ما أحتاجُ إليه. مجرد بضع خربشات تكونُ بمثابة الكلمات الرئيسية تقُودني مُباشَرَة إلى الفكرة الأصلية. أعطِ أفكارك شكلًا ملموسًا وبعد ذلك يمكنك التحكُّم فيها عند عرضِها.
لا تحتاجُ إلى أن تكون أفكارًا مُكتملة. أنا أتحدث عن مجرد تحوُّل لطيفٍ في الأفكار التي تأتيك حتى تصِل لشيءٍ أكبر.
اقرأ أيضا:
يُمكنك أن تتعثَّر في أماكن، أو أن تَجدَ صُعُوبة في اكتشافِ الطَّريقة الصَّحيحة للانتقال من فكرةٍ إلى أخرى. ولكن هناك قدرٌ كبير من البهجة في ربطِ هذه الألغاز الصغيرة بين فكرة وفكرة. وخاصّة ونحن في عام 2020، لديك مصادر ومراجع ومنافذ للكتابة - خاصَّة وعامَّة - أكثر من أيّ وقت مضى في تاريخ البَشَرية.
سوف تنمو ككاتِب إذا كنت لا تخشى الكتابة، وإذا كنت تتعاملُ معها على أنّها شيءٌ يمكنُ تطويره وتحسينه مثل أيّ رياضة، أو هواية أخرى، فقد تذكّر أنّه عليك المضي فيها بشكلٍ سلِل حتى لا تكرَهَها، لأنّ سرّها يكمُن في حبّها.
ولا ينبغي أن تخشى تحرير نفسك من أفكارك المقدَّسة والخروج من قوقعتِك الفكرية. ثمّ عليك أن تقبل أنَّ التعديل على كتاباتِك جزءٌ من الصّفقة مع الكتابة، سواء فَعلتَ ذلك بعد مراجعتها بعد مدّة، أو قام شخصٌ آخر بذلك نيابةً عنك. تعدُّ التعديلات بمثابة حِراسة حيوية، حيث تَستجوِبُ كتاباتك وتُنقّيها من الشّوائب التي لا دَاعِي لها. ستَرَى أفكارَكَ كما يراها الآخرون، وهذه هي الهدية.
بمجرد البدء في الكتابة بعقلية القارئ، يختفِي الكثير من الأنا وانعدام الأمن. عندها تصبح الكتابة فعل عطاء. عندها يختفي صراع الكتابة.
ملاحظة: هذا المقال نشرتُه لأول مرة على منصة أراجيك
من الجيّد التخصّص في الكتابة، ولكنّي لا أهتمّ بالفعل، أكتب في كلّ شيء. أكتب كلّ يوم لعملي الشخصي، ثم أكتب في اللّيل للاسترخاء، وتنظيم الأفكار في عدة مجالات. وأكتب أحياناً في وقتٍ متأخّر من المساء.
بالنِّسبة للكثير من الناس - أو لكثيرٍ من الكتّاب - يبدو هذا العدد خُرافياً، يجب عليك أن ترتعبَ منه. طبعًا أخي القارئ هذا الأمرُ لن يأتي بين عشيّةٍ وضُحاها ولكن، يمكنني أن أعطيك ثلاثية حول كيف تُصبح كاتبًا في عامٍ واحد، وهي:
- إقرأ كثيرا.
- فكّر كثيرا.
- أُكتُب كثيراً.
استغرق منّي الأمرُ وقتًا لفهم أنّ الكتَابَة يمكنُ أن تكون خُطوَة عملية إبداعية بدلاً من مجرد خطوة فنية أو صُحُفية. الكتابة هي مسألة رسم وبناء وترتيب وتنظيم ما في عقلك.
بمجرّد أن فهمت ذلك، وكلّما قرأت أكثر فأكثر، بدأت أشعر بسُرورُ امتلاء رأسي بالأفكار: تلك اللَّحظات الرائعة عندما يكون لديك فِكرة نظيفة وحيَّة وتصيح في داخلك: إنّها هي، لقد حصلتُ عليها. تلك اللّحظة رائِعة، لأنّ الحُصُول عليها هي الطَّريقة الوَحيدَة لإضفاء الشّكل المميّز عليها.
بمجرَّد حصولِك على فِكرةٍ ما، عليك الآن إخراجُها. حتّى إذا لم تكن كامِلة، فقد منَحتَ نفسك الإذن لتحويلِها إلى شيءٍ مُثير للاهتمام. هذه هي الكتابة. الكتابة هي كيف تُكمل أفكارك.
أنت تكتُبُ الآن. الكتابة مشاهدة، الكتابة استمتاع، الكتابة تَفَكُّر، الكتابة حياة.
أنا أحتفظ بقلم وورقة معي في كثيرٍ من الأحيان. فأحياناً أُضطرُّ للتوقُّف على جانب الطريق لتدوين فكرة لاحت فجأة في رأسي، لأنّي في بعض الأحيان كانت تأتيني أفكارٌ رائعة بحقّ، بينما لا أتمكّن من تدوينها بسبب موضعي، وهنا كنت أنزعجُ بشكلٍ كبير، لذلك فإنّ الاحتفاظ بقلم وورقة يُساعدك بشكلٍ كبير على تنظيم الأفكار يوميًا.
وعندما أكون في مكانٍ ما لا يُمكنني الوُصُول إلى قلمٍ وورقة، كما هو الحال في الحمّام، أحاول حفظ رأس فكرة وفهرستها في عقلي في عبارة من كلمتين أو ثلاث، وأقوم بتكرارها وكأنّني أقرأ تعويذة ما من التعويذات، حتى أستطيع تذكّرها بعد انتهاء الحمّام بشكلٍ جيّد.
بعد ذلك، لا أكُون بحاجةٍ إلى الكثير من الكلِمات لتدوينِ ما أحتاجُ إليه. مجرد بضع خربشات تكونُ بمثابة الكلمات الرئيسية تقُودني مُباشَرَة إلى الفكرة الأصلية. أعطِ أفكارك شكلًا ملموسًا وبعد ذلك يمكنك التحكُّم فيها عند عرضِها.
لا تحتاجُ إلى أن تكون أفكارًا مُكتملة. أنا أتحدث عن مجرد تحوُّل لطيفٍ في الأفكار التي تأتيك حتى تصِل لشيءٍ أكبر.
اقرأ أيضا:
9 مليونيرات كانوا مختلفين جدا في بداياتهم المهنية
كيف تتحدث إلى مستقبلك لتغيير حياتك
هكذا تتوقف الصّفحة الفارغة عن إرعابِك. لأنه عند القيام بذلك بشكلٍ صحيح، لن تبدأ بصفحة فارغة. أنا أعتمد على كلّ ما سبق أن قمتُ بتدوينه وما هو موجودٌ في رأسي، قبل أن ابدأ الكتابة. هل يُمكنك أن تبني منزل من الخَشب، دون خشب أو مسامير أو أدوات في متناول يديك؟ تحتاج المواد فعلا. لحسن الحظّ، فإنّ الحياة تلقي باستمرار هذه المواد عليك، كما توصّل العلم إلى أنَّ الانسان تمرّ به حوالي 60 ألف فكرة يوميا، ما عليك إلاَّ اكتشاف الإلهام في الوقتِ المُناسب.يُمكنك أن تتعثَّر في أماكن، أو أن تَجدَ صُعُوبة في اكتشافِ الطَّريقة الصَّحيحة للانتقال من فكرةٍ إلى أخرى. ولكن هناك قدرٌ كبير من البهجة في ربطِ هذه الألغاز الصغيرة بين فكرة وفكرة. وخاصّة ونحن في عام 2020، لديك مصادر ومراجع ومنافذ للكتابة - خاصَّة وعامَّة - أكثر من أيّ وقت مضى في تاريخ البَشَرية.
سوف تنمو ككاتِب إذا كنت لا تخشى الكتابة، وإذا كنت تتعاملُ معها على أنّها شيءٌ يمكنُ تطويره وتحسينه مثل أيّ رياضة، أو هواية أخرى، فقد تذكّر أنّه عليك المضي فيها بشكلٍ سلِل حتى لا تكرَهَها، لأنّ سرّها يكمُن في حبّها.
ولا ينبغي أن تخشى تحرير نفسك من أفكارك المقدَّسة والخروج من قوقعتِك الفكرية. ثمّ عليك أن تقبل أنَّ التعديل على كتاباتِك جزءٌ من الصّفقة مع الكتابة، سواء فَعلتَ ذلك بعد مراجعتها بعد مدّة، أو قام شخصٌ آخر بذلك نيابةً عنك. تعدُّ التعديلات بمثابة حِراسة حيوية، حيث تَستجوِبُ كتاباتك وتُنقّيها من الشّوائب التي لا دَاعِي لها. ستَرَى أفكارَكَ كما يراها الآخرون، وهذه هي الهدية.
بمجرد البدء في الكتابة بعقلية القارئ، يختفِي الكثير من الأنا وانعدام الأمن. عندها تصبح الكتابة فعل عطاء. عندها يختفي صراع الكتابة.
ملاحظة: هذا المقال نشرتُه لأول مرة على منصة أراجيك
محول الأكوادإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء الإبتسامات