كيفية تعلم لغة أجنبية في 30 دقيقة فقط في اليوم

من يقول أنّ تعلّم اللغة يجب أن يكون وظيفة بدوامٍ كامل؟ من خلال الاستراتيجية والجدولة والأدوات الصحيحة، لن تحتاج سوى 30 دقيقة في اليوم.

كيفية تعلم لغة أجنبية في 30 دقيقة فقط



لسُوء الحظّ، وقع معظمنا في فخ الاعتماد على أساليبِ التعلم غير الفعَّالة والتي تتطلّب قدراً كبيراً من الوقت مقدّماً لرؤية أيّ نتائج. يؤدّي هذا إلى نقصِ الزَّخم والدافع والغرض، حيث يكون الإجراء الأكثر منطقية هو الإنسحاب.

في الواقع، قبل أن نشاركك في كيفية تعلُّم اللغة عن طريق قضاء 30 دقيقة فقط في اليوم، دعنا نشارك الأخطاء الأكثَرَ شيوعًا التي يرتكبها متعلِّمو اللُّغات.

طرق التعلُّم الخاطئة

الخطأ الأول والأكثر شيوعًا هو اختيار الطَّريقة التي يستخدمُها الفرد. هذا هو الخطأ الأكثر فتكًا، لأنّه القرار الأول الذي يتعيّن علينا اتخاذه عندما نلتزمُ بتعلم إحدى اللغات، ولا يعرف معظم الناس الخيارات المتاحة عند بدء الاستخدامِ لأول مرة.

الأمر الأكثر خطورة هو أنه بمجرد التزامِهِم بأسلوبٍ ما، يصبح من الصعب استكشاف خياراتٍ أخرى، وغالبًا ما يلومون افتقارهم إلى القدرة التعلمية الفطرية، أو العمر، أو إقناع أنفسهم بأن تعلم لغة ما ليس من اختصاصِهم.

ما هي بعض هذه الأساليب غير الفعالة؟

أولاً، ينبغي تجنّب أيّ حلّ لا يمنحُك التفاعل الوَاقعي للتحدُّث باللغة مع إنسانٍ آخر. لا نقول إنّ هذه الحلول غير فعّالة تمامًا، لكن لا ينبغي الاعتمادُ عليها كطريقةٍ رئيسية للتعلُّم. بدلاً من ذلك، يجب أن تكون مكمّلة لطريقتك الرئيسية. يتضمّن ذلك تطبيقات الجوال المجانية مثل Duolingo و Rosetta Stone و Pimsleur ومدارس اللغات والأشرطة الصوتية.

أفضل طريقة لتعلم اللغة هي بنفس الطَّريقة التي تستخدم بها اللغة - من شخصٍ آخر. قد يكون ذلك في إجراء تبادل محادثة، أو العمل مع مدرِّس خاص ومحترف.

التَّفاؤُل المفرط في النتائج

الخطأ الثاني الشّائع هو شيءٌ واجَهَه الكثيرون منا - التّفاؤُل المفرط. هذا يؤدّي إلى توقّعات غير واقعية لا يمكنُ تحقيقها، مثل تعلم لغة في 30 يومًا، أو الحصول على مليون دولار في سوق الأسهم.

من المهمِّ أن يكون لدينا أهدافٌ واضحة يمكنُنا تصوُّرها، ولكن يجب علينا أن نكون واقعيين ونفهم أنَّ أفضل الأشياء تستغرقُ وقتًا. فكّر في الطريقة الأولى لتعلم اللغة الإنجليزية أو لغتك الأم. هل حدَثَ ذلك في شهرٍ واحد؟

الجوابُ الأكثر واقعية هو أنّك ستُواجه ما نسميه منحنَى التدريب.

كيفية تعلم لغة أجنبية في 30 دقيقة

يمكن تمثيلُ نمطِ المنحنى هذا لأيّ شيءٍ تريد تعلمه وتحقيقه، بغضِّ النظر عن مدى موهبتك بالفعل. سنحظى جميعًا بلحظاتنا العالية ولحظاتنا المنخفِضة. من المهم التأكد من أننا نفهم هذا النمط مقابل التوقعات بأننا سنظلّ دائمًا في نمو.

يمكنُ لمعظمِنا تحقيق أيّ هدف وضعناه لأنفسنا، طالَمَا التزمنا بِه لفترةٍ كافية. فلماذا نتخلّى عنه مبكرًا؟

تحدَّثنا بالفعل عن وجود توقعات عالية للغاية. لكن السّبب الرئيسي الآخر يفسره سايمون سينك، بعدم وجود غرضٍ داخلي. مُعظمنا مفتون بكلمتي"ماذا" و "كيف" لتعلم شيء ما، لكن لا نأخُذ الوقت الكافي لنعكس "لماذا نحاول تعلّمه" في المقام الأول.

كيفية تعلم لغة أجنبية في 30 دقيقة

لتعلم اللّغة، يمكنك البدء بطرح أسئلةٍ مثل:

- ما هي الفرص التي سوف تفتح نفسك لها بتعلمك للغة؟
- مع من ستتمكن من الاتصال به؟
- من سوف تصبح كفرد؟



لا يجب أن يكون ذلك مقصورًا على تعلم اللغة، بل إنّ قضاء 5 دقائق للتفكير بعنايةٍ في هذه الأسئِلة والإجابة عليها سيؤدّي إلى تغيير نتائج دوافعك الداخلية وهدفك لدفعك إلى الأمام عندما تصبح الأمور صَعبَة حتماً.

الآن، دعونا نتحدث عن استراتيجيات فعَّالة للتعلم.

إليك أكثر ثلاثة مجالات فعّالة يمكنك التركيز عليها لتعلم اللغة في أقل من 30 دقيقة يوميًا.

* ملاحظة: 30 دقيقة يوميًا في التعلم يعادل 210 دقيقة (3.5 ساعة) في الأسبوع.

1- تعلُّم ومراجعة أكثر الكلمات شيوعًا (10 دقائق يوميًا)

إذا كنت مبتدئاً، فلن يكون هناك فرق أفضل لوقتك من تعلّم أكثر الكلمات شيوعًا. أظهرت الدراسات التي أجراها اللغويون ما يلي:

تعلّم الكلمات الـ 2000 الأكثر استخدامًا ستعرّفك على 84 ٪ من مُفردات اللغة الحقيقية (غير الخيالية)، و 86.1 ٪ من المفردات في الأدب، و 92.7 ٪ من المفردات في الكلام الشفوي.

ما تجدر الإشارة إليه هو:

سوف تعلّمك الكلمات الأكثر استخدامًا التي يبلغ عددها 3000 كلمة 88.2٪ من المفردات اللغوية، و 89.6٪ من المفردات في الأدب، و 94.0٪ من المفردات في الكلام الشفهي.

كيفية تعلم لغة أجنبية في 30 دقيقة فقط

إنَّ معرفة أنّ 2000 كلمة يجب أن تكون هدفنا الأوّلي، وإنفاق 10 دقائق فقط في اليوم للتعلم ومراجعة 20 كلمة سوف يساعدنا في الوصول إلى 2000 كلمة في 100 يوم فقط (حوالي 3 أشهر).

2- العمل مع مدرس خاص عبر الإنترنت (ثلاث جلسات مدة كل منها 30 دقيقة في الأسبوع)

إنَّ مجرد فهم المفردات لن يُساعدنا على التحدث بطلاقةٍ مع متحدّث أصلي. إن الطريقة الوحيدة لتحقيق هذا المستوى من الطّلاقة هي العمل مع مدرس خاص يمكنه العمل معك ويعطيك التغذية المرتدَّة الفورية التي تحتاجُها لتصحيحِ أخطائك.

لحسن الحظّ، لم يعد علينا أن نشترِك في مدارس اللغات التي تتطلب التزامًا يوميًا لمدة 6 ساعات. من خلال الاستفادة من حلول التكنولوجيا والاتصالات المتاحة لدينا، يمكننا العمل مع مدرس محترف، أينما ذهبنا، بينما نقضي 30 دقيقة فقط في الجلسة.

تقدم مواقع الويب مثل Rype جلسات فردية غير محدُودَة مع مدرس لغة مُحترف عبر الإنترنت، ممّا يسمح لك بالتعلم أثناء التنقل وفي أيّ مكان وفي أيّ وقتٍ تريده، حتى في عطلات نهاية الأسبوع وفي الليل.

إجمالي الوقت المطلوب: (30 دقيقة لكل جلسة) × (3 جلسات أسبوعيًا) = 90 دقيقة مقسومًا على 7 أيام = حوالي 13 دقيقة يوميًا

3- المراجعة وممارسة المتابعة (15 دقيقة من المراجعة في كل دورة)

إذا كنت ترغب في رؤية نتائج سَريعَة، فلا شكّ في أنّ الوقت المستثمر في التعلم خارج جلساتك الخاصة سيفيدك.

يمكن أن يكون هذا الواجب المنزلي الذي حدّده مدرس لغتك، أو فيديوهات لمشاهدتها، أو مقالات للقراءة، أو أيّ شيء لإبقائك مغمورًا في تعلّمك. 

إجعل الأمر لطيفًا للتأكد من أنك تستوعب المواد التي تعلمتها خلال الدرس.

إجمالي الوقت المطلوب: (15 دقيقة لكل جلسة) × (3 جلسات أسبوعيًا) = 45 دقيقة مقسومًا على 7 أيام = حوالي 7 دقائق يوميًا

** المجموع النهائي: 10 دقائق يوميًا (دراسة الكلمات الأكثر شيوعًا) + 13 دقيقة يوميًا (الجلسات الخاصة) + 7 دقائق يوميًا (مراجعة المتابعة)

= 30 دقيقة في اليوم لتعلم اللغة.

هذا كلّ ما في الامر! من خلال الحلول والاستراتيجيات والأدوات المناسبة، يمكنك اتباع نهج الاختصار دون إضاعة سنوات من الوقت ومئات الدولارات على طرقٍ غير فعالة.

في 30 دقيقة فقط في اليوم، يمكنك تعلّم اللغة.