الأسباب الحقيقية لنقص طاقتك مما يؤثر على إنجازك اليومي والحلول

يمكنُ لنقص الطَّاقة أن يَتَجاوَز الشُّعور بالتّعب البدني، ويمكنُ أن يتخلَّله ما يُعرف باسم "التعب الذّهني". إنه شيء حقيقي، يؤثِّر على الجميع تقريبًا لأسبابٍ مختلفة. ولكن ماذا لو قلت لك أنّه من المُمكن مُعالجَة الأمر؟ كلّ ما يتطلَّبه الأمر هو التحقّق من بعضِ مصادِر افتقارك إلى الطّاقة وإيجاد طرقٍ للعمل معها.

الأسباب الحقيقية لنقص الطاقة



دعنا نتعرَّف على الأسباب الحقيقية لنُقصِ الطاقة..

1- وظيفة غير مرضية

يعلمُ الجميع أنهم يقضون ما لا يقلّ عن ثماني ساعات في اليوم في عملهم لمدة خمسة أيام في الأسبوع بشكلٍ عام. إذا كنت تفكر في الأمر عن كثب، فستُدرِكُ أنَّ هذه الأربعين ساعة في الأسبوع تترجم إلى حوالي 88 يومًا كاملًا في السنَّة في عملك.

نتحدّث عن 88 يومًا متواصلاً من العمل على مدار 24 ساعة في السنة. هذا حوالي 25٪ من وجودك بالكامل، بما في ذلك النوم الذي تقضيه في عملك. هذا كثير من الوقت.

لذلك إذا كان عملك غير موفَّق بالنِّسبة لك، فلا عجب في أن ثِقلك العقلي يأخذ نصيبهُ الأكبر.

يمكن أن يعني عدم الرضى أيضًا العديد من الأشياء:

- يمكنُك أن تكرَهَ عملك.
- يُمكنك الاستمتاع به إلى حد ما ولكن لا تتعلّم أي شيء.
- يمكنُك أن تكره عملك ولكن تحصُل على رواتب جيدة.
- يمكنك أن تعتقد أن عملك على ما يرام ولكنك تشعُر بالملل من ذلك.

هناك العديد من المواقف، لذلك لا بد من طرح السؤال: كيف أعرف ما إذا كانت وظيفتي غير مستوفاة؟ و جوابي هو نفسه دائما:

ستعرف عندما لا يتم ملء فنجانك، إذا جاز التعبير.

ومن الأهمية بمكان تحديد ما إذا لم يكن الأمر كذلك، والبدء في تنفيذِ التغييرات لملئه.

لماذا ا؟ أخبار مزعجة: وجدت دراسة حديثة وجود صلة مباشرة بين الرضا الوظيفي والصحة العقلية. أولئك الذين أبلغُوا عن عدم رضاهُم عن وظائفهم يعانون من نوبات الاكتئاب وصُعُوبة النّوم.

2- قائمة المهام ساحِقة

لديك الكثير من الاشياء لتفعلها؟ حسناً، أنت لستَ وَحدَك.

تصوّر هذا:

يمكنك فتح قائمة المهام الخاصّة بك، سواء بقلم أو ورقة أو على هاتِفِك، كن على استعداد للبدءِ في التحقُّق من العناصِر المَوجُودة خارج قائمتك. يمكنك ارتشاف قهوتك والجلوس ومُراجعتها تقريبًا، عندما تُدرك أنّه لديك حوالي 18 إجراءً في السَّاعات الخمس القادمة.

وهذا قد يكون عامِلا مُساهمًا في نُقص الطاقة الخاصَّة بك. الشُّعُور بالإرهاق هو وسيلة سريعة للشُّعور بالاحتراق. عندما نشعر بأنّه لدينا الكثير من الأشياء التي يتعيَّن علينا القيام بها، فإنَّنا نميلُ إلى أن نتجمَّد (أو ما يسمى بشللِ أعباء العمل) لأنَّنا لا نعرف ما يجبُ معالجته أولاً.

يستمرّ هذا الشُّعور، وقبل أن تعرفه، يمرّ اليوم بأكمله وقد ملأنا وقتنا في فعلِ كلّ شيء ولكن ليس ما يتعين علينا القيام به؛ وبعبارة أخرى، نحن لا نفعل شيئا ذا أهمية.!

ثم مع تحوّل الأيام إلى أسابيع، وتحول الأسابيع إلى شُهُور، نُدرك أنّنا لم نحقّق بالفعل كل الأشياء التي خطَّطنا للقيام بها. إنه شعور انهزامي عندما لا نعتقد أننا قادرون على تحقيق الكثير.

موقف الهزيمة هو حلقة مفرغة أيضًا - حيث تبدأ بالشُّعور بالإرهاق، ولا تفعل أي شيء حيَال ذلك، ثم تضيع الوقت قبل الشُّعور بالهزيمة - وهو المسار السريع إلى الإرهاق العقلي.

اقرأ أيضا:

13 علامة تدل على أنك تفكر بطريقة مختلفة

3- كونُك تقول "نعم" لكلّ شيء

"مهلاً، هل تريد الذهاب لمشاهدة فيلم؟"

"هل تريد أن تأتي؟"

"هل يمكنك اصطحابي من المطار؟"

"هل ترغب في تناول العشاء؟"

إذا كنت تقضي كلّ وقتك في القيام بكلِّ ما يريده الآخرون ولكن لا وقت لديك لفعل الأشياء التي تريدها، فلن تُنجز الكثير في حياتك. مثلما هو مذكور في المثال أعلاه، عندما تدرك بعد أشهرٍ أنك لم تفلح كثيرًا، فإنّك تميل إلى الهزيمة، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى الشُّعور بالإرهاق الذهني.

والخبر السّار هو أنه يمكنك أن تصبح شخصًا يقو "لا" متى اراد ذلك، وستبدأ في إنجاز الأشياء التي تريدها. ولكن إذا كنت معتادًا على قول نعم، فليس من السَّهل تبديل التروس فجأة.

أن تكون قادرًا على التركيز على نفسك يمنحُك إحساسًا رائعًا بالإنجَاز ويساعد بدوره على حالتك العقلية؛ لا بأس أن تكون أنانيًا مع نفسك قليلاً.

4- لا هوايات أو شغف

الهوايات والشّغف هي ما يدفعُنا إلى فعل أشياء عظِيمة. في كثيرٍ من الحالات، تقُودك إلى هدف حياتك. في أسوأ الأحوال، تمنحك شعورًا رائعًا بالإنجاز وهي مصدر السعادة في حياتك.

عندما تصبح وظيفتك صعبة، من المهمّ أن يكون لديك منفذٌ للتركيز عليه. عندما لا يتوافق عملك مع شغفك أو غرضك، من المهم بشكلٍ خاص أن يكون لديك منفذٌ لتطبيق مهاراتك ووتكوين الإثارة تجاهك. في الواقع، يمكن أن يُساعدك وجود شيء يسترعي انتباهك على توفير التوجيه والمعنى لحياتك.

يمكن أن يؤدي التركيز على الهوايات أو الشّغف إلى تحسين عملك أو حياتك العائلية في نهاية المطاف. ستكون شخصاً أفضل بكثير، خاصَّة عقليا، عندما تقدم نفسك نحو أشياء تهمُّك.

عندما لا يكون لديك أيّ دافع للعمل على تحقيقه، تتعب من التعامل مع الأشياء الدنيوية اليومية التي تلقِي بها الحياة عليك. وبعد ذلك تصبح مُنزعجًا ومهزومًا مرة أخرى.

وأخيرا..

الشُّعور بالتعب جرّاء قلة النّوم هو شيء، أمّا الشعور بالتعب لأنّ العمل لا ينجز، أو ليس لديك هوايات أو شغف، أو تشعر أنّك غارق شيء آخر.

من المهم معرفة الفرق والعمل على التغلُّب على قلة الطاقة التي قد تشعر بها.

المصادر الأربعة المذكورة أعلاه هي نقطة انطلاق لك في سعيك. 

اقرأ أيضا:

العادات والدافع: أتقن كلاًّ منهما من أجل نتائج كبيرة

المصدر