كيفية تحسين التواصل في علاقتك وزيادة العلاقة الحميمة

لا توجد أبداً علاقة مبنية في فراغ على الإطلاق. عندما يلتقِي كيانان عاطِفيان، يجلِبان تجاربهما وتوقُّعاتهما الماضية. بمُرُور الوقت، قد تؤدِّي هذه التوقعات إلى توتُّر العلاقة وقد تشعُر أنَّ شريكك لا يهتمّ لأنه لا يتصرَّف بالطَّريقة التي تعتقد أنه ينبغي عليه أن يتصرّف بها.

تحسين التواصل في علاقتك



علامات تشير إلى أنّك تحتاجُ لتحسِين الاتصالات

بغضِّ النّظر عن المدّة التي قضيتُماها معًا، فإنَّ سُوء التفاهم الصَّغير يُصبِح جبالًا عندما يكون تواصُلك ناقصًا. سيؤدِّي التواصل غير الفعَّال إلى إطلاق الشُّركاء للشتائم وحتى الانفصال العاطفي عن بعضهم البعض.

ما هي المؤشِّرات التي تكافحُ من خلالها للتواصل في علاقتك؟ انظُر في العلامات التالية:

- تُواجه مشكلة في التّفاهُم مَع زوجتِك؛ تتحدَّث عن نفس المشكلة مرارا وتكرارا دون التوصُّل إلى اتفاق.
- يبدو أنَّك غير قادر على إجراءِ مُحادثة جيّدة دون تحويلها إلى جدال.
- أنت تخشى طرح مواضيع معينة.
- أنت لا تتحدث بكلِّ معنى الكلمة عن أيِّ شيء بعد الآن.

ماذا يعني التواصل الفعَّال حقًّا

الأُسطُورة الأكثر شيوعًا حول التّواصل في العَلَاقات، هي أنَّه بما أنَّك تتحدَّث إلى شريكِ حياتك، وتشتركانِ في نفسِ المساحة كثيرًا من الوقت، فإنّكما تتواصلان تلقائيًا.

التواصل هو أكثر بكثير من مجرَّد التحدث وسماع ما يقوله الشَّخص الآخر. إنه أن تولي اهتماماً، وتعبِّر عن وجهة نظرِك بوُضُوح، وتفهم شريك حياتك، وتثبت وجهة نظره، وتتوَاصَلا مع بعضكُما البعض بطريقةٍ بنَّاءة.

في كلّ حالة تواصُل، يوجدُ عُنصرين حاضِرين: شريك حياتك والقضيَّة التي تُعالجها. عندما تتواصل بشكلٍ فعّال، تكون قادرًا على أن تكون لطيفًا مع شريكك وتكون قاسيًا في هذه القضية.

كيفية تحسِين التّواصل في علاقاتِك

يُمكنك تحسينُ علاقتك اليوم، الآن من خلال مُمارسة بعض الاستراتيجيات التالية للتّواصل الفعال:

1- فقط قم بذلك: تواصَل!

نحن مشغُولُون للغاية بالعمل، وفحص الواجبات المنزلية، وعمل العشاء، ورسم الخُطط الإستراتيجية ... من لديه الوقت للتحدث وإخبار شريكه بالضَّبط بما يَدُور في ذِهنه؟

أيضاً، في بعضِ الأحيان، حتى عندما يكون لدينا الوقت، من الصَّعب مناقشة بعض الموضُوعات، ونحنُ نميل إلى تجنُّبها. يصبح إغلاق مشاعرك أكثر جاذِبية فعلاً من إجراء مناقشة ساخنة.

في أوقاتٍ أخرى، نتوقَّع ببساطة أن يعرف شركاؤنا ما الذي نفعله أو نفكِّر فيه أو ماذا نريد.

الخطر في هذه الأساليب هو أنَّ التوتر سيستمرّ في الخرق وفي نهاية المطاف ربما يؤدّي إلى الانفِصال. مِن الأفضل كثيرًا أن تنشُر الأشياء في العلن بشكلٍ مُنتظم بدلاً من التوقّع الذي قَد يُلحقُ الضّرر بعلاقتك.

لذا، فإنَّ الإستراتيجية الأولى للاتصال بسيطة: جرِّبها (حتى عندما تبدو صعبة، وليس في الوقت المناسب أو غير مهمة).

2- استمِع بنشاط

واحدة من أهمِّ جوانِب التواصل هو الاستماع. في مُعظم الأوقات، التواصل بين الأزواج وشركائهم.

يتطلّب التواصل الفعّال أن تصبح مستمعًا جيدًا. ما هو أكثر من ذلك، الاستماع الفعّال هو أكثر بكثير من أن تكون هادئاً.

الاستماع مهارة تتطلَّب منك تطوير اهتمامٍ حقيقِي بشرِيكك. كُن فضوليًا بخُصُوص وجهة نظر شريكِك بدلاً من مُحاولة توقُّع كلّ موقف.

الاستماع الفعَّال يتضمّن:

- الاهتمام بشريكك
- تحمَّل صمتك.
- الانتباه إلى التواصل غير اللّفظي لشريكك.
- التفكير وإعادة صياغَة ما يقوله شريك حياتك: أسمع أنك تقول أنّك تشعر بالغضب عندما أكون ........... هل هذا ما تقوله؟

عوضًا عن:

- أحلام اليقظة والتفكير في أشياء أخرى بينما يتحدَّث شريك حياتك.
- التفكير في ما ستقوله بعد ذلك.
- الحُكم على ما يقُوله شريك حياتك.
- الاستماع من أجلِ هدف آخرٍ بخلاف فهم شريك حياتك.

3- انتبِه إلى سُلُوكك غير اللّفظي

كَشَفَت دراسة أنَّ التواصل غير اللّفظي يمثّل 55 في المائة من فهمك أنت وشريكك لرسالتك. التواصل هو أكثر بكثير ممَّا تقوله. بالإضافة إلى الكلمات، يمكنك أيضًا التواصل من خلال:

- نبرة الصوت
- اتصال العين
- إيماءاتك
- وضعيتك
- تعابير الوجه

إذا تجاهلت اتصالك غير اللّفظي، فقد لا تعلم أنّك تنقل رسائِل الغضب أو الكرب أو الاشمئزاز أو عدم الاحترام، وسوف يتفاعل شريكك معها وفقًا لذلك.

4- أظهِر الإحترام

من الضَّروري الحفاظ على شريكك والتعبير عن احترامِه في جميع الأوقات. يشجِّع مؤلف المبادئ السَّبعة لإنجاح الزّواج الأزواج على وضع مشاعر شركائهم قبل الحاجة إلى فهمِهِم.

حتى عندما تكون في جدال، احذر ممّا تقوله وكيف تقوله. من غير المرجَّح أن يشارك شريك غاضب أو مكتئِب في مُحادثة بفعالية. تذكَّر أنه لا يمكنك استعادة الكلمات التي نطَقتَها بالفعل.

5- قضاء وقتٍ ممتع معًا

الترابُط والتواصل يسيران معًا. أن تحصُلا على المُتعة معًا تجعلك أنت وشريكك أقرب. كلّما كنت أقرب، كلّما كنت أكثر ميلًا لمشاركة أفكارك ومشاعرك الأعمق.

اختر هواية مُشتركة، واحصل على ليالِي منتظمة، وقضاء فترة ما بعد الظَّهيرة يوم الأحد مثلاً تحت البطانية. كلّما كان لديك المزيد من المُتعة، كلما تواصلتما أكثر.

6- كونا صادقَين مع بعضكُما البعض

التواصَل العظيم مبنيٌّ على الصِّدق. تحدّث عندما تتألّم، أو لا تتَّفق مع شريكِ حياتك.

لا تتظاهر بالسَّعادة إذا لم تكن سعيدًا. الصدق سوف يُساعدك أنت وشريكك على حل المشاكل بشكلٍ أكثر كَفَاءة.

7- تأكد من التوقيت الصّحيح

بينما تريد أن تخبر شريكك بكلِّ شيء، فمِن الحكمة أن تجد الوقت الصَّحيح للقيام بذلك. إذا لم يكن هذا هو الوقت المناسب، فاستمر في ذلك حتى تجِدَ الوقت والمكان الأنسب.

قد يتمّ رفضُ ما ستقُوله إذا عبَّرت عنه في وقٍ خاطئ.

8- عندما تكون مخطِئا، تحمّل المسؤُولية

تحمُّل مسؤُولية أفعالك يدلّ على أنّك ناضِج. كونك دفاعي سيجعلُ من الصعب على زَوجتك إثارة مشكلة في المرّة القادمة.

تذكّر أنّه لا يوجد عار في الاعتراف بأنّك ارتكبت خطأً. ما هو غير منطِقي هو تبنّي موقف أناني يمنعك أنت وشريكك من المضي قدمًا.

9- التركيز على قضيّة واحدة في وقتٍ واحد

دعنا نقول أنَّ شريكك أنفق مبلغًا كبيرًا من المال دون استشارَتِك. لذلك قررت أن تتحدث عن المال. بالإضافة إلى ذلك، تتحدّث عن كيفية عدم اهتمامه في الوقتِ الحاضر وكيف أصبح المنزل غير مرتب. ليست خطوة كبيرة!

حتى إذا كانت لديك العديدُ من المُشكلات التي تشعُر أنك بحاجة إلى مناقشتِها، ينصح الخبراء بإحضارِ عنصر واحد كحدٍّ أقصى لكلِّ محادثة.

إذا تجاهلتَ هذه القاعدة، فسوف تطغى على شريكك في النّقد، وسوف يُغلق المُحادثة. في النهاية، لن يتمَّ حلّ أيّ شيء.

10- اترك الماضي إلى حيث ينتمي

ما حَدَث في الماضِي يجب أن يبقَى في الماضِي. إنَّه التاريخ. إظهار سُلُوكٍ من الماضي للدفاع عن موقف اليوم الحالي يُعيقُ علاقتك من المضي قدما.

بمجرَّد التعامل مع مشكلةٍ ما، سامح واتركها تذهب إذا كنت تُريد الحفاظ على علاقتِك حيّة.

11- إعطاء الأولوية لعلاقتِك الحميمية العاطفية 

العلاقة الحميمية الخاصة بك تلعبُ دورًا هامًّا في تواصُلِك. خلال العلاقة الحميمة، يتمّ إطلاقُ الهرمونات المسؤولة عن الترابط والتعلُّق. كلّما كنت مرتبطًا بشريكك، أصبح التواصل أفضل.

أيضاً، ناقش حياتِك الجنسية. كم مرة في الأسبوع تُرضي كِلا الطَّرفين؟ ماذا تحتاجُ من شريكِ حياتك لتجرِبة جِنسية مرضية؟ ناقِش تخيُّلاتك الجنسية أيضًا. إذا كنت تستطيع التحدث عن الجنس مع شريك حياتك، يمكنك التحدث عن أي شيء!

12- إجهَر بحبّك

تُظهرُ الأبحاث أنَّه عندما تنظُر إلى شريك حياتك في عينيه حتى في وقت النزاع وتقول "أحبك"، يتمّ إطلاقُ هُرمُونات الترابط. تجعلُك الهرمونات أنت وزوجتك أكثر ثقة وتخلق بيئة مواتية للمحادثة حتى عندما تكون غاضبًا أو محبطًا من شريكك.

كثير من الأزواج يعبِّرون عن حبهم فقط عندما يكونون راضين عن حالةِ العلاقة. يجب أن لا يعتمد تعبيرك عن الحبِّ لشريكك على الجو.

13- راقِب كلامَك

يقُول الخُبراء إنّ كيفية قول شيء ما لا يقل أهمية عمّا تقوله. كما:

لا تستخدم التطرُّف. لا تضِف الاتهامات، مثل "أنت أبدًا"، "أنت دائمًا" أي قيمة إلى حجتك.

استخدم عبارات "أنا" بدلاً من "أنت". لا أحد يُريد أن يوصفك بالسّلب أو أن يُدان. بدلاً من إخبار شريكك بمدى سوئِه، عبِّر عن مشاعرك.

14- ركّز على الإيجابية

سيكون التواصل بينك وبين زوجك أكثر نجاحًا إذا تبنّيتَ موقفًا إيجابيًا. يُوصِي الخبراء أنَّه بالنِّسبة لأيّ مُحادثة، يجب أن يكون لديك نسبة 5 إلى 1 من العبارات الإيجابية إلى السّلبية.

إنّ مقارنة شريكك سلبًا بشخص ما ستؤدّي إلى نتائج عكسِية لمناقشتك. 

تجنَّب كلمات الحُكم والمُصطَلَحات مثل: "أنت تتصرّف بشكلٍ طُفُولي في الوقت الحالي". "لقد سئمت من مواقفك". سوف يستجيبُ شريكك في غضب ولن يتمّ حلّ أيّ شيء أبدًا.

الأزواج الذين يعرفون كيفية التواصل بفعالية هم قادِرُون على حلِّ المشاكل في مهدها قبل أن تتفاقَم.

يُساعدك التعمُّق في استخدام تقنيات الاتصال على إنشاء مكانٍ آمن في العلاقة حيثُ يمكن مُعالجة جميع المشكلات وحلِّها.

قم بإعطاء الأولوية لفهم شريك حياتك بدلاً من التركيز على الفوز في الحُجج الخاصَّة بك. من الأفضلِ أن تكون سعيدًا من أن تكون على صواب.