ما هو الإبداع؟ كلنا نملكه، ونحتاجه !

كثير من الناس لديهم ذلك الافتراض الشّائع بأنَّ الإبداع هو موهبة فطرية. فقط مجموعة خاصَّة من الناس مُبدعون بطبيعتهم، وللأسف لا يمتلِك الجميع هذه القُدرة الخاصَّة. لديك إما الذوق الإبداعي أو الموهبة الفِطرية. ولكن هذا أبعد ما يكُون عن الحقيقة!

إذاً ما هو الإبداع؟

ما هو الإبداع



هل يمكن لأيِّ شخصٍ أن يكون مُبدعاً!

والحقيقة هي أنَّ كل شخص لديه القُدرة الإبداعية الفطرية. على الرَّغم ممَّا يعتقده مُعظم الناس، فإنَّ الإبداع هو مَهَارة يمكنُ للجميع تعلُّمها وصقلها. كيف ذلك؟

يجب أن تبدأ بتوسيع تعريفك للإبداع. ومن المفارقات، عليك أن تكون مبدعًا و "تفكِّر خارج الصندوق".. بهذا التعريف! الإبداعُ في صميمه، هو القُدرَة على رُؤية الأشياء بطريقة لا يستطيع الآخرون رُؤيتها. إنَّها مهارة تُساعدك في العُثُور على وجهات نظرٍ جديدة لإنشاء إمكانيات وحلولٍ جديدة للمَشَاكِل المُختلفة.

لذلك، إذا واجهت تحدّيات ومُشكلات مختلفة تحتاج إلى حلٍّ على أساسٍ مُنتظم، فإنَّ الإبداع هو مهارة لا تقدَّر بثَمَن.

دعنا نقول، على سبيل المثال، أنك تعمل في المبيعات. سيُساعدك امتلاك الإبداع في البحث عن طرقٍ جديدة للتواصل مع العُملاء المحتملين والتواصُل معهم. أو ربما كنت مدرِّسًا. في هذا الدور، عليك أن تبحَثَ باستمرار عن طرقٍ جديدة لتقديم رسالتك وتعليم طلابك.

كيف يعملُ الإبداع حقاًّ؟

اسمحوا لي أن أُسقط الآن فكرة خاطِئة عن الإبداع، وهي أنه يستخدم فقط لإنشاء أشياء "جديدة" تمامًا. مرة أخرى، هذا أبعد ما يكُون عن الحقيقة. لأنه لا يوجد شيء جديد تمامًا أو أصلي.

كلّ شيء، بما في ذلك الأعمال الفنيّة، لا يأتِي من لا شيء. كلّ شيء مستمد من نوع من الإلهام. هذا يعني أنَّ الإبداع يعمل من خلال ربط الأشياء معًا من أجل استنباطِ معنى أو قيمَة جديدة.

من هذا المنظُور، يمكنك رؤية الكثير من الإبداع في العمل. في مجال التكنولوجيا، تجمع شركة أبل بين أجهزة الكمبيوتر التقليدية مع التصميم والجمال لإيجاد طرقٍ جديدة لاستخدام المنتجات الرقمية. في الموسيقى، قد يستلهم الموسيقي أنماطًا مختلفة من الموسيقى والأدوات والإيقاعات لإنشاء نوعٍ جديد تمامًا من الأغاني.

كل هذه الأمثلة تتعلَّق بربط الأفكارِ المختلفة، وإيجاد أرضية مشتركةٍ بين الاختلافات، وخلق فكرةٍ جديدة تمامًا عنها.

الإبداع يحتاجُ إلى نيَّة

الإبداع الحقيقي لا يتعلَّق بلحظاتٍ للأفكارِ العشوائية. بدلاً من ذلك، لكي تكون مبدعًا حقًا، يجب أن يكون لديك اتجاه. عليك أن تسأَلَ نفسك هذا السؤال:

"ما المُشكلة التي أحاول حلَّها؟"

فقط من خلال معرفة إجابة هذا السُّؤال، يمكنك البدءُ في استعراض عضلاتِ إبداعك.

في كثير من الأحيان، ترتبطُ فكرة الإبداع "الصحيح"، بالحدس والخيال. وبالتالي يتم التركيز بشكلٍ كبير على الدماغ عندما يتعلَّق الأمر بالإبداع.

ولكن، لتحقيق أقصى استفادةٍ من الإبداع، تحتاجُ إلى استخدام كِلا جانبي عقلك - اليمين واليسار - ممَّا يعني استخدام الجزء التحليلي والمنطقي من عقلك أيضًا.

قد يبدُو هذا مفاجئًا لك، ولكن الإبداع يرتبطُ كثيرًا بحلِّ المشكلات. وحلُّ المشكلات بطبيعته ينطوي على المنطق والتحليل. لذا، بدلاً من التخلص من الدماغ "الأيسر"، فإنّ الإبداع الكامل يحتاجُه للعمل في انسجامٍ تام.

على سبيل المثال، عندما تبحث عن أفكارٍ جديدة، فإنَّ عقلك "الأيسر" سيرشِدُك إلى مكان التركيز، والذي يعتمد على هدفك وراء الأفكار التي تبحثُ عنها. يرشدُك العقل "الأيمن" إلى التجمُّع والاستكشاف بناءً على تركِيزك الحالي.

وعندما تقرّر تجربة هذه الأفكار الجديدة، سيُعطيك عقلك "الصحيح" حلولًا جديدة خارج الحلول التي تعرفُها بالفعل. يساعدك دماغك "الأيسر" في تقييم الحُلُول وضبطِها لتعمل بشكلٍ أفضل أثناء الممارسة. لذا، فإنَّ المنطق والإبداع يعمَلَان جنبًا إلى جنب، وليس أحدهما على حساب الآخر.

الإبداع هو مهارة

في النهاية، الإبداعُ هو مهارة. إنها ليست موهبة فطرية أو طبيعية مولودة لدى البعض فقط. ما يعنيه هذا هو أنه يمكنُ ممارسة الإبداع والابتكار وتحسِينهما بشكلٍ منهجي.

يمكن قياس المهارة وتحسينها من خلال حلقة التغذية المرتدَّة Feedback، ويمكن ترقيتُها باستمرار بمُرُور الوقت عن طريقِ الممارسة المُنتظَمَة. من خلال الممارسة المنتظمة، يمرُّ إبداعك بمراحِل مختلفة من الكفاءة. هذا يعني أنه يمكنك أن تصبح أكثر وأكثر إبداعا!

إذا لم تعتقِد مطلقًا أنَّ الإبداع ملائمٌ لك، أو أنه ليس لديك موهبة لكونك مبدعًا ... فكر مرة أخرى! يمكنك استخدام الإبداع في أيِّ جانب من جوانب حياتك. في الواقع، يجب عليك استخدامه، حيث سيسمحُ لك باختراق حلقتِك المُعتادة، وإخراجك من منطقة الراحة الخاصَّة بك، وإلهامك للنُّمو وتجربةِ أشياء جديدة.

سوف يمنحُك الإبداع بالتأكيد ميزَة عندما تحاول حلّ مشكلة أو التوصُّل إلى حلول جديدة.

المصدر