كيف يمكن للرعاية الذاتية أن تساعدك على أن تعيش حياتك الأفضل

متى كانت آخر مرة قمت فيها بشيءٍ لنفسك؟

للرعاية الذاتية



حسنًا، كما هو مذكورٌ أعلاه، هناك اعتقادٌ خاطئ شائِع لدى الكثير منَّا حول الرعاية الذَّاتية: أنّه يتعلق فقط بالتساهل والاستمتاع.

ومع ذلك، فإنَّ الرعاية الذاتية تتجاوزُ التساهل. يتعلق الأمر في الواقع باحترام عقلك وجسمك، وفهم حدودِه، والقُدرة على الاعتناء بكلِّ جزءٍ من أجزاء نفسك، بطريقة شُمُولية.

وليس عليك حقًا اتخاذ إجراءاتٍ صارمة أو القيام بأيّ شيءٍ محدَّد - مثل التأمُّل أو اتباع نظام غذائي نباتي - من أجلِ ممارسة الرعاية الذاتية. عليك فقط التأكد من أنّ ما تفعله هو في مصلحتِك.

إذا كيف يمكنك تحقيق ذلك؟

فيما يلي بعض الأساليب التي أثبتت جدواها والتي ستساعدك على أن تصبح أفضل نسخة منك.

استمِع الى نفسك

الجزء الأكبر من الرِّعاية الذاتية هو مَعرفة نفسك.

هذا يعني معرفة حدُود جسمك، والتوافق مع مشاعرك وعواطِفك وأفكارك. لذلك من المهمّ إذن معرفة من أنت وماذا تريد أن تفعَلَ في الحياة، لكي تقول حقًا أنك تعرف نفسك.

ما هو هدفك؟

هل فكّرت في هذا السُّؤال؟

هدفك لا يجب أن يبقى كما هو طوال حياتك. ما وجدته غرضًا في سن 19 قد يكون مختلفًا في سن 49.

في وضعك الحالي، فكِّر في الأدوار المُختلفة التي لديك - كعامل، أو زوج، أو شريك، أو أحد الوالدين..  إلخ.

هل تشعر أنك تفي بغرضِك من خلال أيّ من هذه الأدوار؟

كل ما عليك فعله هو التأكد من أنّ ما تطارده مفيدٌ لك؛ فذلك سيجلبُ التركيز والدافع بما أنّك تسعَى لتحقيق أهدافك.

إذا كان لديك هدفٌ محدَّد، فهذا رائع! أنت تعرف ما الذي يدفعك ولماذا.

ولكن، إذا كنت لا تشعر أن لديك غرضًا مسمرًا، فمن الجيِّد أن تبدأ بالسُّؤال عن السَّبب.

على سبيل المثال، لماذا تعمل في عملك أو صناعتك الخاصَّة؟ إذا كان السَّبب غامضًا أو غير واضِح، فستكون طاقتك التحفيزية هي نفسها. في هذه الحالة، قد تجد أنَّك لا تملك اتجاهًا للمكان الذي تتجه إليه في الحياة.

إبحث عن التعليم المستمر

الآن، قد يبدو هذا أقل شيوعًا عندما تفكر في الرِّعاية الذاتية، ولكن التعلُّم مدى الحياة مفيد بشكلٍ لا يصدَّق ومكوِّن مهمّ للعناية بنفسك.

إنه عملي للغاية

التعلُّم مدى الحياة عملي للغاية في هذه الأيام ولا يتطلَّب الكثير من الجهد الذي كان عليه في الماضي. في هذا اليوم من الإنترنت، كلّ ما يمكنك أن تتخيَّله هو في متناول يدك.

لا تحتاج إلى الذهاب فعليًا إلى مؤسسة تعليمية للتعلُّم. يمكنك مشاهدة مقاطع فيديو Youtube لتعلُّم مهاراتٍ جديدة، وحضور دورات عبر الإنترنت للحصول على درجة ما، والمرُور من خلال عددٍ لا نهائي من المقالات والكتُب والمجلاَّت من الأخبار ذات السُّمعة الطيبة والمواقع الإعلامية.

عندما تدفع نفسك باستمرار للتعلُّم وتناول أشياء جديدة، تتحسَّن صحتك العقلية أيضًا. تُشير الأبحاث إلى أنَّ العقل النَّشط هو المسؤُول عن تقليلِ فقدان الذاكرة المُرتبط بالعمر وتحسِين القدُرات الإدراكية الشاملة.

ثقتُك بنفسك سوف ترتفعُ بسُرعة

ستحسّن أيضًا قدرتك الذاتية حيث تتعلّم أن تتخطَّى منطقة الراحة الخاصة بك، ممَّا سيؤدي إلى تحسين ثقتك بلا شك.

ستنمو أيضًا بشكل أفضل مع الآخرين من خلال توسيع قاعدة معارفك. يعرّفك التعلم بالعديد من الأفكار والمنظُورات الجديدة التي ربما لم تفكّر فيها أبدًا. هذا أيضا يزيد من القدرة على التكيُّف الخاص بك. سواء أكان ذلك في العمل أم مجرَّد الرغبة في التكيُّف مع المجتمع، وأقرانك، وأحبّائك، فإنَّ التعلُّم مدى الحياة يعدك لمواجهة تحديات جديدة.

ستكون مرغوباً أكثر في سُوق العمل

سببٌ آخر واضح للتعلُّم المستمرّ، هو أنَّ قابلية توظيفِك سوف تزيدُ أيضا.

مع الاقتصاد المتغيّر باستمرار، والتأثيرات الضَّخمة للتكنولوجيا ووسائل التواصُل الاجتماعي والعُلُوم وما إلى ذلك، تتغير المهام والأدوار بهذه السُّرعة استجابةً لمتطلَّبات العمل المتغيرة، تصبح مهمة قاعدة بيانات توصيف الوظائف مهمَّة شاقة.

في السنوات الماضية، كان الاستقرار سمة من سمات عالم العمل. تمَّ إنشاء الإجراءات والمعلومات والوظائِف والمؤسَّسات وتوفير الاستمرارية.

اليوم، ومع ذلك، تختفي الوظائف والشركات والتكنولوجيا ويجري إنشاؤها في وقت واحد. للبقاء حاليًا والحفاظ على ميزة تنافسية في سوق رأس المال البشري، يواجه الفرد تحديًا مستمرًا في التعلم.

تحسين عاداتك (سواء في العمل أو في المنزل)

الآن، آخر نَصِيحة أريد أن أقدِّمها إلى نظام رعايتِك الذاتية، هي تحسينُ عاداتك.

تحدِّد العادات من أنت، وتتراكم على مرِّ الزمن. أنت ما تأكله مثال رائع على ذلك. إذا كنت تعتاد على تناول الأطعمة التي تغذِّي جسمك، بدلاً من أن تجعل جسمك يشعر بالسوء، فستكون أكثر صحَّة بشكل عام.

العادات الجيدة تسمح لك بالوصول إلى أهدافك

نظرًا لأنَّ العادات تملي أيامك ولياليك، مثل الاستيقاظ كل صباح للوصول إلى العمل قبل وقت معيّن، أو تفريش أسنانِك قبل وقت النوم كل ليلة، فإنها تلعب دورًا رئيسيًا في تحقيق أهدافنا أو عدم تحقيقها.

عندما تقوم بتكوين عاداتٍ تسمح لك بالتقدُّم نحو تحقيق أهدافك، فأنت تعيش تلقائيًا يومًا هادفًا كل يوم.

العادات تجعل من وقتك أولوية

كيف تقضي وقت فراغك؟ هل تختار الجلوس على الأريكة في مُشاهدة Netflix بشكل سلبي، أم أنك تشارك في أنشطة تدعم هدفك في الحياة؟

من الطبيعي أن تضيع الكثير من الوقت خلال اليوم، لكن تعزيز العادات الجيِّدة سيجعلك تضع نمطًا لكيفية قضاء وقتك وتمنحُك خيارًا لما تختاره لقضاء وقتك. من خلال تحسين عاداتك، ستجد أنّك يمكن أن تكون أكثر إنتاجية. عندما تخلُق عاداتٍ جيدة، تُصبح أكثر فاعلية مع وقتك وتضيع الكثير.

هذا في جوهره يخلق تأثيرًا إيجابيًا عامًا على حياتك، ممَّا يسمحُ لك بمعالجة عقلك وجسمك جيدًا، وهذا هو السَّبب في أنَّ تحسين عاداتك مهمٌّ جدًا للعناية الشخصية.

رفاهُك يأتي أولاً

نحن نعيش في مجتمعٍ سريع الخطى، حيث غالبًا ما ننشغل بعملنا وعائلاتنا ونحافظ على حياتنا الاجتماعية ودراساتنا وكلّ شيء بينهما. 

قد يبدو هذا أنانيًا، ولكن الحقيقة هي أنّه إذا كنت تريد حقًا ضَمان سلامة الطفل، فيجب أن تأتي سلامتك أولاً حتى تتمكَّن من حماية الطفل، ورعايته دون أيّ مضاعفات من نهايتك.

الشيء نفسه ينطبق على الرِّعاية الذاتية. نحن بحاجةٍ إلى التأكد من أنَّ رفاهنا هو الأولوية، حتى نتمكَّن من أن نكون الأفضل للأشخاص من حولنا.

الاستماع إلى نفسك وممارسة التعلم مدى الحياة وتحسين عاداتك هي خطوات يمكنك اتخاذها لضمان أن تكون دائمًا في أفضل حالة ذهنية، إلى جانب التساهل والراحة التي تكافئها بها.

المصدر