ابدء في عيش حياة إيجابية من خلال اتباع هذه الخطوات الـ4 البسيطة

كلُّنا نعرف كيف نميّز بين الإيجابي والسلبي. الأمر مثل الأبيض والأسود، الجيّد والسيئ، والصواب والخطأ. لذلك، فإنَّ الرَّغبة في عيش حياةٍ جيدة وإيجابية أمرٌ طبيعي بالنسبة لنا.

حياة إيجابية



الحياة الإيجابية تختلفُ عن هدفٍ معيّن أو الرّغبة. إذا كنت تريد شيئًا معينًا مثل المال أو عمل أو شخص ما - فقد تملك ذلك، ولكن لا يزال هناك شيء لا يمكنك التحكُّم فيه دائمًا.

لكن الحياة الإيجابية هي شيء يمكنك دائما السَّيطرة عليه وتغييره من الداخل لأنّه يمكنك أن تعيش حياة إيجابية بغضِّ النظر عن مكان وجودك، أو من أنت، أو ما تفعله.

تأخذك هذه المقالة من خلال 4 خطواتٍ بسيطة تُساعدك على الابتعاد عن السلبية وتبدأ الحياة الإيجابية التي تستحقها.

1- سيطِر على عقليتك الخاصّة 

هل تعلم أنَّ معظم ردود أفعالنا وأفعالنا تخضع لسيطرةِ عاداتنا؟

دعنا نستخدم مثالاً:

قد تستيقظ كلّ يوم برنين منبه مزعِج وهذا يسبب ردّ فعل سلبي. لماذا؟ حسنًا، لقد أدخلت فكرة أنّ الاستيقاظ مبكراً هو أمرٌ سيء. ثم جعل عقلك المنبه بمثابة الزّناد. صوته الآن يربطك بشيء سلبي.

من الطبيعي أن تكون متعبًا في الصباح، ولكن لا يتعيّن عليك بدء يومك من خلال التسبب في غضبٍ شديد. على الرغم من أنك أخبرت نفسك بأنه بخير وأنّه رد فعل "طبيعي"، إلا أنه في الواقع أمر برمجته بنفسك في ذهنك.

يستغرق تغيير طريقة تفكيرك بعض الوقت نظرًا لإعادة تكوين طريقة تفكيرك، ولكنها لا تزال خطوة بسيطة. الخبر السار هو أنه لديك بالفعل أفكار - يمكنك تغييرها.

ربما أخبرت نفسك بأنّ ردودك السلبية اليومية على أشياء معينة أمرٌ طبيعي وأنّها خارج سيطرتك في هذه المرحلة لأنَّ التفاعل يتم بدون وعي. لكن العقل اللاواعي ليس عقلًا ثانويا يلعب بقواعده الخاصة. إنه شيء يمكنك التحكم فيه وإعادة برمجته.

يشرح جون بارغ كيف يعمل العقل اللاواعي. يمكن التحكم فيه إذا أردنا: 

"لدينا عقل وحيد موحَّد يعمل في كل من الوضع الواعي واللاوعي، دائمًا باستخدام نفس مجموعة الآلات الأساسية، مع ضبط دقيق على مدار الوقت التطوري."

هذا يعني أنه يمكنك التحكم في عقلك ويمكنك تغيير نظرتِك للأمور.

تذكر، المنبّه هو مجرد مثال على عادة يومية أو روتينية يمكن أن تتحكَّم في عقلك مع أو بدون علمك.

الأمر لا يتعلق برنين المنبه. لا يمكنك إيقاف المنبه دون أن تتخلص من مسؤولياتك. المشكلة ليست في المنبه. المشكلة ليست حتى في ردِّ فعلك. المشكلة هي أنك قمت ببرمجة هذا التفاعل دون أن تلاحظه.

إذا قمت بإنشاء عقلية تتفاعل مع هذه المواقف برد فعل إيجابي، فستقوم بإعادة برمجة نفسك يومًا بعد يوم.

نعم، عليك الخروج من السرير مبكراً. ولكن ماذا تريد؟ أنت لا تزال ترغب في الخروج من السرير وتفعل شيئا مع يومك. ما زلت تريد أن تعيش حياتك. بدلاً من السماح لصوت المنبه بتذكيرك بما لا تريده، اجعله تذكيرًا بقدوم يوم جديد - هذا رائع - لأن هذا اليوم ملكك.
2- إحفظ الكلمات الإيجابية

يبدو من السهل جدًا أن يكون ذلك صحيحًا، ولكن عن طريق حفظ قائمة الكلمات الإيجابية، يمكنك إجبار عقلك على استخدام الكلمات الإيجابية في كثير من الأحيان، وهذا سيساعدك على عيش حياةٍ أكثر إيجابية. بنفس الطريقة التي يمكنك بها إعادة برمجة عقلك، يمكنك إعادة كتابة المفردات الخاصَّة بك. سوف تبدأ الكلمات تأتي إليك بشكل طبيعي وسوف تتغيَّر آفاقك.

لقد قام بعضُ علماء النفس بقياس الكلمات التي تعتبر إيجابية وسلبية  ولكن إذا فكرت في الأمر، فمن المحتمل أنَّك تعرف الكلمات بنفسك. الأمر لا يتعلق بتثقيف نفسك وتعلُّم كلماتٍ جديدة. الأمر يتعلَّق باستخدام ما هو موجود بالفعل في داخلك.

بمجرَّد البدء في استخدام كلمات أكثر إيجابية، لن يؤثِّر ذلك على طريقة تفكيرك فحسب، بل سيؤثر أيضًا على الأشخاص من حولك.

هل لاحظت كيف يميل الأشخاص الإيجابيون والسُّعداء إلى نشر مزاجهم إلى الآخرين من حولهم؟ عادة ما تقابل الابتسامة بابتسامة أخرى. من المرجَّح أن تتم مقابلة إيجابية مع نفس النغمة الجيدة.

3- ركّز على ما يهمّ

كتب مارك مانسون كتابًا بعنوان "فن اللامبالاة"، مما يدفع الكثيرين إلى الاعتقاد بأنه لا يهتم بأيّ شيء. هذا لا يمكن أن يكون أبعد عن الحقيقة.

الشيء الوحيد الذي يجب عليك إدراكه هو أنه سيكون هناك دائمًا أشياء سلبية وإيجابية في حياتك، ولكن يمكنك التحكم في الأشياء التي تؤثر عليك.

نعم، لديك القدرة على الاهتمام بالأمور المهمَّة. انها بسيطة كما يبدو. القِ نظرة على ماضيك وحاضرك ومستقبلك. كم مرة أضعت طاقتك على شيء لم يكن مهمًا في النهاية؟

صحيح أنَّنا لا يجب أن نهتمّ بكلّ شيء. لا ينبغي لنا أن نهتمّ بأشياء معينة مثل ما يفكر به زملاؤنا القدامى فينا، أو ما يقوله الناس عنّا أو انزعاجنا من زميل العمل الذي يتحدث خلف ظهرك.

في النهاية، لن تتمكن مطلقًا من الفوز بجميع جوانب حياتك ولا يمكنك التركيز على كل شيء.

ما يمكنك القيام به هو تحديد الأولويات. ما الذي يهمُّ فعلاً بالنِّسبة لك؟ احجب كل شيء آخر وركِّز على ما يجب أن تهتم به.

4- تعلَّم أن تقول "لا"

بالنسبة إلى بعض الأشخاص، من الصَّعب أن نقول لا، لأن ذلك يعني أنك إما تركت أحدًا أو تركت فرصة. إذا نظرت إلى الكلمات "نعم" و "لا" ، فإن معظم الناس سوف يرون كلمة "لا" ككلمة سلبية وليست كلمة إيجابية.

الشيء الذي ينساه الناس هو أنه لا يمكنك أن تقول نعم لكلِّ شيء. عندما تقول نعم لشيء ما، فأنت تقول أيضًا أنه لا يوجد شيء آخر. ربما طلب منك رئيسك العمل في وقت متأخر الانتهاء من مشروع، لذلك أنت تقول نعم لأنك لا تريد أن يخيب ظنُّه بك. في الوقت نفسه، قد يعني هذا أنك ستفوت اللعب مع طفلِك، على الرغم من أنك وعدته بأنك ستكون هناك.

الفكرة هي أنه في كل مرة تقول فيها نعم، فأنت تول لا. في كل مرة تختار القيام بشيء واحد ، فأنت تأخذ الوقت من شيء آخر. سيكون أمراً رائعاً لو استطعنا القيام بكل شيء، لكننا لا نستطيع ذلك.

عليك أن تتعلَّم أن تقول "لا". يمكن أن تكون هذه الخطوة بسيطة جدًا لأنها في الواقع مجرد امتداد للخطوة المذكورة أعلاه. ستتعلم أن تقول "لا" عن طريق معرفة ما تريده حقًا وما لا تريده. بهذه الطريقة لن تقول "لا"، عندما ترفض شخصًا أو شيئاً ما"، لأنك ستعرف أنك قد اخترت بالفعل أن تقول نعم لشيء آخر.

تبدأ الحياة الإيجابية من الداخل، وبالرغم من أن لا شيء (نادراً) يتغير بشكل جذري من يوم إلى آخر، فإن الحياة الإيجابية يمكن أن تأتي بسهولة من خلال اتباع هذه الخطوات البسيطة.

المصادر: psychologytodayuvmlifehack