إليك أفضل طريقة لخلق رؤية للحياة التي تريدها

قد يبدو أنّ خلق رؤيةٍ لحياتِك وكأنَّه مضيعةٌ تافهة للوقت، ولكن الأمر ليس كذلك: إنَّ خلق رؤيةٍ مُقنعة للحياة التي تُريدها هي في الواقع واحدة من أكثرِ الاستراتيجيات فعالية لتحقيقِ حياة أحلامك.

خلق رؤية للحياة التي تريدها



ربّما تكون أفضل طريقةٍ للنَّظر إلى مفهومِ رؤية الحياةِ بمثابة بوصلةٍ للمُساعدة في توجيهِك لاتخاذ أفضلِ الإجراءاتِ واتخاذِ الخياراتِ الصَّحيحة التي تساعد على دفعِك نحو حياتِك الأفضل.

لماذا تحتاج رؤية

يدعمُ الخبراء وقصص النَّجاح في الحياة فكرة أنَّه بوجود الرُّؤية في ذهنِك، فمن المرجَّح أن تنجَحَ أكثر بكثير ممَّا يمكنُ تحقيقه دون رؤيةٍ واضحة. فكِّر في صياغةِ رُؤيتك في الحياة على أنَّها رسمُ مسارٍ لأحلامك الشَّخصية والمِهنية. رضا الحياة والسعادة الشخصية في متناول يدك.

الحقيقة القاسِية هي أنَّك إذا لم تطوِّر رُؤيتك الخاصَّة، فستسمحُ لأشخاصٍ آخرين وظروفٍ أخرى بتوجيهِ مسار حياتك.

كيف تصنع رؤية لحياتك

لا تتوقَّع امتلاك رؤية واضحة ومحدَّدة بين عشيَّة وضحاها - إنَّ تصور حياتِك وتحدِيد المسار الذي ستتبعه يتطلَّب الوقت والتأمُّل. تحتاجُ إلى غرسِ الرؤية والمنظور، وتحتاج أيضًا إلى تطبيق المنطق والتخطيط للتَّطبيق العملي لرُؤيتك.

تنفتح أفضل رؤيةٍ لك من خلال أحلامك وآمالك وتطلُّعاتك. وسوف يتردَّد صداها مع قيمك ومثلك العليا، وسوف تولِّد الطاقة والحماس للمُساعدة في تعزيزِ التزامِك لاستكشاف إمكانياتِ حياتك.

ماذا تريد؟

يبدو السُّؤال بسيطًا بشكلٍ خادع، ولكنه غالبًا ما يكون صعب الإِجابة. السّماح لنفسك باستكشافِ رغباتِك العميقة قد يكون مخيفًا جدًا. قد لا تعتقد أيضًا أنه لديك الوقت للنَّظر في أمر غريب مثل ما تريده من الحياة، ولكن من المهمِّ تذكيرُ نفسك بأنَّ حياة الإنجاز لا تحدث عادةً عن طريق الصّدفة، ولكن بالتصميم.

من المفيد طرحُ بعض الأسئِلة المُثيرة للتفكير لمُساعدتك في اكتشاف إمكانياتِ ما تريده من الحياة. ضع في اعتبارك كلّ جانبٍ من جوانبِ حياتك الشَّخصية والمهنية والملمُوسة وغير الملمُوسة.

تأمّل في جميعِ المجالات المهمَّة، العائلة والأصدقاء، العمل والنجاح، الصحَّة ونوعية الحياة، التواصل الرُّوحاني والنُّمو الشخصي، ولا تنس المرح والمتعة.

بعض النَّصائح لإرشادك:

 - تذكَّر أن تسأل نفسَك لماذا تريد أشيَاء معيَّنة.
 - فكِّر في ما تُريد وليسَ في ما لا تريده.
 - إِمنح نفسك الإذن بالحلم.
 - كن مبدعًا. ضَع في اعتبارك الأفكار التي لم تفكِّر فيها أبدًا.
 - ركِّز على رغباتِك، وليس ما يتوقَّعه الآخرُون منك.

بعض الأسئِلة لبدءِ الاستِكشاف الخاص بك:

 - ما الذي يهمُّك حقًّا في الحياة؟ ليس ما يجب أن يهمّك، بل ما يهمّك-.
 - ما الذي ترغب في الحصول عليه أكثر في حياتك؟
 - ضع المال جانباً للحظة؛ ماذا تريد في حياتك المهنية؟
 - ما هي مشاعرك وأحلامك السرية؟
 - ما الذي من شأنه أن يجلِب المزيد من الفرح والسَّعادة في حياتك؟
 - كيف تريد أن تكون علاقاتُك؟
 - ما هي الصِّفات التي ترغبُ في تطويرها؟
 - ما هي قيمك؟ ما هي القضايا التي تهمُّك؟
 - ما هي مواهبك؟
 - ماذا تريد أن تنجز؟
 - ما الذي تريد تركه حين تموت؟

قد يكون من المفيد كتابة أفكارِك في دفتر أو لوحة رؤية إبداعية إذا كنت من النوع الإبداعي. أضِف أسئلتك الخاصة واطلُب من الآخرين ماذا يريدون من حياتِهم. استرخ واستمتع بهذا التمرين. قد ترغب في وضع إجاباتك جانباً لبعض الوقت والرجوع إليها لاحقًا لمعرفة ما إذا كان هناك أيّ تغيير أو إذا كان لديك أي شيء تريد إضافته.

كيف ستبدو حياتك الأفضل؟

صِف حياتك المثالية بالتفصيل. اسمَح لنفسِك بالحلم والتخيُّل، وخلق صورةٍ حيَّة. إذا لم يكُن بإمكانِك تصوُّر صُورة، فركّز على الطَّريقة التي ستشعُر بها في تلك الحياة. إذا وجدت صعوبة في تصوُّر حياتك بعد 20 أو 30 سنة من الآن، فابدأ بخمس سنوات، حتى بعد سنواتٍ قليلة من المُستقبل ستعطيك مكانًا للبدء. ما تراه قد يُفاجئك. ضع جانبا الأفكار المسبَقَة. هذه هي فرصتك للحُلم والتخيل.

بعض المطالبات التي تطلب منك البدء:

 - ما الذي قد أنجزتَه بالفعل؟
 - كيف ستشعُر حول نفسك؟
 - أيّ نوع من الناس موجُودون في حياتِك؟ كيف تشعُر حيالهُم؟
 - كيف يبدو يومُك المثالي؟
 - أين أنت؟ أين تعيش؟ فكِّر في التفاصيل، المدينة، أو الولاية، أو البلد، أو نوع المجتمع، أو المنزل، أو الشقة، والأسلوب والجو.
 - ما الذي سوف تقوم به؟
 - هل أنت مع شخصٍ آخر، مجموعة من الناس، أو وحدَك؟
 - ماذا ترتدي؟
 - ما هي حالتُك الذِّهنية؟ سعيد أو حزين؟ محفّز أو محبط؟
 - كيف يبدو جسمك؟ كيف تشعر حيال ذلك؟

من المهمِّ التركيز على النتيجة، أو على الأقلّ نقطة في حياتك. لا تفكِّر في عملية الوُصُول إلى ذلك بعد - هذه هي الخُطوة التالية. امنَح نفسك الإذن لإعادة النَّظر في هذه الرُّؤية كلّ يوم، حتى ولو لبضعِ دقائق فقط. أبقِ رُؤيتك على قيد الحياة وفي مقدِّمة عقلك.

خطِّط للخَلف

قد يبدُو الأمر معاكساً أنه تخطِّط للخلف بدلاً من الأمام، ولكن عندما تخطِّط لحياتك من النتيجة النهائية، يكون من المفيد غالبًا التفكير في الخُطوة الأخيرة والعمل على العودة إلى المرحلة الأُولى. هذه في الواقع استراتيجية قيِّمة وعملية لجعلِ رُؤيتك حقِيقة.

 - ما هو آخر شيء يجب أن يحدث لتحقيقِ حياتك الأفضل؟
 - ما هو أهمُّ خيارٍ عليك القيام به؟
 - ما الذي تحتاجُه للتعلُّم على طولِ الطريق؟
 - ما هي الإجراءات الهامَّة التي يتعيَّن عليك اتِّخاذها؟
 - ما هي المُعتقدات التي تحتاجُها للتغيير؟
 - ما هي العَادَات أو السُّلوكيات التي كنت ستضطرُّ إلى غرسِها؟
 - ما نوع الدَّعم الذي كنت ستضطرُّ إلى تجنِيده؟
 - كم من الوقت ستحتاجُ لتحقيقِ حياتك الأفضل؟
 - ما الخطوات أو النِّقاط الأساسية التي تحتاجُ إلى الوصولِ إليها على طُول الطريق؟

حان الوقتُ الآن للتفكير في خُطوتِك الأُولى، والخُطوة التالية بعد ذلك. تأمَّل في الفجوة بين المكانِ الذي أنت فيه الآن والمكان الذي تُريد أن تكون فيه في المُستقبل. قد يبدو الأمر مُستحيلاً، ولكن يمكنُ تحقيقه تمامًا إذا كنت تتعاملُ معه خطوةً بخطوة.

من المهمِّ إعادة النَّظر في هذه الرُّؤية من وقتٍ لآخر. لا تتفاجأ إذا تغيَّرت إجاباتك على الأسئِلة ورُؤيتك الفنية، والخُطط النَّاتجة. هذا يمكن أن يكون في الواقع أمرٌ جيِّد جدًّا. عندما تتغير بطرقٍ غير متوقَّعة، ستتغيَّر أيضًا أفضل حياةٍ تتصورُّها. في الوقتِ الحالي، من المهمِّ أن تنجرّب هذه العملية، وخلقُ رُؤيتك، واتخاذ الخُطوة الأولى نحو جعلِ هذه الرُّؤية حقيقة.