ماذا تفعل عندما لا يكون لديك فكرة عما تفعله في حياتك !

يبدأُ الضَّغط لمعرفةِ ما تفعله بحياتِك مبكِّراً، ويبدأ في شكلِ مُزاح. "ما الذي تُريد أن تكونه عندما تكبُر؟" يسألك والديك في الرَّابعة من العُمر، في الغالِب لأنَّ من اللَّطيف رُؤية بشرٍ ضئيل الحَجم يُثرثِرُ حول خياراتٍ مهنيةٍ غير مُحتملة.

ماذا تفعل



لا تكمُن المُشكلة هنا في ضرُورة اختيار شيءٍ ما؛ إنَّ الطريقة التي نؤطِّر بها الاختيار تجعلُ الإجابة تبدو نِهائية للغاية: اختَر مهنة، وابدأ بالرَّكض نحوها متعلِّقاً بالأمل وتأمُل أن تكون هي. لكن هذا النَّهج لا يسمحُ بالتغيُّرات الطَّبيعية والانعِطافات وتغييرات الدَّورة التي تشكِّل جزءًا من رِحلة حياتِك. وفي النّهاية تترُك لك شُعوراً بالذَّنب إذا انحرفتَ عن المسَار.

ولكن إليك ما يلِي: عندما تسأل الأشخاص النَّاجحين، لم يكن لدى مُعظمهم رُؤية حول المكان الذي سينتهُون به في النِّهاية. لكنَّهم بدأوا في اتخاذ خطواتٍ قليلة - ليس دائماً في الاتجاه الصَّحيح في البداية - والتي أدَّت بهِم إلى حيثُ هم الآن.

على سبيلِ المثال، خُذ "آدم ستيلتزنر" من وكالة ناسَا، وهو يدير عمليات هبوط على المريخ. ولكن قبل أن يهبِط بمعدَّات حديثة باهِظة الثَّمن على كواكِب بعيدة، كان يرسبُ في مدرسة الموسيقى في "سان فرانسيسكو".

تبدو رحلتُه من الضَّياع إلى المركبة الفضَائِية على سطحِ المريخ ضخمةً عندما تفكِّر فيها كقفزةٍ واحدة. ولكن كلّ شيء بدأ ليلة واحدة، وذلك عندما نظر آدم إلى السَّماء ولاحَظ أن النُّجوم لم تكن في نفسِ المكان الذي بدأته.

لمعرِفة السَّبب، قام بالتَّسجيل في قِسم علم الفلك، وهكذا حتَّى انتهى من حصُوله على درجةِ الدُّكتوراه في الهندسَة الميكانيكية، والحصُول على وظيفةٍ في مختبر الدَّفع النفَّاث التابع لناسَا. في ناسَا، بدأ في إِرسالِ جميع أغرب المشاكِل وأكثرها صعُوبة، وسُرعان ما وجد نفسه في قسمٍ جديد في مُختبر الدَّفع النفاث: الذي يتعامل مع عمليات الإنزال. منذ أن هبَط على عدَّة مَركبات رُوفرز.

حدَث ذلك على مدى سنواتٍ عديدة، ولكن كلّ شيء بدأ عندما نظَر إلى السَّماء، وطَرَح سؤالاً واتخذ الخُطوة الأولى نحو الإجابة عليه.

للتَّخفيف من الضَّغط الساحق الذي تشعُر به حيال كلِّ ذلك، انظُر إلى رِحلة آدم وحاول إعادة صياغة السُّؤال "ما الذي يجب أن أجرّبه أولاً؟" أو "ما السُّؤال الذي أرغبُ في معرفة المزيدِ عنه؟"

إذا تبنّيتَ فكرة عدمِ وجود نقطة نهاية محدًّدة وأي خطَّة يمكنك رسمها تمامًا - فقط المخطَّط الذي ستراه عند الرُّجوع إلى الخلف - عندئذٍ يمكنك مُتابعة اهتماماتِك والتركيز على ما تفعلُه الآن.

إذا كنت غير متأكِّد من الخُطوة الأُولى، فإليك بعضُ الأشياء الصَّغيرة التي يُمكنك القيام بها الآن للبدء:

اقرأ أيضا:

ما الذي يعرفه الأشخاص السعداء، النّاجحون، المتفائلون حول الحياة

اتَّبع الأشخاص الذين يفعلُون الأشياء التي تهتمُّ بها.

عندما تتَّبع شخصًا يقوم بعملٍ مثير في صناعة تهتمُّ بها - سواء على موقع فيسبوك، تويتُر أو في أيِّ مكان آخر - فإنَّك تفتح عالماً كاملاً مليئًا بالأفكار التي لم تكُن لتكتشِفها بطريقةٍ أُخرى.

ستجدُ الأشخاصَ الذين يعرفونَ، ويقترحُون، ويتحدَّثون في ما يهمُّك، ويُمكنك حتى الانضِمام - وكلّ هذا له قيمة عند مُحاولة تحديدِ ما إذا كانت التفاصيل الدَّقيقة للوظيفة أو الصِّناعة مناسبة لك.

تعمّق في المَواضِيع التي تهمُّك.. مجانًا.

لا يوجد نقصٌ في المُحاضرات والأسئِلة والأجوِبة والمقابلات مع القادَة في المَجالات التي تهتمُّ بها عبر الإنترنت. إبحث عنها وستجد أكثر ممّا تحتاجه. يُمكنك أيضًا التعرُّف على الوظائف والصِّناعات المُختلفة من خلال الحُصُول على فصلٍ دراسي مجاني في Khan Academy ،Coursera أو Udemy؛ أو الاشتراك في البودكاست أو نشر بولج يركز على أحدث الموضوعات في مجال تريد معرفة المزيد عنه.

ابحث عن صديقٍ يبحث أيضًا مثلك..

المُحاسبة تُلهم العمل. ابحث عن صديق في نفس مركبِك، وتحقّقا من بعضِكما البَعض بانتِظام؛ أو إذا لم يخطُر ببالك أحد، فأعلِن عن أهدافِك للأصدِقاء، شخصيًا أو عبر الإنترنت. عندما تحدِّد أهدافًا، حدِّدها بتحديد موعدٍ نهائي أو تحدِيد عدد المرَّات أو حجم ما ستفعلُه.

ضَع أهدافًا تبدو أسهل في تحقيقِها، فبهذه الطَّريقة، فمن المرجَّح أن تستمرّ في ذلك. (بالإضافة إلى ذلك، هناك نتيجة ثانوية مُمتازة لمُشاركة أهدافِك مع الآخرين، وهي أنَّ الأصدقاء قد يُرسلون إليك فُرصًا للعمل أو التطوُّع أو التدريب لم تكن قد سمِعت بها من قبل. بعد كلِّ شيء، يتمُّ العثور على مُعظم الأشياء الرّائعة من خلال الشَّبكات).

إحتفظ بسجلٍّ لتقدُّمك من خلالِ تدوين المُلاحظات أو الاحتفاظ بدفترٍ عن الأفكار التي لديك والأشياء التي جرَّبتها وكيف تشعُر تجاهها.

ثم حاول الإجابة عن "ماذا تريد أن تكون عندما تكبر؟" مرَّة أخرى.

المصدر