سيلفستر ستالون.. قصة حياته المملوءة بالتراجيديا من الحضيض إلى القمة

من بينِ كلِّ قصص "من الخِرقة إلى الثَّروة" المؤثِّرة والمُلهمة، يجب أن تكون قصَّة ستالُون الخاصة قريبة من القمَّة.

سيلفستر ستالون



يعرفُ الكثيرون "ستالون" من دورِه اللاَّمع كمُلاكم في فِيلم Rocky الحائز على العديد من الجوائِز، حيث يكافح "روكي بالبوا" من أجلِ البقاء على قيدِ الحياة في شوارع فيلادلفيا. 

تتغلَّب شخصية ستالُون في نهايةِ المطاف على خِلافاتٍ هائلة لتُصبح بطل العالم للوَزن الثَّقيل. في حين أنَّ هناك أشياء مُختلفة تُأخذُ من مصدر الإلهام للفيلم، فإنَّه ليس من المعقُول تصديق أنَّ ستالون، الكاتب الوحيد لسِيناريو الفيلم، أدرَجَ مظهرًا من بعض نضالاتِه الخاصَّة في الفيلم.

أنا لستُ أغنى وأذكى أو أكثر شخص موهُوب في العالم. لكنِّني أنجحُ لأنَّني أستمرُّ في التقدّم والتقدّم والتقدّم. - سيلفستر "سالي" ستالون

لفهم دافِع "ستالون" الذي لا هوادةَ فيه، من الضَّرُوري فحص بعض خلفيات الممثِّل الفائز بجائزة الأوسكار.

قصة المأساوية والنُّهوض لسيلفستر ستالون

بدأَ نضال ستالون بالمعنى الحرفِي للكلمة عِند الولادة. أدَّت المضاعفات أثناء المخاض إلى شللٍ جُزئي في وجهه الأيسر، بما في ذلك أجزاء من ذقنه وشفَتِه ولسانه. ونتيجةً لهذه التعقيدات، تُرك ستالون بمنظرِه السّيئ السمعة وطريقته غير المُتقنَة في التكلُّم.

نشأ ستالُون في منطقةٍ في نيويورك تُعرَف باسم "هيلز كيتشن"، وهو اسمٌ مشتق من الطَّبيعة الفقيرة والعنيفة في الحي، وقد تعاملَ مع القتال المستمر بين والدته وأبيه. وبينما كان ينتقلُ من منزلٍ لآخر، كان ستالون ضحيَّة بشكلٍ مستمر بسببِ مظهره الغريب وصعوبة الحدِيث. تمّ إيقافه مرّاتٍ عديدَة من المدرسة، نتيجةً لدرجاتٍ ضعيفة، معارك متكرِّرة وقضايا سلُوكية.

وقد أدَّت المشاكل المالية المستمرَّة في حياة ستالُون الشّاب إلى طردِه من شقته. كان الممثل بلا مأوى لمدَّة ثلاثة أسابيع، وكان يائساً للحصول على المال، ممَّا أدَّى إلى قبوله جزءًا في فيلمٍ للمواد الإباحية. لعملِه، تلقَّى 200 دولار فقط لأكثر من يومين من التصوير. 

بعد فترةٍ قصيرة في الكلية، قرَّر ستالون الانتقال إلى نيويورك لمتابعة مِهنة التمثيل. اختبارا لدورٍ بعد دور، واجَه باستمرار الرَّفض من طاقمٍ تلو الآخر.

في نهايةِ المطاف، أفلَس ستالون مرة أخرى. من اليأسِ، باع ستالون كلبهُ المحبوب بمبلغ 50 دولارًا فقط. واستمر في البحثِ عن عمل، ومرَّة أخرى في أداء أدوارٍ متعدِّدة وفي أي مكالمة يمكن أن يجدها. على الرَّغم من جهودِه الباسلة، واصل ستالون مواجهة الرَّفض المستمرّ.

بعد المشي المستمرّ في الشوارع المتجمِّدة في نيُويورك، تجوَّل ستالون في مكتبة محلية. وعند تصفُّح رفُوفِ المكتبة، وجد مصدر إلهام لكتابة سيناريو. ولدعم جهوده في الكتابة وتحسين أسلُوبه، زوّد ستالون نفسهُ بالعديد من الأعمال لكثيرٍ من المؤلِّفين المشهورين. من خلالِ هذه الكتب، وجد ستالون مرَّة أخرى دافعًا ضروريًا للمغامرة على الرغم من ظُروفه.

في عام 1975، بعد أن شاهد منازلة محمد علي كلاي وتشاك ويبنر، بدأ ستالون بتكوينِ فِكرة عن سيناريو. باستخدام هذه الفكرة واندفاع غير مسبوقٍ من الحافز، كتب سيناريو روكي في ثلاثة أيامٍ فقط.

اقترح ستالُون الفكرة على العديد من المنتجين. كلُّ ما حصل عليه بعد عدَّة أشهر، كان أكثر رفضًا. وبالاستمرار على ذلك، عثر ستالون في النِّهاية على أحدِ المخرجين الذين تبنُّوا الفكرة، روبرت شيرتوف، الذي أنتَجَ في نهاية المطاف العديد من الأفلام الحائزة على جوائز، بما في ذلك فيلم Raging Bull.

ومع ذلك، فإنَّ الاستوديو الذي وافق على السيناريو، كان مصِرًّا على العثُور على شخصٍ آخر للعبِ دور روكي بالبوا. وغنيٌ عن القول، أنَّ ستالون يكره فِكرة أنّ شخصاً آخر يتألَّق في دور ابتكره بلا كلل.

على الرَّغم من تردِّدهم المتواصِل، وقَّع المديرون في النِّهاية على أنّ ستالُون هو من سيلعبُ شخصية روكي.

أعطيت روكي ميزانية ضئيلة تبلغ 1 مليون دولار، مما أجبر الفيلم على تسريعِ الإنتاج. وكان هذا أكثر صعوبة للإصابات التي تعرَّض لها كلٌّ من ستالون وكارل ويثرز (الذي لعب دور أبولو كريد) أثناء مشهد القتال.

على الرَّغم من هذه النَّكسات، تمكَّن روكي من إِكمال التصوير في 28 يومًا فقط.

في عُطلة نهاية الأسبوع الافتتاحية، حقَّق الفيلم أكثر من 5 ملايين دولار. عندما تمَّ احتسابُ مبيعات التذاكر النِّهائية، أنتج روكي 117 مليون دولار في مكاتب شباك التذاكر في أمريكا الشمالية.

في الخارِج، مثَّلت العروض الدولية أكثر من 107 مليون دولار في إيرادات التَّذاكر. حقَّق إجمالي مبيعات التذاكر عائدًا يزيد عن 11000٪ من مِيزانية الفيلم. روكي كان أفضل فيلم في عام 1976 في الولايات المتحدة.

ماذا يعني هذا لـ "سيلفستر ستالون"؟

حسنًا، تمَّ ترشيحه لأفضلِ ممثِّل وأفضل سيناريو أصلي في حفل توزيع جوائز الأوسكار التاسع والأربعين - وهو الرجل الثالث فقط في التاريخ الذي تمَّ ترشيحه للجائزتين في نفسِ الفيلم. في عام 2015، فيلم Creed - آخر تكمِلة لـ Rocky - نال ستالون أول جائزة غولدن غلوب وترشّح لجائزة الأوسكار للمرّة الثالثة.

اليوم، يملك ستالون أكثر من 400 مليون دولار، وقد ظهَر في أكثر من 50 فيلمًا، وكان يؤدّي دور البُطولة في معظمها.

"لا أحد يحبُّ أن يفشل في أيِّ شيء" ، يقول ستالون "ولكنَّني أعتقد أننِّي أفضل شخص لذلك. تعلَّمت دروس الحياة. ستقدّم لك هدايا معيَّنة وهذا ما يجب أن تُحاول فعله."

المصدر