5 أسباب لتتوقف عن مطاردة "الكمال"

تبدو "الكمالية" على السَّطح وكأنَّها شيءٌ جيّد. ماذا لو أردنا القيام بأفضلِ أعمالنا للعالم؟ هذا شيء جيِّد، أليس كذلك؟

الكمال



حسنًا، ماذا لو تسبَّب لك نفس الشُّعور بالكمال في تأجِيل عملك "المثالي" إلى وقتٍ متأخِّر، أم أنَّك فوتت الرّحلة مع عائلتِك أثناء الإنشغالِ على ذلك العمل؟ هذا أمرٌ سيِّئ، أليس كذلك؟

يصبح السُّؤال بعد ذلك، "هل الكمالية جيّدة أم سيِّئة؟" الجواب هو، يمكن أن تكون كلاهما. الفرق بين الكمالية "الجيِّدة" و "السيِّئة" هو كيف يمكننا إدارة حياتِنا اليومية.

إذا كانت الحاجة إلى العمل المثالي تأتي بالتَّضحية بأعمالٍ أُخرى، أو الأهمُّ من ذلك، التضحية بالأشخاص في حياتنا، إذاً، تعلُّم كيفية التعامل مع الكمالية يجب أن يكون أولوية.

مِن ناحيةٍ أخرى، إذا كان الخوف من الفشلِ يدفع المثالية إلى أن تكون أكثر منهجية في العمل للتَّخفيف من التوتر، وتحديد أهدافٍ واضِحة، وإدراك متى يكون كافياً، عندئذٍ يُمكن اعتبارهُ شيئًا جيدًا.

إنَّ السَّعي وراء الكمال لا يسمحُ لنا بأن نعيش أفضلَ حياتنا. الهدف من تحقيقِ الرُّؤية المثالية يحدُّ من قُدرتنا على رؤية الاحتمال في كلِّ شيء حولنا.

1- الكمال يعزِّز التَّسويف

كثيرًا ما يُماطلُ الكَماليون بينما يُحاولُون البحث عن الحلِّ "المثالي" للمهمَّة المطرُوحَة. قبل أن يعرفُوا ذلك، يجدُون أنّ الموعِد النِّهائي بسُرعة. فالإفراطُ في التفكير في المُشكلة عادةً ما ينتهِي بخطَّة هجُومية معقَّدة للغاية يمكن أن تُعرقل أفضلُ النَّوايا.

2- الكمال يخلق إحساسًا زائفًا بالوعي

يركِّز الكماليُون على الكمِّ الهائل من الأشياء التي هي صوبَ نظرهم لدرجة أنَّهم لا يرون ما يحدُث من حولهم. عندما يضع شخصٌ ما كامِل تركيزِه على شيءٍ واحد، يمكن أن يوفِّر إحساسًا زائفًا بالوعي يمنعُه من تحقيقِ فكرتِه عن الكمَال.

3- الكمال يحظُر النُّمو الشَّخصي

الكماليُون يعيشُون حياتهم على أساسِ العَادات التي تدعمُ الرُّوتين اليَومي. وعلى الرَّغم من أنَّ الرُّوتين شيءٌ جيِّد، إلاَّ أنَّ الإجراءات الروتينية التي لا تشجِّع على المرُونة ستؤدِّي إلى منع التجارب والفُرص الجَدِيدة.

يظنُّ المثاليُون أنَّهم يعرفُون ما يحتاجُونه ولا ينفتحُون على طرقٍ جديدة للقيامِ بالأشياء. إنَّ الانفتاح على الأفكارِ الجدِيدة والعاداتِ الجديدة والخياراتِ الجديدة هو ما يسمحُ لنا بالنُّمو والتطوُّر إلى أشخاصٍ قادِرين على التغيير.

4- الكمال يخفِّضُ الإنتاجية

يمكن أن يؤدِّي الاهتمام المُفرط الذي يتمُّ قضاؤُه على أصغرِ التَّفاصيل إلى خفض مستوياتِ الإنتاجية ويؤدِّي إلى القيام بأعمالٍ أقلّ. على السَّطح، لا يبدو ذلك سيئًا، ولكن مُعظم الأنشِطة التجارية تستنِد إلى تكاليف العمل على أرقامِ الإنتاجية.

كلّما انخفضتِ الإنتاجية، كلّما كان الأمرُ أسوأ لرجالِ الأعمال. إلى جانب كونه سيئًا بالنِّسبة لرجال الأعمال، فإنَّ الكمالية يمكن أيضاً أن تجعلَك مُدمناً للعمل، ويمكنها حتى منع الحركة إلى الأمام والنُّمو الشخصي.

5- الكمال يُمكن أن يؤثِّر على صحَّتك

تُظهر الدِّراسات أنَّ الكمالية يمكن أن تكون سيَّئة لصحتك. 

إنَّ مجرَّد تعريف الكمال يمكنُ أن يزيد من مُستويات الإجهاد في حين يؤدِّي إلى سوء التغذية، وعدم مُمارسة الرياضة وفُقدان النَّوم، وكلّ ذلك أثناء البحثِ عن "الكمال". استمرار العمل في ظلِّ هذه الظروف سيضرُّ جهاز المناعة في الجسم، ممَّا يجعله أكثر عرضةً للمرض .

قد يبدُو الأمر وكأنه اختيار جيِّد، لكن المعرفة قوة، والمعرِفة تشيرُ إلى أنَّ الكمالية تؤدي إلى ضررٍ أكثر من نفعها.

أن يدفع "الكمالي" نفسه ليكون أفضل ما يمكن أن يكون شيء.وأن يدفَع نفسَه على حِساب صحَّته وعلاقاته ونموِّه الشَّخصي شيءٌ آخر تماماً.

تذكَّر أنَّ "الكمال" غير موجود حقًا، وبدلاً من ذلك، يجب أن نسعى جاهدين لتقدير قُدرتنا على الحياة والاحتفاء بكلِّ الخير فيها. إنَّ الابتعاد عن الكمال هو تبنِّي عقلية القيام بأفضل ما يُمكننا من خلالِ المعلوماتِ المتوفِّرة لدينا.