10 طرق للتحكم في عقلك الباطن

العقل الباطن


ما هو العقل الباطن؟

هل تتذكّر عندما حاولت ركوب الدرَّاجة لأوّل مرة؟
هل يمكنُك إحصاء عددِ التكرارات اللاَّزمة لإتفان حركة فنّية؟
هل سبق لك أن حاولت إتقان العمل على آلةٍ موسيقية جدِيدة؟

على الأرجَح، المحاولاتُ الأولى لمُزامنة مجموعةٍ جديدة من الإجراءات المعقَّدة صعبٌ دائمًا. عندما نصبحُ أكثر مهارة، تبدأ هذه الحَركات في طلبِ وعي أقلّ حتى يبدأ كلُّ شيء بالتدفُّق بشكلٍ طبيعي.

كلُّ هذه الحركات التلقائية توجَّه بإِحدى أقوى القِوى الدَّاخلية التي تقود السُّلوك البشري - العقل الباطن.

العقل الباطن: أين يختفي؟

ليس من النّادر أن نسمع عن أنواع الإجراءات الواعية وغير الواعية عندما يتحدَّث العُلماء عن الدِّماغ. ونتيجةً لذلك، فإنَّ معظمنا على درايةٍ بالفكرة القائِلة بأنَّ سلُوكنا أقلّ عقلانية ممَّا نعتقد.

سواءً أحببنا ذلك أم لا، فإنَّ قدرتنا على التحكُّم في الأفكار أو مُزامنة الحركات أو تجربة العواطف تعتمد على عمق معالجة المعلُومات.

تم تطوير فكرة وُجود مُستويات أعمق من مُعالجة المعلُومات على نطاقٍ واسع من قبل عالم النَّفس النمساوي الشَّهير سيغموند فرويد (1856 - 1939) الذي قدَّم نمُوذج لمستويات العقل الثلاثة. وفقاً لنموذجه، يمكن تقسيم العقل إلى المستويات التالية:

 - العقل الواعي - يحدِّد جميع الأفكار والأفعال في إطار وعينا. على سبيل المثال، جمال وبهجة رائحة نبات الخزامى.

 - العقل ما دون اللاَّوعي - يحدِّد جميع ردُود الفعل والأفعال التِّلقائية التي يمكن أن نُدركها إذا فكَّرنا بها. على سبيل المثال، قدرتنا على قيادة السَّيارة: بمجرَّد أن نحصُل على المهارات اللّازمة، يمكننا القيادة دون النظّر إلى أين نضع يدَنا أو قدمنا، مع وعينا بما يحدُث حولنا.

 - العقل اللاَّواعي - يحدِّد جميع الأحداث والذِّكريات الماضية، والتي يتعذَّر الوُصُول إليها بغضِّ النظر عن مدى صُعوبة محاولة تذكُّر جلب الأشياء.

على سبيل المثال، الكلمة الأولى التي تعلَّمنا أن نقولها، أو كيف شعَرنا في أوّل مرّة استطعنا فيها المشيَ بمُفردنا.

اقرأ أيضا:

أهم 10 قوانين للعقل الباطن

كيفية السيطرة على عقلِك الباطن

في حين أنَّ العقل الواعي هو شيءٌ ملحُوظ، فإنَّ العقلَ الباطن هو أكثر إلهامًا! نظرًا لأنَّ عقلك الواعي يُعالج خيارًا أو إجراءًا واحدًا، فإنَّ عقلك الباطن يُعالج في آنٍ واحد الكثير الخيارات والإجراءات اللاَواعية.

بمجرَّد تفعيلها، تستمرُّ الأهداف والخيارات والأفعال اللاَّواعية حتى تتحقَّق. تشير الأبحاث إلى أنَّه من غير المُمكن تحفيز اللّاوعي. ومع ذلك، هناك أنشِطة وتمَارين قد تسمحُ لك بالوُصُول أو توسيع نطاق وعيِك اللاَّوعي.

1- تدرَّب على التحدُّث الذَّاتي الإيجابي. استبدِل الحديث السلبي مع النَّفس بالتأكيدات الإيجابية. تغيير حديثك  الذّاتي سوف يغيِّر عقلك ويتجاوز الأفكار السّلبية اللاَّشُعورية.

استبدل "أنا لا أستطيع أن أفعل هذا!" بـ"أستطيع أن أفعل هذا!" بدلاً من أن تقول "إنني أفشل في كلِّ شيء!" اصرخ "سوف أنجح!"

إذا أمسكتَ بنفسك تنزلق مرة أخرى إلى الحديث الذّاتي السّلبي، توقّف وخُذ نفساً عميقأً. فكِّر في سببِ إخبار نفسك أنّك لن تنجح. حدِّد العوامل التي تسبَّبت في جعلِك سلبيًا. لاحظ أنَّ هذه العوامل هي محفِّزات والتزِم بتأكيدها لنفسك.

2- قُم بصياغة تعويذة إيجابية. عندما ينشأ القلق أو التوتُّر، قُم بتهدئةِ الأعصاب وتهدِئة الأفكار السّلبية عن طريق تِكرار تعويذة مصاغة شخصياً. الاستخدام المتواصل للمانترا سيخفِّف الأفكار والأفعال السِّلبية التي تنشأ من عقلِك الباطن.

حدِّد أفكارك السِّلبية وتقبَّل أنَّ حُكمك الذَّاتي لا أساس له من الصحَّة. حدِّد مكانًا في جسمك لتثبيتِ الإيجابية. المكان يمكن أن يكون قلبك أو معدتك. ضع يدك عليها فوراً أثناء تكرار المانترا. ركِّز على العمل وأظهِر الثِّقة.

إذا كنت تشعُر بأنك لست جيدًا بما فيه الكفاية، فستكون كلماتك "أنا جيد بما فيه الكفاية" ، "أنا جدير بالاهتمام"، و "أنا أستحقُّ ذلك".

3- مارِس التصوُّر. التصوّر، أو التدريب الذِّهني، وتحقيق أهدافِك هو وسيلة رائعة للتَّعامل مع وتدريب عقلك الباطن. ابدأ بتمارين التصوُّر التي تتطلَّب منك فقط استخدام واحدة إلى اثنتين من حواسك.

حاول أن تتخيّل كلّ تفاصيل صورة ما أو كائِن مألوف. عندما تُتقن ذلك، اعمل نحو تصوُّر مشاهد كاملة من الذِّكريات. لاحظ الأصوات والرَّوائح والألوان والأذواق. عندما تكتسب القدرة على التركيز وتصوُّر التفاصيل بدقَّة، ابدأ في تصوُّر نفسك وأنت تحقِّق أهدافك.

من الضَّروري أن تصوِّر نفسك واقعياً قدر الإمكان. لا تتحدَّث عن السلبيات أو تتصور نفسك وأنت تفشل ولكن تصوَّر نفسك تنجح وتحقِّق هدفك! على سبيل المثال، إذا كنت تتصوِّر نفسك وأنت تقوم بإلقاءِ خطابٍ ما، فقُم بتصوير نفسِك وأنت تتخطّى التلعثُم بدلاً من إنعِقاد لسانِك والصّمت.

تصوَّر أهدافاً محدَّدة. كن محددًا حول ما تُريد تحقيقه. حدِّد الموقع والوقت والظُّروف المحيطة بنجاحِك. تصوّر أكبر قدرٍ مُمكن من التفاصيل!

4- استعدّ للتأمُّل. سوف يُساعدك التأمل في التركيز وتسخير عقلِك الباطن. قبل التأمُّل، حدِّد مدَّة جلستِك. إذا كنت مبتدئًا، حاول التأمُّل لمدَّة 5 دقائق. قم بارتداء ملابس مُريحة. احصل على موقِّت وانتقل إلى بيئة هادئة وسلمية.

اختيار موقع دون فوضى أو إلهاءات. اجلس في الخارج، على أرضية شقتك، أو على الشُّرفة الخلفية. إلمس أصابع قدميك، واطلق التوتُّر من عنقك، وارخي كتفيك.

5- حدِّد وضعيتك. أُعثُر على مقعدٍ ثابت. اجلس في كرسي مسند مستقيم مع وضعِ قدميك بقوة على الأرض. قم بفرد ظهرك بحيث يظهر المنحنى الطبيعي للظهر. ضع أعلى اليدين بصورة موازية لجانبي الجسم.

سيظهر انحنا طفيف في المرفق وستسقط اليدان بصورة طبيعية فوق الركبتين. اخفض ذقنك قليلًا وحدّق في الأرض. استرخِ في هذه الوضعية، وكن مُدركاً لجسدك قبل المتابعة.

6- ركز على تنفُّسك وأفكارك العابرة. أغمِض عينيك وابدأ في اتِّباع أنفاسك. ركِّز على الشهيق والزّفير. بينما تسترخي، سوف يهيمُ عقلك. سوف تتدفَّق الأفكار من عقلِك الباطن إلى عقلِك الواعي. لاحِظ هذه الأفكار، لكن لا تحكُم عليهما.

إسمح لهذه الأفكار بالمُرور. عندما تلحظُ أنَّ ذهنك قد هام، فأعد انتباهك إلى تنفُّسك. في الوقت المناسب، سوف يهيم عقلك مرَّة أخرى. دائما واصل العودة إلى أنفاسِك. كرِّر هذه العملية حتى اكتمال جلستك.

7- استعد وابدأ الكتابة. خُذ قلمًا وورقة. إجلِس في وضعٍ مريح وخُذ نفساً عميقاً. ابدأ الكتابة. لا تقترب أبدًا من الكتابة حول جدول أعمالِك، لكن دَع أفكارك تتدفَّق بشكلٍ طبيعي من واحدة إلى أُخرى. عندما تدخل الأفكار إلى رأسك، قم بتسجيلِها على الورق.

لا تتجنَّب أو تتجاهل الأفكار الغريبة - فقد تكون هذه الأفكار قد نشأت من عقلِك الباطن. لا تحكم على الأفكار أو تتوقف عن تحليلها. اكتب فقط. واصِل تسجِيل أفكارك حتى يرنّ المؤقت. 

8- حلِّل كتاباتك. عند اكتمالِ الجلسة، اقرأ أفكارك. تأمَّل كلماتك. حدِّد الأفكار المتكرِّرة. حاول إيجاد رابط بين فكرتين مُختلفتين. تتبَّع تقدُّمك مع تدفُّق الكتابة من الوعي وتقييم ما إذا كان العقل اللاواعي قد كشف عن نفسه.

9- سجِّل أحلامك. قبل النَّوم، ضع قلمًا وورقة بجوارِ سريرك. عندما تستيقظُ في الصباح، أو بشكل دوري طوال الليل، سجِّل أحلامك في دفترِ يومياتك. اكتب كلَّ تفاصيل أحلامك التي يُمكنك تذكرها. دوِّن التفاصيل الطَّفيفة، مهما كانت تبدو عادية أو غير مهمَّة. 

يكشِفُ عقلك الباطن عن نفسه في أحلامِك. لذلك، تسجيل ودراسة أحلامك يوفِّر لك الوصُول إلى عقلك اللاَّواعي.

إذا كان حُلمك مهمًّا، فحدِّد فئة الأحلام الباطِنية. هل كان هذا حلمًا مبدئيًا كشف عن تفاصيل حول الأحداث المُستقبلية؟ هل كان الحلم بمثابة تحذير؟ هل كان واقعياً - هل أكَّد ما كنت تعرفُه بالفعل؟ هل ألهَمك الحلم أو استوفيت إحدَى رغباتك؟ هل حقَّق حلمك أمنيتك أو حاجتك للتصالح مع شخصٍ ما أو شيءٍ ما؟

الأحلام الواضحة غالباً ما تكون أكثر أهمية.

10- فسِّر أحلامك الهامَّة. ليس عليك أن تكون خبيراً لتحليلِ أحلامك! كلّ ما يتطلَّبه الأمر هو القليل من الجُهد والبحث. هناك موارد مفيدة على الإنترنت وفي مكتبتك المحلية!. كلُّ التفاصيل التي تتذكَّرها لها أهمية وسوف تعزِّز تفسيرك لحلمك، وكذلك فهمِك لعقلك الباطن. حاوِل تقييم حلمك في سياقِ حياتك الخاصَّة. حاول أن تحدِّد لنفسك إذا كان هناك سببٌ في ظهور هذه الصورة أو الشخص أو الشَّيء في أحلامك.

اقرأ أيضا:


ما هو الذكاء الاجتماعي والذكاء العاطفي؟ .. وما الفرق بينهما وبين الذكاء؟ ..

المصادر: imotionswikihow