كيف يعمل التأمل؟.. إليك 15 طريقة يحسن بها التأمل قوة دماغك ومزاجك

في هذه الأيام، تشعر بأنّ مزاجَك سيّء تماماً.

التأمل



تضطرُّ للتعامُل مع رئِيسك في العمل. وتُحاول كسب المزيد من الأموال هذا العام..

أطفالُك في المنزل يحتاجون دائمًا إلى شيءٍ منك، وكل الأشياء التي يجبُ القيام بها حول المنزل بالكاد تمنحك أيَّ وقتٍ للتواصل مع زوجتِك.

ليس لديك وقت حتى لنفسك وبدأت في التأكيد بالوُصول إلى نقطةِ الإرهاق.

لكن الحياة لا يجب أن تسير بهذه الطَّريقة.

ماذا لو كان هناك حلٌّ بسيط ثبت علميا أنَّه يقلِّل من مستويات التوتر لديك؟ شيءٌ من شأنه أن يزيل كلّ الفوضى من عقلك، ويُساعدك على الشُّعور بالانتعاش كلّ صباح مع المزيد من التركيز والطاقة؟ وكأنَّك على استعدادٍ للسّيطرة على العالم؟

هذا بالضَّبط ما يفعله التأمُّل.

وإليك هنا 15 طريقا للتأمُّل بشكلٍ منتظم قد ثبت أنّها تحسِّن بشكل كبير وظيفة الدِّماغ والمزاج.

1- تتحدَّث بطلاقةٍ في اتخاذ القراراتِ السَّليمة.

إذا كنت تشعُر بالتوتُّر في كثيرٍ من الأحيان، فعلى الأرجح أنّك مررتَ بتلك اللَّحظات في حياتك، حين اتَّخذت فيها قراراتٍ سيئة نتيجةً لذلك. سواء أفاتتكَ تفاصيلٌ لمشروعٍ مهم أو خطأ كبير ارتكبته، فسوف يؤثِّر سلبًا عليك، فأنت تعرفُ كيف يبدو الأمر عندما لا تكون في أفضلِ حالاتك.

إنّ ما يضعُف في لحظاتٍ كهذه هو مهارة تسمَّى الوظيفة التنفيذية. ببساطة، الوظيفة التنفيذية هي جزءٌ من عقلك يُساعدك في الحصُول على نتائِج للأهداف التي تحاول تحقيقَها. إنَّه ما يساعدك في تنفيذ أمورٍ مثل إدارة وقتِك والاهتمام والتخطيط وتنظِيم وتذكُّر التفاصيل.

وقد أظهرت الدِّراسات أدلَّة دامغة على أنّ التأمُّل يُساعد الأشخاص الذين يُعانون من ضعف الأداء الوظيفي التنفيذي من حالات مثل اضطراب نقص الانتباه / فرط النشاط (ADHD).

2- تُصبح خبيرًا في التَّعامل مع التوتر.

لحظات التوتر تحفِّز اللَّوزة الدِّماغية الخاصَّة بك، والمعرُوفة أيضا باسم "سحلية الدماغ". إنَّه الجزء الأساسي من دماغك المُرتبط بالخوف والعاطفة وتتمثَّل وظيفتُه الأساسية في مُساعدتك على البقاء على قيدِ الحياة.

مستويات عالية من الإجهاد يمكن أن تجعلك تدخل في وضع عقل سحالي حيث تُهيمن عليه اللَّوزة المخيَّة. ويتمُّ التحكم فيها عن طريق عاطفة ساحِقة مثل الخوف أو الغضب. فكِّر في الأمر على أنَّ الاوقات التي كُنت فيها في جدالٍ ساخن أو خائفٍ من شيءٍ قد يضرُّ بك.

عندما تكون في هذا الوضع، يتمُّ إيقاف أجزاءٍ مهمَّة أُخرى من الدِّماغ مثل القشرة الأمامية قبل الجبهية، والتي هي جزءٌ من الدماغ القادر على التفكير بمُستوى عالٍ مثل اتخاذ القرار، والوعي الذاتي، والتعاطف والأخلاق.

لأن اللَّوزة الدّماغية ليست جيّدة في التفكير المنطقي حول أوضاع الحياة اليومية الأقلّ وضوحًا، يُمكن للتأمُّل أن يساعد في تقليل مستويات التوتُّر لديك عن طريقِ إخراجك أولاً من دماغك السّحالي والعودة إلى اللَّحظة الحالية، ممَّا يخوِّلك بالتالي الاستجابة للإِجهاد بطريقةٍ أفضل بكثير.

على سبيلِ المثال، قد تكُون في وضع سحلية الدّماغ، وتفكِّر طوال الوَقت حولَ كيفية البقاء على قيدِ الحياة من خلال كسبِ المزيد من المال، ولكن من خلال التأمُّل، يُمكنك التواصل مع ما هو أكثر أهمية على الرّغم من كلِّ الضغوط.

ستُدرك قبل فوات الأوان أنّك تتجاهل الأشياء الأكثر أهمية مثل التواصل مع أطفالك والحِفاظ على العلاقة الحميمة مع زوجتِك.

وقد أظهَرَت فُحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي أنّه بعد دورة من التأمّل تدوم ثمانية أسابيع، يبدو أن اللوزة المخية تتقلَّص. وعندما تنكمش اللَّوزة، تصبح القشرة الأمامية قبل الجبهية أكثر سمكا.

في الأساس، أظهر العِلم أنَّ التأمُّل يمكن أن يُساعدك على أن تصبح أفضل في التَّعامل مع الإجهاد عن طريق تنشيطِ الجزء من عقلك الذي يتَّخذ قراراتٍ أفضل.

3- تتذكّر معلوماتٍ مفيدة  بشكل طبيعي.

تذكّر المرّة التي أخبرت فيها نفسك عن قائمة بالعناصر التي ترغبُ في شرائِها من محلِّ البقالة دون أن تكتبها فعليًا. عند وُصولك إلى المتجر، نسيت بعض هذه العناصر.

يحدثُ هذا عندما تكون سِعة الذاكرة العامِلة لديك قصيرة. أنت تستخدم ذاكرتك العاملة عندما تحتاج إلى وضع ملاحظة لاصقة في ذهنك حتى يمكنك استخدامها في المُستقبل القريب. تكمُن المشكلة أحيانًا في سقوط تلك الملاحظات اللاَّصقة في الوقت الذي تحتاجها.

وقد تبيَّن أنّ التأمل يحسِّن قُدرة الذاكرة العاملة الخاصة بك.

في إحدى الدِّراسات، كانت مجموعة من حوالي 200 مراهق تمَّ تعيينهم إما لممارسة التأمل الذهني أو اليوغا أو مجمُوعة مُراقبة. أظهرت النَّتائج أنَّ المراهقين المشاركين في مجموعة التأمُّل لديهم قُدرة ذاكرة أفضل بكثيرٍ من المُشاركين في المجموعاتِ الأخرى.

اقرأ أيضا:

هذا ما يحدث لجسمك عندما "تتأمل"

4- تُصبح متكلِّماً سلساً مُدهشاً.

إذا كنت تتحدَّث إلى شخصٍ ما وكنت تُواجه مشكلة في العثور على الكلِمات المُناسبة للتعبير عما كنت تحاول قوله، فتِلك لحظة لم تكن فيها طلاقتك اللَّفظية في أفضلِ حالاتها.

الطَّلاقة اللَّفظية كما حدَّدها خبير المهارات الشفهي، مين ليو، هي "القُدرة على إيجاد الكلمات المناسبة في الوقت المناسب و في الوضع الصحيح".

في تجربة درست تأثير التأمُّل على الطذلاقة اللّفظية طلاب جامعة شارلوت الذين ليس لديهم خبرة في التأمُّل، أظهرت النَّتائج أنَّ هناك تحسُّنا كبيرا في الطَّلاقة اللفظية في أولئك الذين شاركُوا في التأمُّل الذهني من أولئِك الذين لم يفعلوا ذلك.

5- تطوِّر تركيزاً شبيهاً باللّيزر.

مع كلِّ المعلومات الموجُودة في متناول يدنا في هذا العصر الرَّقمي، من السَّهل تشتِيت انتباهك. نحن نتعرض لكمٍّ هائلٍ من الإعلانات التسويقية في اليومِ الواحد، ومن الصَّعب تمييزُ الأشياء المهمَّة التي يجبُ التركيز عليها. إنَّ الثقافة التي أنشأناها قد جعَلَتنا نمتلكُ تركيزاً أقصر بشكلٍ ملحُوظ بسبب زيادة الحمل في المعلومات.

لقد أدَّى تخصيصُ 20 دقيقة يوميًا لمدة خمسة أيام في التأمُّل إلى تحسين انتباه المرء.

6- تقوّي دماغك.

لقد تبيَّن أنَّ المتأمِّلين على المدى الطَّويل لديهم قدرٌ أكبر من Gyrification مقارنةً مع أولئك الذين لا يمارسُون التأمُّل. وأكثر إثارة للاهتمام، تمَّ العثُور على ارتباطٍ مباشر بين كمية gyrification وعدد سنواتِ التأمُّل، وهو دليلٌ على قدرة الدِّماغ على الاستمرار في النمو حتى لدى البالغين.

وهذا يعني أنَّه كلَّما كنت تتأمَّل، كلَّما أصبح الدِّماغ أسرع وأكثر كفاءة في مُعالجة المعلُومات، والتي يمكن أن تكون مفيدة بشكل خاص في اللحظات التي تحتاجُ فيها إلى التفكير بسرعة.

7- تُصبحُ أفضلَ في حلِّ المشاكِل.

عندما يقُوم دماغك بحلِّ مشكلةٍ صعبة، فإنّه يتطلَّب مهارة لتركيز الانتباه على ما هو أكثر أهميةً من بين كميةٍ كبيرة من المعلُومات.

أحد الأمثلة البسيطة هو عندما تكون في حفلةٍ صاخبة تتحدَّث إلى صديق. إذا لم يكتشف دماغك جميع التحذيرات المتضاربة حولك ويُساعدك على تجاهل كلِّ الضجيج من حولك والتركيز على صديقك، فمن المُحتمل أن يكون لديك حملٌ حسّي زائد.

نفس المبدأ عند مواجهة تحديات أكبر لحلِّ النِّزاعات. يجب أن تكون قادرًا على تحديد ما هو الأكثر أهمية وتركِّز انتباهك عليه.

أظهرت دِراسات متعدِّدة أنَّ المشاركين في المجموعات الذين شاركوا في مُمارسات التأمُّل قد حقَّقوا أداءً أعلى في مهارات حل النِّزاعات مقارنةً بالمجموعات التي لم تفعل ذلك. 

8- إبداعك يبدأ في الازدِهار.

أجرت Harvard Business Review تجارب أظهرَت أن 10-12 دقيقة من ممارسات التأمُّل الواعي كانت كافية لتعزيزِ الإبداع.

التأمُّل الذِّهني يجعلُ الأفكار تتدفَّق مباشرةً إلى القشرة المخية الحديثة الخاصة بك، وهو المكان الذي يحدث فيه كلّ تفكيرك الإبداعي. لا عجب في أن بعض الشركات الرائدة قد أدخلت التأمل في مكانِ العمل كنتيجة لذلك.

9- تقتُل قلقك وتجرِّب المزيد من السَّلام.

حوالي 6.8 مليون أميركي يعانُون من اضطراب القلق العام (GAD)، وحتى لو لم تكن مثلهُم، فمن المُحتمل أنَّك تقلق على الأقل بشأن شيءٍ ما في مُعظم الأيام.

عندما يُصبحُ القلقُ جزءًا طبيعيًا من حياتِك اليومية، يمكن أن يكون لذلك تأثيرٌ كبير عليك بحيثُ يفقدُك النّوم، ويجعلُك متوتراً للغاية.

قام الباحثُون في Wake Forest Baptist بتوظيفِ 15 متطوعًا أصحاء لديهم مستويات عادية من القلق اليومي لاختبار هذه النظرية. لم يكن لدى المشاركين خبرة سابقة في التأمُّل. بعد المشاركة في أربع فصول للتأمل الذِّهني مدتها 20 دقيقة، أُفِيد بأنَّ القلق انخفض بشكلٍ ملحوظٍ في كلِّ جلسة من التأمل.
10- يظلُّ عقلك شابًا إلى الأبد.

توجد معظم الخلايا العصبية في الدِّماغ ضمن جزءٍ يُعرف باسم المادة الرَّمادية. في المادة الرمادية تحدُث أشياء أساسية مثل الذاكرة، والعواطف، والكلام، وصُنع القرار، والتحكُّم في النَّفس.

بعد أن تصل إلى 30 عامًا، يبدأ دماغُك بالانكِماش ببطء. لكن الأدلَّة تُشير إلى أنّ أولئك الذين يحافظون على الانخِراط في مُمارسات التأمُّل العادية يمكن أن يمنعوا أدمغتهُم من الانكماش كليًا.

11- تصبح رائعًا في التكيُّف مع التغييرات.

المرُونة الإدراكية هي الوظيفة الحيوية التي وُصفت بأنَّها القدرة على التكيُّف مع السُّلوكيات استجابة للتغيرات التي حدَثَت في البيئة.

تخيَّل أنك إذا بدأت تعيش في بلدٍ جديد، فإنَّ مستوى المرونة المعرفية سيحدِّد مدى السُّرعة التي يمكنك بها التكيُّف مع جميع التغييرات التي تطرأ على بيئتك، مثل وجود المقود في الجانب الآخر من السيارة، وتعلُّم اللُّغة المحلية والتعرُّف على الفروق الدقيقة في الثقافة الجديدة.

كان أداء المتأملين أفضل بكثير من غير المتأملين كما تمَّ فحصه في دراسة على المشاركين من خلالِ التمارين التي اختبرت المُرونة المعرفية. وأشارت الدِّراسة إلى أنَّ التأمُّل يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتحسينات المرونة في الإدراك.

12- تبدأ في كسب معركتك مع الإكتئاب.

أظهرت مراجعة بحثية نُشرت في مجلَّة الجمعية الطبية الأمريكية (JAMA) للطبِّ الباطِني في يناير 2014 أنَّ التأمُّل كان فعَّالاً كمضاد للاكتئاب.

وجدَت دراسة أخرى عن التأمُّل، منشورة من قبل علماء النَّفس من جامعة إكستر أنَّه أفضل من المخدِّرات أو استشارَة الطبيب. ووجد الباحثون أنه بعد أربعة أشهر من التأمل، شعر 75٪ من المرضى بالتحسُّن بما يكفي للتوقُّف عن تناول مُضادات الاكتئاب.

حتى لو لم تكن تعاني من الاكتئاب الإكلينيكي، فإنَّ التأمل سيحسِّنُ من حالتك المزاجية إذا شعرت بالانزعاج.

13- تزداد قوة وتتعرَّض لألمٍ أقلّ.

لقد أظهر التأمُّل الذهني في التجارب السّريرية، أنّه يحدُّ من الألم المُزمن بنسبة 57 في المائة، ويُمكن للمتأمِّلين المتمرِّسين أن يقلِّصوه بأكثر من 90 في المائة. تظهر دراسات فحص الدِّماغ أن التأمُّل يمكن أن يغيِّر بنية الدماغ مادياً بحيث لا يشعُر بالألم بنفس مستوى الكثافة.

أجرت جامعة "ويك فورست" دراسة استغرقت 15 مشاركًا صحيًا وأجرت عمليات مسح للدِّماغ أثناء إحداث الألم. كان هناك انخفاض بنسبة 40 في المائة في درجات شدَّة الألم بينما كانوا يتأملون.

14- قُدرتك على ضبط نفسِك ترتفع إلى مُستوى آخر.

إذا كنت قد وجدت نفسك تـتناولُ الآيس كريم عندما تكون على نظامٍ غذائي محدّد أو تُشعلُ سيجارة عندما تحاول الإقلاع عن التدخين، قد يكون التأمُّل هو الشيء الذي تحتاجُه بالضَّبط لتزويدك بالسَّيطرة على النفس.

في الواقع، يمكن أن يُساعد التأمل الناس على التعافي من أنواعٍ مُختلفة من الإدمان. ينشِّط التأمل القشرة الحزامية الأمامية والقشرة الأمامية الجبهية التي هي أجزاء من دماغك المتعلقة بالتحكُّم في النفس.

أظهَرَت إحدى الدِّراسات أنَّ المدخِّنين الذين تمَّ تعيينُهم للقيام بـ5 ساعات من التأمل على مدى أسبوعين أظهروا انخفاضًا بنسبة 60٪ في التدخين مقارنة بالمدخنين الذين لم يتأمَّلوا. 

15- يمكنك الشُّعور بمُستوى آخر من السَّعادة.

إذا كنت قد عشت تجربة مُمتعة للـ"العدائين"، فأنت تعرف ما معنى أن يكون لديك إفرازاتٌ من الاندورفين في دِماغك. في حين أنَّ الإندورفينات هي ناقلاتٌ عصبية يستخدمها جسمك كمُسكِّن طبيعي للألم، فهي مسؤولة أيضًا عن الشُّعور العام بالسَّعادة الذي تشعُر به في بعض الأحيان.

عندما قارنت إحدى الدراسات 11 من عدائي النُّخبة و 12 متأملاً عالياً، أظهرت النتائج أنَّ كلا المجموعتين ارتفعت لديهم مُستويات الاندورفين بشكلٍ ملحوظ، بعد الجري والتأمُّل. أكثر إثارة للاهتمام.

أسهل طريقةٍ لبدءِ التأمُّل

علاوة على كلِّ هذه الفوائد التأمُّلية المدهشة، من السَّهل القيام بالتأمُّل، ويمكنك فعل ذلك الآن.

إليك تعليمات خطوة بخطوة بسيطة، يُمكنك تنفيذها على الفور لبدء مواجهة فوائِد التأمُّل:

 - خصِّص 5-10 دقائق
 - أعثُر على مساحة آمنة مع تقليل الإلهاءات.
 - إجلس بشكلٍ مريح على كرسي أو على الأرض مع استقامة ظهرك.
 - خذ أنفاسًا عميقة قليلة من خلال الأنف واخرجها من فمك.
 - أغلق عينيك و ركِّز نظرتك على الشيء الذي اخترته.
 - إذا كان عقلك يهيم، قم بتوجيهه برفق للتركيز على التنفُّس.
 - عند الانتهاء، خذ لحظاتٍ فقط لتترك تأثيرات الشُّعور بالتأمل تغوصُ فيك قبل المضي في يومك.

اقرأ أيضا:

كيف تصبح ناجحا بقوة في أي شيء؟