هل التكنولوجيا هي مفتاح النجاح في القرن الـ21؟

تتقدَّم التكنولُوجيا بسُرعة فائقة. يبدو أنَّنا نقاتل دائمًا لمُواكبة أحدث توجُّهات التكنولوجيا. المستَهلكُون ليسُوا وحدهُم في هذا السِّباق من أجلِ أهمِّ المُنتجات والخَدَمات في السُّوق. العدِيد من الشَّركات هي أيضًا حريصَة على القفز على عرَبَة التكنولُوجيا.

 التكنولوجيا هي مفتاح النجاح



في بعضِ الأحيان لا تقوم الشَّركات بعملٍ جيِّد.. صحيفة Daily، وهي صَحيفة رَقمية سعَتْ لرُكوب موجة النَّجاح النَّاجمة عن ظُهور جهاز آي باد، هي مثال كلاسيكي. أظهرت هذه الصحيفة الإلكترونية وعدًا، لكنَّها اختفت فجأة.

ماذا نعتقدُ أنّ بإمكانِ التكنولوجيا أن تقُوم به

لا يضمنُ استخدام التكنولوجيا أنَّنا سننجح، ولكن يشعُر الكثيرُون بأنَّ التكنولوجيا تحمِلُ مفتاح النَّجاح. لطالما حدَّدت التكنولوجيا ثقَافَتنا. من اختراع العجلة إلى عجائِب تكنُولوجيا المعلُومات في القرن الـ21، ترتبطُ طريقة حياتنا بالابتكار.

نرى قصص نجاحٍ من شخصياتٍ عامَّة ثرية مثل مارك زوكربيرج وستيف جوبز وجيف بيزوس. كلُّ الأنظار موجودة في وادي السِّليكون، ونحن جميعًا ننتظِر لنرى ما الذي سيغيِّر عالمنا بعد ذلك.

قُم بعمل قناة على يوتيوب، إعمل صفحة على فيسبوك يحبُّها الناس، كُن مشهوراً على Instagram، أو قُم بعمل تطبيقِك الخاص بك، بهذا يمكن أن يكون لك قوَّة وتأثير مثل ستيف جوبز.! هذا التَّفكير المعيِّب يعطي النَّاس فكرة أنَّ التكنولوجيا هي الطَّريق للنّجاح.

نظرًا لأنَّ العديد من الأشخاصِ يعتقدُون أنَّ أي شخص يمكنُه تحقيق النَّجاح من خلال التكنولوجيا، فقد أصبحت التكنولوجيا الخطوة الأولى في حلِّ المشكلات - سواءً كان ذلك مناسبًا أم لا.
ما الذي يمكن أن تفعله التكنولوجيا في الواقع

استخدامُ التكنولوجيا من أجلِ استخدامِ التكنولوجيا لا يعمل.

عندما يصارع الناس التكنولوجيا بدون خطَّة، يفشلُون فشلاً ذريعاً. التكنولوجيا لا تضمنُ العَظَمة. الأفكار الجيِّدة تلتف حولها، بينما تموت الأفكار السيِّئة التنفيذ. الاعتماد على التكنولوجيا هو احتمالٌ، وليس أصلًا.

ربما رأينا نجاحات عظماء مثل مارك زوكربيرج دون إدراك نِضالهم. أيًّا كان الحال، يعتقد الكثيرون منَّا أنَّ استخدام التكنولوجيا هو الحل السَّهل.

بدون فهمٍ عميقٍ للتكنولوجيا وكيف يمكنُها معالجة سؤالٍ محدَّد بوُضوح، ستفشلُ الفِكرة في كلِّ مرة. نعُود إلى مثال The Daily. علموا أنَّهم يريدون إنشاء صحيفة متاحة على جهاز iPad، لكنهم لم يفهموا هذه التِّقنية. لقد أنشأوا منتجًا دون المستوى الذي لم يحلّ أيّ مشاكِل.

الأفكار أولاً، التكنولوجيا ثانياً

الوُصول إلى التكنولوجيا بدون غرضٍ واضح لن يأخُذك إلى أيِّ مكان. ابتكر فكرة أولاً ثم، إذا كانت التكنولوجيا هي أفضلُ طريقةٍ لحلِّ المشكلة أو الإجابة عن السُّؤال، فاستخدمها.

تتيحُ لنا التكنولوجيا أن نفعَل الكثير ممَّا يُمكننا القيام به بدونها، ولكن لا يمكنها أن تُساعدنا في تحديد ما يجبُ فعله. لا يمكنُها أن تعلِّمنا كيفية طرح أسئلةٍ بحثية رائعة. التكنولوجيا هي الأداة التي تستخدمُها لحلِّ المشكلة، ولكنَّها ليست الشَّيء الذي يخلق الحلّ.

طالما أنَّك تحصل على الترتيب الصَّحيح - الفكرة أولاً والتكنولوجيا ثانياً - يمكنك تحقيقُ النَّجاح. عندما يكون لديك مُشكلة أو مفهوم واضح المعالم، يمكنك تكييف التكنولوجيا لتسريع التقدُّم.

عندما تبتكرُ الأفكار، ابتعد عن استخدام التكنولوجيا لمجرَّد وجودِها هناك. تذكَّر، قم بإنشاءِ فكرةٍ رائعة، ثم اتَّبع التكنولوجيا. فكِّر في الأسئلة التالية للبقاء صادقاً مع غرضِك:

ماذا تريد أن تحقِّق؟

يجب أن تضَعَ سؤالًا أو هدفًا واضِحًا في ذهنِك قبل أن تفكِّر في كيفية إنشاء تطبيق أو جزءٍ من التكنولوجيا. على سبيل المثال، تخيَّل أنَّك سئمت من دفع مبالِغ عالية لسيارات الأجرة أو مطاردة وسائل النَّقل العام غير المُلائمة. تحتاج إلى التوصُّل إلى طريقة أفضل للالتفاف حولهًا.

كيف تعتقد أنك تستطيع حلّ المشكلة بدون التكنولوجيا؟

هل المُشكلة موجودة لأنَّ الحلُول غير التِّقنية لا تُساعد؟ في كثيرٍ من الحالات، من المنطقي القفز إلى التكنولوجيا لأنَّ الحلول غير التِّقنية لم تحلَّ المشكلة. لن تعرف ذلك ما لم تقُم ببعض التفكير والبحث.

عندما تفكِّر في مشكلة النّقل، فكِّر في الحلُول المُمكنة. إلى جانب بناء نظام نقلٍ عام أكثر كفاءَة، والذي يتطلَّب مليارات للبنية التحتية، لا يمكنك تخيُّل حلّ مُشكلة النَّقل هذه بدون التِّكنولوجيا.

ركِّز على سبب المُشكلة وكيفية مُعالجتها.

المُشكلة موجودة نظرًا لوُجود فجوةٍ في الخدمة المتوفِّرة حاليًا. عليك أن تفكِّر في سبب وجودِ الفجوة وكيف يمكنك التنقُّل من حولها.

بالتفكير في مسألة النَّقل، فإنَّك تدرك أنّ شركات سيَّارات الأجرة تخضعُ للعديد من اللَّوائح. قد لا تتمكَّن حكومات الولايات والحكومات المحلية من تمويل وسائل نقلٍ عام أفضل. 

في هذه الحالة، تمتلكُ التكنولوجيا القدرة على سدِّ الفجوة. فهي تربطُ الأشخاص المستعدين للقيادة مع أولئِك الذين يحتاجُون إلى الرُّكوب مقابل جزءٍ صغير من تكلُفة سيارة الأجرة. وهكذا جاء أوبر و ليفت.

التكنولوجيا ليست هي الحلُّ للجميع

لا يُمكن تشغيل التكنولوجيا إلا بعد التَّفكير في مشكلتك من كلِّ زاوية. إذَا جرّبت طرقًا أُخرى، ولا يبدو أنَّها تعمل، يمكنك التفكير في كيفية تسرِيع العملية.

عندها فقط يكون من المناسب اللُّجوء إلى التكنولوجيا. من خلالِ تحديد هدفك أولاً، تأكَّد من أنَّك لا تصل فقط إلى التكنولوجيا لأنَّها تبدو أنيقَة ولامِعة. إنَّها تجعل من السَّهل عليك حلّ المشكلة. التكنولوجيا ليست هي الحل. أفكارك تجلب الحلّ. التكنولوجيا فقط تجعل الأمر أكثر سُهولة.

تعيد التقنية تشكيل عالمِنا كلَّ يوم. تجعل حياتنا أسهَل وتفتح الاحتمالات بالنِّسبة لنا. لا يعني مجرد استخدامك للتِّقنية أنَّه يجب عليك اللُّجوء إليها أولاً. ابدأ بأفكارِك واستخدم التكنولوجيا لدعمِ جهودك.

اقرأ أيضا:

14 اختراعا لمنزلك تستحق جائزة نوبل الآن !

المصادر: time lifehack