كيف تقوم بتدريب (و إعادة ربط) دماغك من أجل السعادة

تميلُ أدمغتنا لتكون سلبية، ولكن الخبر السَّار هو أنَّه يمكنك تدريبُ عقلك على التمسُّك بالسعادة لبِضع دقائق في اليوم.

كيف تقوم بتدريب (و إعادة ربط) دماغك من أجل السعادة


مثلما نفهمُ بشكلٍ أفضل كيف يعملُ الدِّماغ، فإنَّه يعطينا المزيد من القوة لتغيير رأينا في العديد من الطُّرق، كما يقول ريك هانسون، أخصَّائي علم النَّفس العصبي ومؤلِّف كتاب "Hardwiring Happiness": علم الدِّماغ الجديد للرِّضا والهدوء والثقة.

جميعُ الأنشطة العقلية - المشاهد والأصوات والأفكار والعواطف والعمليات الواعية وغير الواعية على حدٍّ سواء - هي نتيجة لإطلاقِ النُّورونات.

يتركُ النَّشاط العصبي المكثَّف أو المطوَّل أو المتكرِّر بصمةً دائمة من المرجَّح أن تتدفَّق عبرها الخلايا العَصَبية المُستقبلية.

يمكنُك تدريب دِماغك على مسح الأشياء الجيِّدة في الحياة - لمساعدتك على رؤية المزيد من الاحتمالات، والشُّعور بمزيدٍ من الطَّاقة، والنَّجاح في مستوياتٍ أعلى. 

وبمجرَّد أن نجري هذا التحوُّل الدَّاخلي، يمكننا أن نضَع إحباطاتنا الخارِجية اليومية في منظورِها الصَّحيح.

أدرِك تحيُّزك السّلبي 

أدمغتنا مُدهِشة في تجاوُز من التجارب السّلبية.

يقول هانسون: "يمسح الدِّماغ باستمرار الأخبار السيِّئة". "بمجرَّد العثُور على الأخبار السيِّئة، فإنَّه يركِّز بشكلٍ مفرط عليها."

قُم بقضاء بضع دقائق كلَّ يوم في الاعتراف بحالتِك العاطفية السّلبية. حدِّد مشاعرك واعرف كيف من المُحتمل أن تؤثِّر هذه العواطف على حياتِك الآن وفي المستقبل.

سواءً كنت تشعر بالحُزن تجاه شيءٍ ما في حياتك الشَّخصية، أو كنت قلقًا بشأن شيءٍ ما يحدث في المكتب، فسوف تمتدُّ عواطفك إلى مناطِق أُخرى من حياتك إذا لم تكن على علمٍ بها.

حاوِل أن تتعلَّم من تجاربك السّلبية.

مارِس الإمتنان

ما هو الشَّيء الفريد الذي تشعُر بالامتنانِ تجاهَه اليوم؟

مارِس كتابة كلّ ما تشعر بالامتنان تجاهَه بين الحينِ والآخر.

لا تكتب الأشياء نفسَها كلَّ يوم.

إنَّ اختيار مناطِق الامتنان الفَريدة كلّ يوم يدفعك إلى إِعادة صياغة منظُورك للبحث عن الجوانب الإيجابية، وليس السّلبية، في حياتِك اليومية.

فقد وجَدت إحدى الدِّراسات أنَّ الأشخاص الذين يشعُرون بالامتنان أكثر سعادة بنسبة 25 في المائة.

لذا، سواء أكنت تتحدَّث عن ما تشعر بالامتنان تجاهه، أو تكتب في دفتر الامتنان قبل النَّوم، درِّب عقلك للبحث عن الخير في حياتك.

يمكن أن تكون الطَّريقة الأبسط والأكثر فعالية لتعزِيز رفاهيتك.

يضع تشارلز ديكنز هذا جيداً: "تأمَّل في بركاتك الحالية، ففي كلّ واحدة منها الكثير، وليس مصَائبك الماضية، التي يملكها جميع الرجال".

التمرين يحرِّر مواد كيميائية سعيدة في دماغك

بالتأكيد، أنت تعلم أنَّ التمرين جيِّد لك.

لكن هل تعلم أنَّ التمرين يمكن أن يجعَلك سعيدًا أيضًا؟

الدُّوبامين، مادة كيميائية تلعب دورًا في السَّعادة، وهو ناقل عصبي ضروري في الدِّماغ لمشاعر المتعة والسَّعادة.

تُشير العديد من الدِّراسات إلى أنَّنا مع تقدُّمنا في العمر، نفقِد مخزُوننا من الدُّوبامين باستمرار، وهذا هو السَّبب في أنَّنا بحاجةٍ إلى البحث باستمرار عن التَّجارب والمواقف التي يمكن أن تساعد في إِطلاق الدوبامين في الدماغ.

اقرأ أيضا:

5 تقنيات بارعة لتدريب دماغك على غرس العبقرية الإبداعية

نعم، يمكن للتأمُّل تدريب دماغك من أجلِ السَّعادة

فقد ثبت أنَّ التأمُّل اليقظ يُحدثُ آثاراً إيجابية على الرَّفاه النَّفسي الذي يمتد إلى ما بعد الوقت الذي يتأمل فيه الفرد بشكلٍ رسمي.

تتزايدُ أجزاء الدِّماغ المرتبطة بالشفقة والوعي الذاتي في حين تتقلَّص الأجزاء المُرتبطة بالضَّغط النَّفسي عندما تتأمَّل، وفقًا لبحثٍ من مستشفى ماساتشوستس العام.

نظرت الدِّراسة في فحُوصات الناس قبل وبعد أن شارَكُوا في دورة حول التأمُّل الذِّهني. تشير الدِّراسات إلى أنَّ التأمُّل يمكنه "إعادة تركيب دماغك بشكلٍ دائم" لرفع مستويات السَّعادة.

خصِّص وقتًا (حتى لو كان دقيقتان يوميًا) للتأمُّل.

ابحث عن مكانٍ هادئ وركِّز على تنفُّسك - ولا شيء آخر - لمدة دقيقتين على الأقل كلّ يوم.

في عالمنا المشتِّت، قد يكون هذا صعبًا لكنه ليس مستحيلًا.

ذا قمت بذلك بنجاح، وجعلته منه عادة، ستنام بشكلٍ أفضل، وتشعر بتوترٍ أقلّ، وستحصُل على المزيد من الطَّاقة.

المفتاح

درِّب دماغك من أجل السَّعادة كلَّ يوم، وبمرورِ الوقت، ستمرّنه لتحقيق السَّعادة والنجاح على المدَى الطَّويل.

عندما تقوم بتثبيت تجارب الامتنان والفرح والإنجاز والشعور بالنجاح والشعور بأن هناك امتلاءٌ في حياتك بدلاً من الفراغ أو النُّدرة في أيّامِك، ستتمكَّن من التعامُل مع قضايا مثل الخسارة أو الشُّعور بالإحباط.

اقرأ أيضا:

لماذا ننسى؟ وكيف نتذكر كل شيء؟ ..إليك 10 أسرار لحفظ المعلومات بشكل أكثر فعالية

المصدر