قضاء 5 دقائق فقط في اليوم عن طريق التركيز الذهني يغيّر طريقة تفاعلك مع كل شيء

في أيِّ لحظةٍ أو حالة، إذا كنت على علمٍ بأنَّ ذهنك يجول في الأرجاء، فأنت في منتصف الطَّريق إلى ممارسة تركيز ذهني ناجح.

 التركيز الذهني



التركيز الذّهني هو إيلاء الإهتمام لكلِّ شيء يحدُث من حولك.

وفقاً للبحُوث، لديها بعض الآثار غير العادية على أدمِغة أولئك الذين يفعلُون ذلك بانتِظام.

من خلالِ مُمارسة التركيز الذِّهني المتكرِّر، يتمُّ إعادة توجيه نشاط الدِّماغ من الأجزاء القديمة الرَّجعية في الدِّماغ، بما في ذلك الجهاز الحُوفي، إلى أحدث جزءٍ عقلاني من الدِّماغ وقشرة الفصِّ الجبهي.

في بعض الأحيان، تحقيق الهدوء هو كلُّ ما تحتاجُه لإطلاق الأمور بشكلٍ صحيح كل يوم.

لا ينبغي أن تمارس التركيز الذّهني في شكل تسلسل التأمُّل لمدة 30 دقيقة.

مارك وليامز، مؤلِّف كتاب التركيز الذهني: خطة ثمانية أسابيع لإيجاد السَّلام في العالم المحمُوم يشجِّعنا على العيش في اللَّحظة كلَّ يوم. يقول "ابدأ العيش هنا، في كلِّ لحظة حاضرة. عندما نتوقف عن التفكير في الماضي أو القلق بشأنِ المستقبل، نكون منفتحين على مصادر المعلومات الغنيَّة التي نفتقدها - معلوماتٌ يمكن أن تُبعدنا عن دوَّامة الهبوط ومستعدّة لحياة أكثر ثراء."

عندما تمارس وتطبق، فإنَّ التركيز الذّهني يغيِّر نظام تشغيل العقل بشكلٍ جوهري. في أقلَّ من خمس دقائق في اليوم، يمكنك أن تصبح أقلّ تفاعلاً وأكثر تناغمًا مع اللَّحظة.

في تلك الخَمس دقائق تكمُن الفرصة لتحسين الطَّريقة التي تحدِّدها وتوجّهها، الطريقة التي تتعاملُ بها مع جميعِ من حولك.

يجد مُعظم الناس الصَّباح أفضل وقتٍ لمُمارسة التركيز الذّهني، ولكن يمكنك القيام بذلك في أي وقتٍ من اليوم.

يمكن أن يساعدك على تحديد ردود أفعالِك وإجراء اختياراتٍ محسُوبة بدلاً من الخُضوع للقرارات الرَّجعية كلّ يوم.
كلُّ نشاطٍ في الحياة يمكن أن يؤدِّي إلى إعادتك إلى اللَّحظة الحالية

في عالمنا المشحُون، من أجلٍ رفاهِك، من الضَّروري أن تستغرق بضع دقائقٍ كلَّ يوم لغرسِ الرَّحابة العقلية وتحقيق توازُن إِيجابي بين العقل والجِسم.

قد يكون هذا صعبًا ولكنَّه ليس مستحيلًا.

في الواقع، التنفُّس البسيط يمكن أن يفعل لك العَجائب في أيِّ حالة.

والتنفس ليس التمرين الوحيد الذي يُمكنك القيام به لإعادة ضبطِ عقلك. حاول أيضاً، أن تراقب، تستمع، وتقدِّر عمداً أكثر.

يُمكنك أن تكون أكثر حضُورًا في روتين الصَّباح، كيف تعمل، تأخذ راحة أو حتى كيف تتعاملُ مع زوجتك أو أطفالك أو أقاربك.

أم تقوم بالتركيز الذّهني كلَّ يوم، يُمكن أن يغيّر تغييرًا كاملاً علاقتك مع نفسك والآخرين وعملك.

إذا قمت بذلك بنجاح، وجعلته عادة، ستنام بشكلٍ أفضل، وستشعر بتوترٍ أقلّ، وستحصل على المزيد من الطَّاقة.

احتضِن مذكِّرة إيجابية

احسب نِعمك، حظّك، ثرواتك وكلّ شيء جيد حدَث اليوم. كلِّ يوم، أَمضِ دقيقتين فقط في الكتابة عن تجربة إيجابية واحدة أو اثنتين حدثت لك خلال الـ 24 ساعة الماضية.

في Flourish: A Visionary New Understanding Under Happiness of Happiness and Well-being، مارتن سليغمان يُشجِّع على استخدام المذكِّرة عادة يومية.

يقول: "كل ليلة من هذا الأسبوع، خصِّص عشر دقائق قبل أن تذهب للنَّوم. اكتب ثلاثة أشياء سارَت على ما يُرام اليوم ولماذا سارت بشكلٍ جيِّد. يمكنك استخدام دفتر أو جهاز الكمبيوتر الخاص بك للكتابة حول الأحداث، ولكن من المهمِّ أن يكون لديك سجِّلٌ فعلي لما كتبته".

إحدى الطُّرق اليومية للتَّدقيق الإيجابي هي كتابة ثلاثة أشياء جديدة أنت ممتنٌّ لها كلّ يوم لمدَّة 21 يومًا. هذا يدرِّب الدماغ ليبحثَ باستمرار عن شيءٍ لتقديره.

شون آشور، عالم نفس، باحث بجامعة هارفارد، ومؤلف كتاب "ميزة السَّعادة: المبادئ السبعة لعلم النفس الإيجابي التي تعزِّز النّجاح والأداء في العمل"، يقول: "التركيز على الخير لا يقتصر فقط على التغلب على جاذبيتنا الداخلية لرؤية النصف الزجاجي ممتلئ. إنه يتعلق بفتح عقولنا للأفكار والفرص التي ستساعدنا على أن نكون أكثر إنتاجية وفعالية ونجاحًا في العمل والحياة."

يُمكنك حتى استعمال مذكّرة لالتقاط انعكاساتك حول غرضك والطريقة التي تستمر في السّعي نحوه.

بمرور الوقت، ستنشئ سجلًا لحياتك يوفِّر منظورًا قيمًا.

مُمارسة الامتنان

بغض النَّظر عن مدى سُوء الأمور، هناك دائمًا شيءٌ ما يحدث بشكلٍ صحيح.

ما هو الشيء الفريد الذي تشعر بالامتنان تجاهه اليوم؟

مارِس كتابة كلِّ ما تشعر بالامتنان تجاهه بين الحين والآخر.

لا تكتب الأشياء نفسها كلَّ يوم.

إنَّ اختيار أماكِن الامتنان الفريدة كلّ يوم يدفعُك إلى إعادة صياغة منظُورك للبحث عن الجوانب الإيجابية، وليس السلبية، في حياتك اليومية.

وقد تمَّ ربط الإمتنان بمجمُوعة من الفوائد الجسدية والنَّفسية، بما في ذلك السَّعادة.

وجدت إحدى الدِّراسات أنَّ الأشخاص الذين يشعُرون بالامتنان أكثر سعادة بنسبة 25 في المائة.

لذا، سواء أكنت تتحدَّث عن ما تشعر بالامتنان تجاهه، أو تكتب في دفتر الامتنان قبل النَّوم، درِّب عقلك للبحث عن الخير في حياتك.

يمكن أن تكون هذه الطَّريقة هي الأبسط والأكثر فعالية لتعزيز رفاهيتك.

يكتب تشارلز ديكنز في هذا جيداً: "تأمَّل في بركاتك الحالية، التي في كلِّ واحدة منها الكثير، وليس مصائبك الماضية، التي يملكها جميع الرِّجال".

قبل أن تغادر هذا المقال، أشجِّعك على التوقُّف قليلاً، خُذ نفسًا عميقًا وشعورًا يشبه أن تكون على قيد الحياة في هذه اللَّحظة بالذات.

هذه اللَّحظة هي حياتك، وهي خاصّة بها وحدَك لإدارتها واستغلالها.