4 خطوات لإتقان فن التركيز

سُؤال: يتمُّ تشتيتُ انتباهي بسُهولة، سواء كان زميلي في العمل يدردشُ معي أو منشور مهم على فيسبوك. كيف يمكنني تحسينُ تركِيزي؟

خطوات لإتقان فن التركيز



حسناً.. هل سبق لك أن شاهدت دوري كرة السلّة NBA؟ في الدَّقائق الأخيرة من المباريات المُتقاربة النتيجة، يلجأ الفريق الخاسِر عادةً إلى استراتيجية تعمد إلى تشتيتِ الفريق الآخر. عندما يتمُّ عرقلة لاعب، يتم إيقاف الوقتِ للسَّماح للاَّعب المعرقَل بمُحاولة تسديد رَمية حرة.

يبذُل المشجِّعون كلَّ ما في وِسعهم لكسر تركيز مسدِّد الرّمية، فهم يصيحُون ويلوّحون بالمناشف ويقفزون صُعوداً ونُزولاً. ليكون ناجحًا، يجب على مسدّد الرّمية أن يمنع هذه الفوضَى من عقله وأن يركِّز على السلّة.

اللاَّعبون الأكثر تركيزًا في دوري كرة السَّلة الأمريكي (NBA) ينجحُون في 90٪ من رمياتهم الحرة. بينما الأقلَّ تركيزا ينجحُون في أقلَّ من 50 في المئة. للنَّجاح في كرة السلة وفي جميع مجالات الحياة، عليك أن تبقي عينيك على الهدف، الأمر الذي يتطلب طريقةً للتعامل مع الالهاءات.

التركيز لا يأتي بشكلٍ طبيعي لمُعظم الناس. فهو مهارة يجبُ تعلُّمها وصقلُها وممارستُها. هناك عملية يمكنك اتباعها لتبنِّيها كمهارة:

1. كن على درايةٍ بالحاجة إلى تحسينِ مهاراتك في التركيز.
2. اتخِذ قراراً واعياً لاستثمار الوقت والطاقة اللازمين لتحسين نفسِك.
3. درّب عقلك على التركيز.
4. قُم بتنفيذ مهاراتك الجديدة واجعلها رُوتينية.

الخطوة الأولى نحو التحسين هي أن تُصبح مُدركاً لمُستوى تركيزك.

اقرأ أيضا

هذا هو المكان السري حيث تولد جميع الأفكار العظيمة

للبدء بالتحسُّن، يجب عليك إجراء جردٍ لما تُؤمن به حول قُدرتك على التركيز. لمساعدتك على فهم طبيعة الاستراتيجية بشكلٍ أفضل، اطرح الأسئلة التالية على نفسك:

- ما مدى تركيزك طوال اليوم؟
- ما مدى جودة تحديد أولوياتك؟
- كم دقيقة في اليوم تخسرها بسبب الالهاءات؟

الوصول إلى الجُزء الأعمق من هذه القضَايا هو الخُطوة الأولى التي يجب عليك اتخاذها لاكتشاف الطبيعة الاستراتيجية للتركيز.

معظمُ الناس لا يفكِّرون في التركيز كمهارةٍ إستراتيجية، لذا فهُم لم يقضوا الكثير من الوقت في فحصِ مدى جودتِهم في ذلك. عندما لا تتعاملُ مع التركيز كمشكلة استراتيجية، فإنَّ تقليل أهميته إلى الحدِّ الأدنى يكون أمراً سهلاً. سرعان ما تتجاهله تمامًا.

ترتبطُ قدرتك على التركيز بمدى جودة تجنُّبك وإزالتك للإلهاءات.

ينظُر الأشخاص الذين يفتقرُون إلى التركيز الشديد إلى هذه المسألة، كمسألة تتعلَّق بإدارة الوقت أو التحدي التنظيمي. لكنَّها ليست كذلك. ترتبط قدرتك على التركيز بمدى جودة تجنُّبك وإزالتِك للإلهاءات. تصبح مشتتًا عندما تسمح لشيءٍ ما بالدّخول إلى عقلك ممّا يأخذك بعيدًا عن مهامك.

لا تقلق، من الطَّبيعي أن تشتِّت انتباهك. تعتمِد قُدرتك في التغلُّب على التشويش على قدرتك على التفكير بطرقٍ من شأنها مواجهة ما يعترضُك بشكلٍ طبيعي. إنَّها حول تحديد الأولويات. للقيام بذلك بشكلٍ فعَّال، يجب أن تكون قادراً على التحكُّم في الإلهاءات التي تقصِفُ عقلك.

كيف تركِّز بشكلٍ جيّد؟ يمكنُ لمعيارٍ موضوعي واحد فقط قياس قُدرتك في هذا المجال، وهذا المعيار يتضمَّن القدرة على إكمال الأهداف المحدَّدة سلفًا في الوقتِ المُناسب.

الأشخاص الذين يتأخَّرون باستمرار في الاجتماعات وفي المهامّ النِّهائية لديهم نقصٌ في التركيز. أنا لا أقول أنَّك لن تواجه أوقاتًا حيثُ يكون لديك الكثيرُ ممَّا يمكنك التَّعامل معه؛ أنا أتحدَّث عندما تكون هذه الظُّروف هي طريقة للحياة. بعض الناس دائمًا متوترون ويجرون وراء العمل.

لمُساعدتك على تحديدِ كيفية تثبيت الأمور الهامَّة، أتحداك أن تحتفظ بمذكِّرة لمدة أسبوعين. كلُّ ما عليك القيام به هو الاحتفاظُ بسجلٍّ يومي لأنشطتك. اكتب أولوياتك والأشياء المحدَّدة التي تنوي إنهاءَها كلَّ يوم. ثم احتفظ بسجلِّ نشاط لكلِّ ما يحدث لك خلال اليوم.

انتبه بشكلٍ خاص إلى تسجيلِ كلِّ إلهاء تواجهُه ومقدار الوقت الذي استثمرته في هذا الإلهاء. إذا احتفظت بهذا السِّجل بإخلاصٍ لمدة أسبوعين، فستكون لديك صورة أوضح عن تركيزك اليومي وكيفية تحسِينه.

عند الانتهاء من دفترِ يومياتك، انظر إلى عدد الدَّقائق التي ضاعت كلَّ يومٍ بسبب الإلهاءات. ألق نظرةً فاحصة على الأولويات التي أنشأتَها والأشياء المحدَّدة التي كنت تنوي إنهاءَها كلَّ يوم.

قم بعمل قائمة بالأولويات والمهامّ التي لم تُكْمِلها في اليوم المَعنِي، ثم اسأَل نفسَك ما الذي جعلَك لا تُكمل العمل الذي قمت بتحديدِ أولوياته. الإجابات على هذه الأسئِلة هي الإلهاءات الأساسية الخاصَّة بك.

بغضِّ النظر عن مدى شَرعية ما تبدو عليه تلك الأشياء، إذا كانَت قد أعاقت قُدرتك على إنهاء العمل، فهي تُشتِّت الانتباه. يجب أن يكون لديك الآن معلوماتٌ كافية لفهمِ مقدار ما تحتاجُ إلى تحسينه. ستعرِض مذكّرتك تحدي التَّركيز الخاص بك، ويجبُ أن تكون قادرًا على الالتزام بتحسينِ مهاراتك.
المصدر: هنــا