فن الاستدعاء: كيف تحفظ أكثر وأسرع من كلّ الأشخاص الآخرين

إذا سألتَ مجموعة من الناس كيف يحفظون الأشياء بسرعة وكيف يتذكرونها، فإنَّ معظمهم ربّما يخبرونك بالتكرار.

فن الاستدعاء



هذا بعيدٌ كلّ البعد عن الحقيقة، فالمُشكلة هي أنَّ استدعاء شيءٍ ما يتطلَّب التعلُّم، ونحن نتعلم جميعًا بطرقٍ مختلفة.

في هذه المقالة، ستتعلم كيفية إتقان فن الاستدعاء بحيث يمكنك بدء حفظ كميةٍ كبيرة من البيانات في فترةٍ زمنية قصيرة.

قبل أن تبدأ، إعرِف أسلُوبك في التعلُّم

قبل أن تبدأ، تحتاج إلى إنشاء شيءٍ ما: هل أنت متعلِِّم سمعي أو مرئِي أو تجريبي؟

إذا كنت متعلِّما سمعياً، فإنَّ الطَّريقة الأكثر فعالية بالنِّسبة لك لفهم المعلُومات هي سماعها. كما يمكنك أن تتخيّل، يفضل المتعلّمون البصريون رؤية شيءٍ ما لكي يتعلَّموه. يُعتبر التعلُّم التجريبي أقرب إلى التعلم من الأحداث والتجارب (أو القيام بشيءٍ بالمادة).

جرِّب هذا الاختبار السريع لمعرفة أسلُوب التعلُّم الخاص بك.

مُعظمنا هو مزيجٌ من فئتين على الأقلّ من تلك الفئات لكنني سأشير إلى الخُطوة الأكثر ملاءمة لأسلوب التعلُّم الأكثر قبولاَ حتى تتمكَّن من البدء في حفظ الأشياء بسُرعة وكفاءة.

الخُطوة 1: الإعداد

لتحسِين جلسة حِفظِك، انتبه جيدًا إلى البيئة التي تختارُها. بالنِّسبة لمُعظم النّاس، يعني هذا اختيار منطقة بها القليل من الإلهاءَات، على الرَّغم من أنَّ بعض الناس يزدهرُون من خلال التعلُّم في الأماكِن العامة. اكتشف ما هو الأكثر ملاءمة لتعلُّمك حتى يمكنك البدء.

بعد ذلك، ابدأ بشربِ بعض الشاي. يُمكنني ربطك بأعداد كبيرة من الدِّراسات العلمية التي تؤكِّد أنّ الشَّاي الأخضر هو محفِّز طبيعي لتحسِين الذاكرة. من النَّاحية الميكانيكية، فإنَّ قُدرتنا على استدعاءِ المعلُومات تتدنَّى إلى القوة بين العُصبونات في أذهاننا، والتي ترتبط بالمشابك. كلما مارست التمرين (التكرار)، كلما كان أقوى، مما يؤدّي إلى القُدرة على الحفظ.

مع تقدُّمنا في العُمر، ستؤدّي المواد الكيميائية السَّامة إلى تلفِ الخلايا العصَبية والمَشابك، مما يؤدّي إلى فقدان الذَّاكرة وحتى مرض الزهايمر. الشاي الأخضر يحتوي على مركبات، ومع ذلك، فهو يمنع التسمّم ويُبقي خلايا دماغك تعمل بشكلٍ صحيح لفترةٍ أطول.

الخُطوة 2: سجّل ما تحفظه

هذا مفيدٌ بشكلٍ خاص إذا كنت تحاول حفظ المعلومات من المُحاضرة. استخدم جهاز تسجيل لتتبُّع جميع الحقائق المُكتسبة التي يتمُّ التحدُّث بها والاستماع إليها.

إذا كنت تحاول حِفظ كلام، فقم بتسجيل نفسك وأنت تقرأُ الكلام بصوت عالٍ واستمع إلى نفسك تتحدَّث. من الواضح أنَّ هذا الأمر مفيد جدًا للمتعلّمين السَّمعيين، ولكنه مفيد أيضًا لأنَّه يضمن أنك تحصل على المزيد من سياقِ الكلام من محاضرة ستُساعدك في تعلُّم المعلومات بشكلٍ أسرع.

اقرأ أيضا:

لا يُنجزون دائماً جميع واجباتهم المنزلية.. إليك 18 شيئا يفعله أفضل الطلاب

الخُطوة 3: اكتب كلَّ شيءٍ 

قبل أن تبدأ في محاولة تذكُّر كل شيء من ذاكرتك، اكتب وأعِد كِتابة المعلومات. سيُساعدك هذا في معرفة ما تحاول حفظه.

كما يُساعدك القيام بذلك أثناء الاستماع إلى جهاز التَّسجيل الخاص بك في الاحتفاظ بالكثيرِ من البيانات. هذا هو الأكثر فائدة للمتعلِّمين ذوي الخبرة.

الخطوة 4: قسِّم ملاحظاتك

الآن بعد أن تمَّ كتابة كلّ شيء في مجموعة واحدة من الملاحظات، قم بفصلِها إلى أقسام. هذا مثالي للمتعلمين البصريين، خاصَّةً إذا كنت تستخدم ترميز الألوان للتمييز بين الموضُوعات.

هذا سيساعدك على كسرِ كلّ شيء وبدء تقسيم المعلومات التي يتم تسجيلها في دماغك.

الخطوة 5: طبِّق التِّكرار على الحفظ التراكُمي

لكلِّ سطر من النَّص، كرِّره عدّة مرات وحاول تذكُّره دون النَّظر إليه. عند حفظ كلّ مجموعةٍ من النُّصوص، كن تراكُمياً بإضافة المعلومات الجديدة إلى ما تعلَّمته للتو. هذا سيحفظُ كل شيء ضمن ذاكرتك على المدى القَصير من التلاشي.

استمر في فعل ذلك حتى تحفظ ذلك القسم وتتمكَّن من تذكُّر كلِّ شيء. لا تنتقل إلى قسمٍ آخر حتى تحفظ ذلك بشكلٍ كامل. هذا في الغالب هو التعلُّم البصري ولكن إذا كنت تتحدث بصوتٍ عال، فأنت أيضا تقوم بتطبيق السمعي.

الخُطوة 6: دوٍّن من الذّاكرة

الآن يمكنك تذكُّر أقسامٍ كاملة، أكتُب كلّ شيء من الذَّاكرة. سيعزِّز هذا كلّ شيء تعلَّمته للتو من خلال تطبيقه بتجربة.

الخُطوة 7: علِّمه لشخصٍ ما (أو لنفسك)

يُمكنك القيام بذلك بطرقٍ متنوِّعة. يمكنك إلقاء المحاضرة على شخص يجلس أمامك مباشرة (أو المرآة، إذا كنت لا تستطيع إقناع أي شخص بالجلوس) وشرح كلّ شيء بشكلٍ فوري.

إذا كان ما تعلَّمته يحتاج إلى أن يتم قراءته حرفيًا، فافعل ذلك أمام أحد الأشخاص أيضًا لكي تتعرّف على ما سيبدو عليه النّص عند قراءته أمام الجُمهور المقصُود.

هذا هو التعلم التجريبي لأنك تمارس في الواقع المفاهيم التي تعلَّمتها وتتلاعب بها.

الخُطوة 8: استمِع إلى التسجيلات باستمرار

أثناء القيام بمهامٍ غير ذات صلة مثل الغسيل أو القيادة، انتقِل إلى المعلُومات مرّة أخرى عن طريق الاستماع إلى تسجيلاتك الخاصّة. هذا بالتأكيد هو التعلُّم السمعي ولكنه سيبقى مكمِّلاً لكل الأشياء التي قمت بدفعها إلى ذاكرتك على المدى القصير.

الخطوة 9: خذ استراحة

أخيراً، دع عقلك يتنفَّس. توّف لفترةٍ قصيرة دون التفكير في ما تعلَّمته وعُد إليه لاحقًا.

ستكتشف ما تعرفه حقًا وسيساعدك هذا في التركيز على الأقسام التي قد تكون أضعف فيها.

جرّب هذه الخطوات الآن وستجد أن تذكُّر الأشياء أسهل بكثير وستحفظُ المزيد من الأشياء أكثر من الكثير من الأشخاص الآخرين!

اقرأ أيضا:

التعلُّم ليس بعض المُصادفات السِّحرية .. إليك 20 طريقة لتصبح متعلِّما لا هوادة فيه

المصدر: هنــا