حتى تتقدَّم في رحلتك نحو النّجاح.. إليك 8 خطوات لتطوير فلسفتك الشخصية

"في حين أنّ هناك العديد من قطع اللُّغز لتحقيق النّجاح، إلاّ أنّه دون تطوير فلسفةٍ سليمة، فإنّ القطع الأُخرى ذات قِيمة قليلة." جيم رون

خطوات لتطوير فلسفتك الشخصية

حتى تتقدَّم في رحلتك نحو النّجاح، تذكّر أنّه عليك تطوير فلسفتك الشَّخصية، والبحث عن تلك الأشياء القليلة التي تحقِّق أكبر قدرٍ من الفارق واقضِ معظم وقتك في القيام بتلك الأشياء. إنها ليست عملية معقَّدة أو غامضة، ولكنها مبدأ يمكن أن يحدث اختلافًا في كيفية عرضِ حياتك.


1- أضبط أشرعتك.

رياح الظُّروف السيّئة تهب علينا جميعا. لقد عانينا جميعا من رياح الإحباط واليأس والحسرة، ولكن لماذا يصل الناس إلى أماكن مُختلفة في نهاية الرحلة؟ ألم نبحر جميعا على نفس البحر؟

الاختلاف الرّئيسي ليس الظّروف. وإنّما مجموعة الأشرعة، أو طريقة تفكيرنا – إنّه ما نفعله بعد إعداد أشرعتنا والرياح تقرِّر تغيير الاتجاه. عندما تتغيّر الرياح، يجب أن نتغير. علينا أن نكافح لإعادة ضبط الشراع بطريقة تقودنا في اتجاه اختيارنا المتعمّد. إنّ طريقة تفكيرنا وكيف نستجيب لها، لديها قدرة أكبر على تدمير حياتنا أكثر من أي تحدياتٍ نواجُهها. إنّ السُّرعة التي نتجاوب بها مع الشَّدائد أكثر أهمية بكثير من المِحنة نفسها.

التحدي الكبير للحياة هو التحكُّم في عملية تفكيرنا.

2- تعلّم من النّجاح والفشل.

أفضلُ طريقة لتأسيس فلسفة شخصية جديدة وقوية هي المراجعة الموضوعية للاستنتاجات التي استخلصتَها عن الحياة. أي استنتاجٍ توصّلت إليه والذي لا يعمل من أجلك، قد يعمل ضدّك. أفضل طريقةٍ لمواجهة التضليل والبيانات الخاطئة هي إدخال معلوماتٍ جديدة ودقيقة. إذا كنت تفعل شيئًا خاطئًا، فعليك بتقييم ما فعلته بشكلٍ خاطئ وتغيير الأشياء.

يُمكن لرأي موضوعي من شخصٍ تحترمه، أن يقودك إلى معلوماتٍ مبكِّرة ودقيقة عن عملية صنع القرار. استمع لنضارة الصّوت الخارجي – شخص يستطيع رؤية الغابة ولا يضيع وسطَ الأشجار.

راقِب نجاحات وفشل الآخرين. يمكنك أن ترى كيف يفشلُ الناس ولن ترغب في فعلِ ما فعلوه. إنَّ إخفاقات الماضي وأخطائنا السابقة تدفعنا إلى تعديل السُّلوك الحالي حتى لا نكرِّر الماضي.

يجب أن يكون كلُّ واحد منّا في بحثٍ دائم عن الأشخاص الذين نعجبُ بهم ونحترمُهم ونستطيع أن نمثِّل سلوكهم. من الأفضل بكثير اختيار الأشخاص الذين نسمح لهم بالتأثير علينا، بدلاً من السماح للتأثيرات السيّئة بالتأثير علينا بدون اختيارنا الواعي.

3- اقرأ بقدرِ ما تستطيع.

"بإمكانك أن تدور العالم كله دون أن تخرج من بيتك، بإمكانك أن تتعرف على الكثير من الشخصيات الفريدة دون أن تراهم، بإمكانك أن تمتلك “آلة الزمن” وتسافر إلى كل الأزمنة.. رغم أنه لا وجود لهذه الآلة الخرافيّة! بإمكانك أن تشعر بصقيع موسكو، وتشم رائحة زهور أمستردام، وروائح التوابل الهندية في بومباي، وتتجاذب أطراف الحديث مع حكيم صيني عاش في القرن الثاني قبل الميلاد! بإمكانك أن تفعل كل هذه الأشياء وأكثر، عبر شيء واحد: القراءة. الذي لا يقرأ.. لا يرى الحياة بشكل جيّد." محمد الرّطيان.

تتيحُ لنا مساهمات الأشخاص الآخرين إعادة ضبط أشرعتنا استنادًا إلى تجاربهم. تقدم الكتب كنوز المعلُومات التي يمكنها أن تغيّر حياتنا، ثرواتنا، العلاقات، الصحة والمهن للأفضل.

هناك ثلاث كتبٍ تحتاج إلى قراءتها لبناء فلسفتك: القرآن، فكر تُصبح غنيا لنابليون هيل، وأغنى رجل في بابل لجورج س. كلاسون.

4- حافظ على دفتر ملاحظات يومي.

يُعتبر الدفتر اليومي مكانًا لجمع كلِّ الملاحظات والاكتشافات المتعلِّقة بالحياة. إنه نصّنا المكتوب بخط اليد الذي يجسِّد تجاربنا وأفكارنا ورغباتنا واستنتاجاتنا حول الأشخاص والأحداث التي لمست حياتنا. عندما يتمُّ توثيقُ الماضي بشكلٍ صحيح، يُصبحُ واحداً من أفضل الأدلّة لاتّخاذ القرارات السَّليمة.

إنَّ فعل الكتابة حول حياتنا يساعدنا على التفكير بموضوعية أكثر في أعمالنا. الكتابة تميل إلى إبطاء تدفُّق المعلومات، وتعطينا الوقت لتحليل والتأمُّل في التجربة. إنّ التدقيق المكثّف في مانكتبُه، يمكِّننا من إدخال تحسيناتٍ في فلسفتنا التي تتغيّر حقاً.

تدوين ما تتعلّمه يُمكنُ أن يُؤدي إلى تحقيق إنجازات عظيمة.
5- راقِب واستمع.

انتبه خلال يومك، شاهِد ما يحدث. أحِط نفسك بأشخاصٍ تحترمُهم وتُعجَب بهم. ابحث عن أشخاصٍ تحفزك شخصياتهم وإنجازاتهم، فتفتُنك وتلهمك، ثمّ حاوِل هضم أفضل صفاتهم. هذا ما يسمى مهارة الاختيار. لا تضيع وقتك على الشّخصيات السَّخيفة والضَّحلة.

يجب أن نكون حسّاسين بما يكفي لمراقبة وتأمُّل ما يحدث من حولنا. كن حذرًا. كن متيقِّظا. في كثير من الأحيان، تختبئ مُعظم الفرص غير العادية بين الأحداث التي تبدو غير مهمّة.

6- كن مُنضبطًا.

يمتلئ كلّ يوم بعشرات من مفترقات الطُّرق الشخصية، لحظات نُدعى فيها لاتخاذ قرارات بشأن الأسئلة الهامّة والثّانوية. هذه القرارات ترسُم المسار إلى وجهةٍ مستقبلية. مع التحضير الذهني الدقيق، يمكننا اتخاذ خياراتٍ حكيمة.

إنَّ تطوير فلسفة سليمة يعِدُّنا لاتخاذ قراراتٍ سليمة. عندما نتناول الأطعمة الصحيّة، فإننا نجدُ نتائج إيجابية في وقتٍ قصير. عندما نبدأ في ممارسة الرياضة، نشعر بحيويةٍ جديدة على الفور. عندما نبدأ بالقراءة، نشهد وعياً متنامياً ومستوى جديداً من الثِّقة بالنفس.

الانضباطات الجديدة التي تمارسها يوميا سوف تُنتجُ نتائج مثيرة.

7- لا تكن مُهمِلاً.

الإهمال هو السّبب الرئيسي لعدم امتلاك الناس لما يريدون. إذا لم تعتني بأشياء في حياتك، يصبح الإهمال مرضًا. إذا كنت تهمل القيام بأشياء جيدة مع أموالك، فإنك ربما تتجاهل القيام بأشياء جيدة مع وقتك. إذا كنت لا تعرف ما يحدث مع صحتك أو حسابك المصرفي، فقد تكون في خطر.

قم بإعداد التزاماتٍ جديدة لتغيير حياتك. كل شيء في متناول يدك إذا كنت تقرأ الكتب، تستخدم دفتر الملاحظات، تمارس الانضباط وتخوض معركة جديدة وقوية ضد الإهمال.

قم ببناء فلسفتك. التزم برحلة جديدة وقُل، سأغير حياتي. بمجرد القيام بذلك، لن تنظر إلى الوراء أبداً.

8- ارفع نسبة أفكارك الخاصة

95 بالمائة من أفكارك مورثة أو منسوخة، حاول تقليل هذه النسبة ورفع نسبة أفكارك الخاصة والمستقلة. لا تتبنى الأفكار بحسب قائلها، فإن أحببته، قبلتها، وإن كرهته رفضتها، بل بحسب منطقيتها ومعقوليتها. فهد عامر الأحمدي

قلل متابعتك للمواقع السطحية ووسائل التواصل الإعلامي، كي لا يألف دماغك السذاجة والسطحية، واستغل أوقاتك الضائعة بعمل ذهني مفيد، كالاستماع إلى الكتب الصوتية. لا تخش الاطلاع على الأفكار التي تخالف ما نشأت عليه واحرص على أن تكون ثقافتك (متوازية وشاملة)، لأن التركيز على جانب واحد يضعك في قوقعة الالتزام الفكري وضيق الرؤية وتقديس المصدر.