5 استراتيجيات لتنجز المزيد وتبقى سعيدًا

في بعض الأحيان، يمكن أن يكون الشُّعور بالسعادة والأداء الجيد في العمل بمثابة أهدافٍ متضاربة. نريد الحصول على ترقية، لكنّنا لا نريد بالضرورة أن نحصُل على الضّغط الذي يُحمّلنا المزيد من المسؤولية.

5 استراتيجيات لتنجز المزيد



أين يتداخل هذان الهدفان؟

في مشروع بحثي ضخم في كتابه الجديد "Great at Work"، قرّر بروفسور جامعة بيركلي مورتن هانسن أن يحدِّد - مرة واحدة وإلى الأبد - وسط كلّ النصائح المتضاربة - ما يجعل الناس ناجحين في العمل. على طول الطَّريق، اكتشف أنَّ العديد من هذه الممارسات نفسها تجلب لنا السعادة في العمل أيضًا.

استنادًا إلى دراسة أجريت على ما يقرب من 5000 مدير وموظف في الولايات المتحدة، كشف هانسن عن خمس استراتيجيات مرتبطة بالأداء والرفاهية في العمل. فيما يلي الاستراتيجيات التي يوصي بها والطرق التي يمكنك اتباعها لوضعها موضع التنفيذ.

1- إعمل أقلّ، وركِّز أكثر.

وجد هانسن أنَّ أكثر الأشياء تأثيراً، والتي يُمكننا القيام بها لتعزيز أدائنا، ترتبط أيضاً بتوازنٍ أفضل بين العمل والحياة وأقلّ إرهاق: التركيز بشكلٍ مكثَّف على بعضِ المهام.

ويطلق هانسن على هذا الأمر "إعمل أقلّ، ثم كن مهووساً": تحمّل مسؤوليات أقل ولكن مع إعطائها المزيد من طاقتنا. يتيح ذلك العمل بجودةٍ أعلى، نظرًا لأنّنا لا نثقل كاهلنا بسبب تعدُّد المهام المستمر.

للقيام بذلك، يقترح عليك أن تنظُر إلى حياتك العملية بعين الاعتبار تجاه إزالة: ما هي الأهداف، المهام، العملاء، الإجراءات، الاجتماعات، أو رسائل البريد الإلكتروني التي يمكنك الاستغناء عنها؟ قد يعني هذا قول "لا" عندما يقدِّم زملاؤك طلبات، لكي تقول "نعم" مدوِّية لأولوياتك.

2- ركِّز على القيمة.

إذا كنا نعمل أقل، فما المهام التي ينبغي لنا التركيز عليها؟ ووفقًا لمسح هانسن، فإنَّ الأشخاص الأكثر إنتاجًا وأكثر رضىً عن وظائفهم ينحازُون إلى: القيمة.

يعطي هؤُلاء الأشخاص الأولوية للعمل الذي يمكنهم القيام به بشكلٍ جيد، وبكفاءة، وبفائدة كبيرةٍ للآخرين. يبحثون عن مشاريع جديدة وعملياتٍ جديدة مع وضع الغايات في الاعتبار.

لتعظيم القيمة، على سبيل المثال، يطلب بعض المعلِّمين من الطلاب مشاهدة محاضرات في المنزل - ثم يستخدمون وقتًا واحدًا ثمينًا للإجابة عن الأسئلة، وشرح المفاهيم الصعبة، والمساعدة في حلِّ المشكلات. كما احتضنت بعض أماكن العمل التقدُّمية اجتماعات "بالوقوف" - حيث، كما يوحي الاسم، لا أحد يجلس!. هذه الاجتماعات أقصر بنسبة 34 في المائة ولكنّها ليست أقلّ فعالية - ابتكار صغير ذو نتائج ذات قيمة كبيرة.

قد يبدو التركيز على القيمة واضحاً. ولكنّها ليست الطريقة التي يعطي بها العديد منّا الأولوية لعملنا. بدلاً من ذلك، نحن نفعل أشياء لأنَّ هذه هي الطريقة التي يتمّ بها دائمًا، أو نقيس كمية الإنتاج لدينا، بدلاً من الجودة التي نقدِّمها للآخرين.
3- تعاوَنْ بوعي.

ووجد هانسن أنه لم يتم إنشاء كل التّعاون بشكلٍ متساوٍ. كان الموظفون يميلون إلى الأداء بشكلٍ أفضل - ولديهم توازن أفضل بين العمل والحياة، وأقل إرهاق، والرضا الوظيفي العالي - إذا تعاونوا مع الزُّملاء بطريقةٍ منظَّمة.

لوضع هذا موضع التنفيذ، يوصي هانسن بالتساؤل عن سببِ الحاجة إلى تعاون معيّن عن طريق سؤال نفسك: لماذا يجب أن نعمل معاً في هذا المشروع؟ هل الخبرة الخارجية مفيدة حقًّا هنا؟ أيضًا، احذر من عدم التعاون، حيث تمتلك العديد من الفرق، خبرات وتجارب وموارد مفيدة تفشلُ في مشاركتها مع بعضها البعض.

4- كن بطلا قويا.

لتغيير عملك، أو إطلاق مشاريع جديدة، أو توظيف متعاوِن، قد تضطر إلى القيام ببعض الاقتراحات. ولعل هذا هو السبب في أن "الأبطال الأقوياء" - أي الأشخاص المهرة في كسب التأييد لأهدافهم - هم أكثر إنتاجية وأكثر رضى عن وظائفهم.

تشير أبحاثٌ أخرى إلى أننا عندما نحاول إلهام الآخرين على التصرُّف، فمن الأفضل استحضار العواطف الإيجابية أكثر من المشاعر السلبية. والرسالة الأكبر هي أنَّ النجاح يتطلب دعم الآخرين، وأفضل طريقةٍ لحشد هذا الدعم، هو التحدُّث إلى قيم ومصالح ودوافع الناس.

5- ادمج بين العاطفة والغرض

لتغذية كلّ هذه الجهود - التعاون، الهوس، والتأييد - وجد هانسن أنَّ أصحاب الأداء العالي لم يكونوا مدفوعين فقط بالعاطفة. لقد دمجوها مع إحساسٍ بالهدف، ممّا جعلهم يشعرُون بالرضا ومنع الإرهاق.

على الرغم من أنَّ الشغف والغاية تبدو وكأنّها مفاهيم متشابهة، فمن الممكن أن يكون هناك واحد دون الآخر. يشير الشغف إلى الطاقة المتحمِّسة لدينا أو الحماس الهادئ للعمل. بينما يشير الغرض إلى تقديم مساهمةٍ مجدية للآخرين.

يمكننا أن نجد الشغف في جوانب مختلفة من العمل، مثل الإبداع والتعلّم والنّمو، استخدام نقاط قوتنا، والتواصل الاجتماعي مع الزّملاء. لغرس الغاية، يجب أن نربط ما نفعله كلّ يومٍ بشيء أوسع: دعم قيمنا أو تحسين حياة الناس.